نحن غـادون مـن غـد لافتـراق .... وأرانـي أمـوت قـبـل يـكـون
فلئن متُّ فاسترحـت مـن البـيـ .... ــن لقـد أحسنـت إلـيَّ المـنـون
ما يريد الفراق؟ لا كـان منـا ... أشمـت الله بالـفـراق التـلاقـي
لو وجدنـا علـى الفـراق سبيـلاً .... لأذقنـا الفـراق طعـم الـفـراق
ولمـا برزنـا لـلـوداع وكلـنـا .... يعدُّ مطيع الشوق من كـان أحزمـا
فصرت بقلب لا يعنف في الهـوى .... وعين متى استمطرتُها مطرت دمـا
قد كنت أشفق من دمعي على بصري .... والآن كـل عزيـز بعدَكـم هانـا
والله ما ذكـرت عينـي معاهدكـم .... إلا رأيـت دمـوع العيـن هتانـا
أستودع الله من بالطـرف ودعنـي .... يـوم الفـراق ودمُّ العيـن ساكبـه
ثم انصرفت وداعي الشوق يهتف بي .... ارفق بقلبـك قـد عـزَّت مطالبـه
يا عين في ساعة التوديع يشغلك .... الـبكاء عـن لـذة التوديـع والنظـر
خذي بحظـك منهـم قبـل بينهـمُ .... ففي غد تفرغـي للدمـع والسهـر
لـي مقلـة مقـروحـة بفراقـكـم .... ما انفـك بحـر دموعهـا متدفقـا
جفت وزال رقادهـا مـن بعدكـم .... بيـد الفـراق فعوذوهـا بالـرقـى
جسمي معي غير أن الروح عندكـمُ .... فالجسم في غربة والروح في وطـن
فليعجب الناس منـي أن لـي بدنًـا .... لا جسم فيه ولـي روح بـلا بـدن
اذكرونـا مثـل ذكـرانـا لـكـم .... ربَّ ذكـرى قربـت مـن نزحـا
واذكـروا صبًّـا إذا غنـى بـكـم .... شـرب الدمـع وعـاف القـدحـا