قفا بساحلِ دمعٍ سال منَ حدقي
هذي على مقلي دار ٌ من القلقِ
إني مررتُ على كُلّ الديار فلم
أبصـر بها أحداً ناجٍ منَ الغرقِ
إلا ديار قوافي الشعر عامرةً
يزدانُ عُمرانهُا في رحيها العَبقِ
أرنو لدجلة حيناً إذ تعاتبني
تبدي دموعاً على بوّابة الغسقِ
باتت لعَمري ضفافُ النهر ناعيةً
أمست حمَامَتُها مقطوعة العُنقِ
يا دجلة الخير غنى فيك شاعرُنا
بالأمس حتى بدى في آخر الرّمقِ
لم أنهل الماءّ إلا منك في ظمئي
سـرُّ الحياة بدا في مائك الغّدقِ
تغفوا وأحداقُكِ الزرقاءُ ساهرةً
كادت تسيل دما من حرقة الأرقِ
ناديتني هاأنا لبّيـك ممتثلاً
بــلا سلاحٍ بلا حبرٍ بـلا ورقِ
أين الشباب الألى تسموا بيارقهم
أين الألى خلدوا نصراً على الأفقِ
قوموا لتقويم قومٍ من سرائرهم
جيلاً نُقـوّم بالأفعال والخُلقِ
لا تغفلوا فعداكُم بين أنفسكم
يصبو لتفرقةٍ في كــلّ مفترقِ
فالجسم إن كمُلت اعضاءُهُ عملت
وأن تفرّقَ عضوٌ عـادَ لِلعلقِ
******