الجمرة الخبيثة
.
مرض الجمرة الخبيثة والذي يسمى أيضا الحمى الفحمية مرض حاد يسببه نوع من البكتيريا باسلس انثر اكس .تصيب الحيوانات ذات الظلف مثل الأبقار والماعز والضان والجمال وكذلك بعض الحيوانات البرية وهي تصيب الإنسان أيضا
مرض الجمرة الخبيثة محدود الانتشار بشكل عام , ففي الولايات المتحدة الأمريكية كان عدد في بداية القرن الماضي حوالي 200 إصابة قي السنة وانخفض إلى الصفر حتى عام 1992 حيث حدثت بعض الحالات القليلة , وكانت معظم الإصابات القرن الماضي من الإصابات الجلدية ومنها 18 إصابة فقط للجهاز التنفسي ولم تحدث إصابة للجهاز الهضمي في الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن
أصول المرض
.
الجمرة الخبيثة مرض تسببة عصيات جرثومية تسمى عصيات الجمرة واسم المرض باللغة الإنجليزية انثراكس وهي كلمة مقتبسة من اليونانية , حيث الفحم نظرا للتقرحات الجلدية السوداء التي تنتج عن إصابة الجلد به .
نادرا ما تناولها سبورات (ابواغ) البكتيريا الموجودة بكثرة في التربة , وتكون السبورات يصيب هذا المرض البشر , حيث انه في الغالب يصيب الحيوانات الطفيلية والماشية عند ( الابواغ ) يتيح للجرثومة العيش لفترات طويلة في ظروف غير مؤتية حيث تتميز هذه السبورات ( الابواغ ) بغلاف سميك يحمي الجرثومة من تأثيرات الجفاف وغيرها , ويمكن أن تبقى السبورات ( الابواغ ) في التربة في طور السبات لسنوات عديدة .
نادر الحدوث في أوربا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية , ولا كنه يظهر بشكل اكبر في أمريكا الجنوبية والوسطى وجنوب وشرق أوروبا واسيا وأفريقيا اكثر الناس المعرضين للإصابة بالمرض هم الأشخاص الذين يتعاملون مع الحيوانات أو الذين يعملون في الصناعات المتعلقة بمنتجات الحيوانات من اللحم والصوف الجمرة الخبيثة غير معدية والطريقة الوحيدة للإصابة بما تكون عن طريق التعرض لاعداد كبيرة من السبورات .
أنواع المرض
هناك ثلاث أنواع أو أشكال الإصابة في حالة الإنسان :
أ)النوع الجلدي وهو ينتشر عادة عن طريق الاحتكاك بالجلد المصاب بالفيروس أو الجروح وهو اكثر أنواع المرض انتشارا حيث تصل نسبة الإصابة إلى 200 حالة سنويا وقد وصلت حالات الإصابة إلى الولايات المتحدة الأمريكية إلى 224 حالة عام 1944 و 1994 م أما اكثر نسبة إصابة فكانت في زيمبابوي بين عامي 1979و1985م حيث وصل عدد المصابين إلى 10 آلاف مصاب ويقول الدكتور هاني الناظر أستاذ الأمراض الجلدية بالمركز القومي للبحوث إن الإصابة تحدث أساسا أما عن طريق الحيوانات المصابة مباشرة أو باستخدام بعض المنتجات الحيوانية التي تحمل الجرثومة ولذلك فان الأشخاص الذين يعملون في صناعة الصوف ورعاة الأغنام والجزارين هم أكثر الفئات عرضة للإصابة وقد سجلت بعض الحالات من قبل للأشخاص استخدموا فرشاه حرقة مصنوعة من صوف الخراف المصابة وتنتقل الإصابة من إنسان لاخر عن طريق التلامس المباشر للإصابات أو للغيارات الملوثة ومرض الجمرة الخبيثة شديد العدوى وسيع الانتشار ويؤدي إلى الوفاة إلى لم يتم تشخيصه وعلاجه مبكرا وتعد الإصابة الجلدية أكثر الإصابات انتشار حيث تمثل أكثر من 95% من الحالات.
ب-النوع الذي يصيب الجهاز الهظمي.
هو نوع غير مألوف من الإصابة يحدث عقب تناول لحوم مصابة بالميكروب غير جيدة الطهي ، وقد ظهرت في عام 1982م في تايلاند ما يقرب من 24 حالة من هذا النوع ، وكذلك 14 حالة في عام 1987م في نفس المقاطعة بشمال تايلاند.
وتنتج الإصابة عن طريق وصول جراثيم إلى الأمعاء مما ينتج عنه تكون قرح والتعمبات شديدة بالأمعاء الدقيقة والغليظة تؤدي إلى نزيف حاد ينتهي بالوفاء أيضا.
ج- النوع الاستنشاقي
يعد هذا النوع من المرض الأندر حدوثا فما بين عامي 1900-1978م ولم تسجل إلا 18 حالة في الولايات المتحدة الأمريكية ومع ذلك فإنه في حالة إذا تم نثر هذا البكتريا في الهواء في شكل أيروسول فإن الآثار الناجمة عنها تصبح مدمرة وفتاكة ويفيد الخبراء بإن استنشاق جزاء من المليون من الجرام من هذه الجراثيم وهو ما يعادل حوالي 50.000 جرثومة يكون كافيا لأن يسبب مرضى الجمرة الخبيثة في الجهاز التنفسي للإنسان.
أعراض المرض
تبدأ عدوى الإصابة بالمرضى خلال ساعات إلا أن ظهور الأعراض قد يستغرق خمسة أيام.
أعراض الإصابة الجلدية تظهر أعراضها على هيئة حبة حمراء ملتهبة تبدأ بعد ساعات أو أيام من انتقال العدوى للمريض ثم يتطور الالتهاب بصورة سريعة ليصبح على هئية فقاعة محاطة برشح مائي شديد وفي خلال وقت قصير تنفجر تلك الفقاعة من تلقاء نفسرها حيث تكون مكونات صديدية ويصبح شلك الإصابة بعد ذلك كالجلد المحترق وتكتسب المنطقة المصابة لونا مساحات حمراء ملتهبة ومنتفخة يصاحب ذلك تضخم في الغدد الليمفاوية القريبة من الإصابة وفي حالات الإصابة الشديدة تزداد أعراض في درجة حرارة المريض وينتهي الأمر بالوفاة خلال أيام أو أسابيع أما الحالات الخفيفة فتكون الأعراض السابقة أقل حدة ويحدث التئام وشفاء مقرح وعادة ما تكون الإصابة غير مؤلمة وأما الإصابة عن طريق الاستنشاق ينتج عنه نزيف داخلي بالشعب والحويصلات الهوائية وتهتك أنسجتها ويصاب ذلك تضخم في الغدد الليمفاوية المحيطة بالقصبة الهوائية وتنتشر البكتريا بعد ذلك في الجسم حتى تنتهي الإصابة بنزيف في المخ يؤدي إلى وفاة المريض والإصابة بالجمرة الخبيثة المعوية أعراضها التهاب حاد في المعدة ينتهي بغثيان وفقد للشهية وحمى وقيء يتبعة ألم في البطن وتقي للدم وإسهال حاد.
كيفية انتقالها
:-
يعتبر مرض الجمرة الخبيثة مرضا جرثوميا يمكن أن يصيب الإنسان كما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية غير أنه عادة ما يصيب الحيوانات مثل الأغنام والماشية ولانتقال عدواه من شخص إلى آخر غير أنه يمكن أن يكون قاتلا , ويصاب الإنسان بسبورات ( أبواغ) الجمرة الخبيثة من خلال جرح أو في الجلد أو عن طريق تناول اللحوم الملوثة بالمرض أو باستنشاق السبورات ( الأبواغ) . وتشير الدلائل إلى أن لدى الإنسان مقاومة جيدة للمرض . ففي دراسة أجريت في أول الستينات تبين أن عمال الصوامع الذين يستنشقون ما يصل إلى 1300سبوارا ( بوغا) ليصاب الإنسان بالمرض ولا تحدث الإصابة إلا إذا تفتحت أعداد كافية من السبورات ( الأبواغ) وأخذت بإنتاج الجراثيم الطلاق السموم المضرة.
أثار المرض وعلاجه
.
من تأثيرات مرض الجمرة الخبيثة الرئوي يمتص الجهاز الليمفاوي السبوارت ( الأبواغ) عبر الحويصلات الرئوية . وقد لا تتفتح إلا بعد شهرين وحالما تبدأ في إنتاج الجراثيم حتى تأخذ في إفراز السموم التي تؤدي سريعا إلى النزف ويؤدي أي تأخير في تناول المضادات الحيوية إلى تقليل فرص الشفاء من المرض وتبلغ نسبة الوفيات من هذا النوع من المرض 89% تقريبا.
وأما أثر مرض الجمر الخبيثة المعوي في حالت لم يعالج المرضى فإنه قد يؤدي إلى وفاة بنسبة 24% إلى 60% من الحالات العلاج.
وأثر مرض الجمرة الجلدي تبدأ السبورات ( الأبواغ) بعد تفتحها بإطلاق مواد سامة تضر الأنسجة الجلدية توقد ينتشر المرض في الجسم كله ولكنه نادرا ما يؤدي إلى الوفاة وتصل حالات الوفاة بعد تلقي العلاج أقل من 1 في المائة .
ولعلاج مرضى الجمرة الخبيثة يجب علاجها بالمضادات الحيوية المستخدمة لعلاج الحالات الراهنة في الولايات المتحدة الأمريكية هي سبيرو فلوسكا سين الذي يعرف في المملكة المتحدة باسم سبير وكسين.
تصنيف بكتريا أنثراسيس العصوية
.
تصنف بكتريا أنثرا سيس العصوية التي تسبب مرضا أنثراكس ( الجمرة الخبيثة ) الفتاك من الأسلحة البيولوجية المحتملة في أيدي الإرهابيين بالإضافة إلى الجدري والكوليرا . وقدرة بكتريا أنتثراسيس العصوية على تحمل مختلف الظروف والعيش لفترة طويلة تجعلها خطيرة بشكل كبير . كما تجعل من الممكن استخدامها كأسلحة فبإمكان تلك البكتريا أن تبقى كامنة في التربة لمدة سنوات كما تستطيع أن تظل حية في الهواء لعدة أسابيع يذكر أن جزيرة جرونارد في شمال شرق اسكتلندا ظلت رسميا منطقة محظورة لا يمكن الدخول إليها لمدة خمسين عاما بعد أن لوثها باحثو الأسلحة البريطانيين بالأنثراكس عمدا إبان الحرب العالمية الثانية وفي الظروف العادية يمكن للإنسان أن يتعرض لجراثيم هذا المرض من خلال الاقتراب الشديد من الحيوانات في المناطق الزراعية بأميركا الجنوبية وجنوب شرق أوروبا وجنوب شرق آسيا وأفريقيا ومنطقة الكاريبي وتبين أن بكتريا الجمرة الخبيثة التي استخدمت في أول هجوم بيولوجي ناجح في العالم يعود أصلها إلى النوع الشائع في غربي أمريكا الشمالية.
الحرب البيولوجية:-
وضعت الولايات المتحدة في عام 1995م قائمة تضم 17 بلدا لديها برامج للأسلحة البيولوجية وهي أيرن والعراق وليبيا وسوريا وكوريا الشمالية وتايوان وإسرائيل ومصر.وفيتنام ولاوس وكوبا وكان لدي بعض الدول الأخرى بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة برنامج الأسلحة البيولوجية في الماضي ولكنها أنهيت في عام 1972م عندما أدى القلق العالمي إلى توقيع معاهدة تحظر إنتاج وتخزين هذه الأسلحة وقد قامت جماعة أوم شينريكيو التي أطلقت مادة سارين في محطة قطار الأنفاق في طوكيو عام 1995م أيضا باستخدام الجمرة الخبيثة ولكن أحد لم يصب بالمرض جراء ذلك.