حث
الرئيس الكولومبى خوان مانويل سانتوس، واشنطن العودة إلى التحالف مع
جيرانها فى أمريكا اللاتينية بدلا من التركيز على صراعات بعيدة مثل
أفغانستان، وجاء ذلك خلال وزراء خارجية دول الأمريكتين الذى عقد اليوم.
وقال
سانتوس قبل وصول أوباما مباشرة إلى قرطاجنة "إذا أدركت الولايات المتحدة
أن مصالحها الاستراتيجية على المدى البعيد ليست فى أفغانستان أو باكستان
ولكن فى أمريكا اللاتينية..ستكون هناك نتائج عظيمة".
وتضاءل النفوذ
الأمريكى فى السنوات الأخيرة، فى منطقة كانت تعتبرها بشكل تقليدى فناءها
الخلفى مما سمح للصين بكسب نفوذ والظهور بوصفها الشريك التجارى الأول مع
دول مختلفة فى المنطقة من بينها البرازيل ذات النفوذ الإقليمى.
وحظى
أوباما باستقبال حافل فى آخر قمة للأمريكتين فى 2009. ولكن آمال أمريكا
اللاتينية والتى كان من بينها حدوث تقارب أمريكى مع كوبا التى يحكمها
الشيوعيون تبددت إلى حد كبير مع تركيز أوباما على أولويات عالمية أخرى.
وربما
لا يستطيع الرئيس الفنزويلى هوجو تشافيز الذى يخضع لعلاج بالإشعاع من
السرطان من حضور القمة، لكنه انتقد الاجتماع على أية حال وقال إنه عديم
الجدوى لأنه لم يوجه دعوة لكوبا بسبب اعتراض الولايات المتحدة وكندا.
ويذكر
أن شعبية الرئيس الأمريكى باراك أوباما تراجعت بين مواطنى أمريكا
اللاتينية خلال العامين الماضيين من 62% خلال 2009 إلى 47% بعام 2011، وفقا
لاستطلاع للرأى أجرته مؤسسة (جالوب) قبيل انعقاد قمة الأمريكتين السادسة
بكولومبيا.
على صعيد آخر، ترددت أنباء عن أن عددا من عناصر الشرطة
السرية من الحماية والمرافقين للرئيس الأمريكى باراك أوباما فى مؤتمر قمة
دولى أعفوا من مهامهم، بسبب ما تردد عن مزاعم بسوء تصرف متعلق "بفضيحة
أخلاقية".
وقالت وكالة أسوشيتدبرس، إن معلومات وصلتها تفيد بأن سوء
التصرف له صلة بعاهرات فى مدينة كارتاغينا فى كولومبيا، مقر انعقاد قمة
الأمريكتين، لكن المتحدث باسم جهاز الشرطة السرية امتنع عن تأكيد أو نفى
النبأ.
ونسبت الوكالة إلى مصدر حكومى أمريكى، طلب عدم ذكر اسمه لأنه
غير مخول بالحديث علنا، قوله، إن عدد هؤلاء العناصر بلغ 12 عنصرا، لكن
جهاز الشرطة السرية يرفض الإعلان عن عددهم.
وتقول الوكالة، إن حادثا
كهذا يمكن أن يلقى بظلاله على القمة، وعلى أجندة أوباما الاقتصادية
والتجارية، ومن شأنه أن يحرج الولايات المتحدة.
ومن جهتها، دعت
وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون المجتمع المدنى إلى التأكد من
وفاء القادة بالتزاماتهم المتوقع أن يتعهدوا بها أثناء قمة الأمريكتين
المقررة مطلع الأسبوع الجارى فى مدينة قرطاجنة الكولومبية.
وفى
حديثها أمس الجمعة، خلال منتدى خاص على هامش القمة التى تعقد فى المدينة
التاريخية الواقعة على البحر الكاريبى، طلبت كلينتون من المواطنين محاسبة
القادة على أفعالهم، مشيرة إلى أن قمة الأمريكتين الأولى عقدت فى مدينة
ميامى الأمريكية عام 1994، عندما كان زوجها بيل كلينتون رئيسا للولايات
المتحدة.
وأشادت الوزيرة بأمريكا اللاتينية لما أحرزته المنطقة من
تقدم منذ ذلك الحين، خاصة على الصعيدين الاقتصادى والاجتماعى، رغم أنها دعت
إلى بذل
من الجهود كى يمكن للمنطقة الاستفادة من أقصى إمكانياتها.
وقبل
القمة التى يمثل فيها غياب كوبا قضية رئيسية، حيث لم يتم توجيه دعوة لها
فى ظل معارضة الولايات المتحدة القوية لإرسالها دعوة إلى هافانا، أوضحت
كلينتون أن تعزيز الديمقراطية وزيادة الفرص الاقتصادية من التحديات التى لا
تزال تواجه معظم دول المنطقة.
على صعيد آخر، شارك الرئيسان
البوليفى إيفو موراليس والكولومبى خوان مانويل سانتوس فى مباراة ودية لكرة
القدم انتهت فعالياتها بالتعادل بهدفين، أجريت على شرف قمة الأمريكتين التى
ستنطلق مساء اليوم السبت.
وأقيمت المباراة، التى خاضها لاعبون
سابقون ومسئولون حكوميون من البلدين، بناء على اقتراح الرئيس البوليفي،
الذى أهدر ضربة جزاء احتسبت لصالح فريقه خلال المباراة.
ولم يسجل أى
من الرئيسين أهدافا خلال اللقاء، الذى شارك فيه كذلك نجل الزعيم الكولومبى
مارتين سانتوس، ونائبه أنخلينو جارزون، الذى سجل هدف التعادل لفريقه، وزير
داخليته خيرمان بارجاس يراس.
كما دعت المطربة الكولومبية شاكيرا
رؤساء الأمريكتين للاهتمام بالتعليم المبكر والاستثمار فيه، مؤكدة أن
القيام بهذا الأمر سينتج عنه مكاسب مالية ضخمة، وذلك خلال مشاركتها فى أول
قمة لرجال الأعمال بكارتاخينا وذلك على هامش قمة الأمريكتين.
وقالت
شاكيرا عشية افتتاح قمة الأمريكتين أمام حشد من رجال الأعمال وعدد من
الزعماء مثل الرئيس المكسيكى فيليبى كالديرون والتشيلى سباستيان بينيرا
والجواتيمالى أوتو مولينا "أحب الغناء والموسيقى وكلاهما يمنحانى السعادة
مثل دعم التعليم".
وأكدت المطربة العالمية ضرورة الاهتمام بالمراحل
الأولى للتعليم من عام وحتى ستة أعوام، حيث اعتبرتها أهم فترة فى حياة أى
إنسان من وجهة النظر التربوية، لأنها هى التى تشكل مستقبل الفرد، على حد
تعبيرها.
وأشارت شاكيرا، التى تعمل منظمتها الخيرية "الأقدام
الحافية" على تعليم الأطفال الفقراء، إلى أن أمريكا اللاتينية ليس بها
مراكز تعليم كافية.
وعلى الرغم من هذا لم تطالب المغنية الكولومبية
رجال الأعمال بإنشاء مؤسسات تعليمية جديدة، بل القيام باستثمار اجتماعى
داخل مجال التربية والتعليم القائم.
وأضافت شاكيرا "التعليم فى
الصين والولايات المتحدة من ضمن الأولويات القصوى، لا يجب أن تبقى أمريكا
اللاتينية خلف كل هذا، وبالأخص فى عملية تنمية التعليم فى المراحل العمرية
لمبكرة".
وأكدت المطربة أن هذا الاستثمار التربوى سينتج عنه مكاسب
عدة، مشيرة إلى وجود دراسات تؤكد أن كل دولار يتم استثماره فى التعليم
المبكر يعود على المجتمع بمكاسب بقيمة 17 دولارا.
ويذكر أن وزراء
خارجية دول الأمريكتين اختتموا اجتماعهم دون التوصل الى اتفاق بشأن وثائق
قمة الأمريكتين السادسة، بعد رفض الولايات المتحدة وكندا إدراج فقرتين
تتطرقان الى الحاجة لانضمام كوبا إلى هذه الاجتماعات.
وأشار وزراء خارجية الأرجنتين هيكتور تيمرمان، وفنزويلا نيكولاس مادورو إلى أن الاجتماع لن يصدر عنه بيان ختامى.
وقال
تيمرمان إن الدول الثلاثة والثلاثين المشاركة فى القمة دعمت إدراج بند
بشأن النزاع الدائر حول السيادة على جزر فوكلاند، إلا أن قضية مشاركة كوبا
لم تلق إجماعا بين المشاركين.
فيما أوضح مادورو أن غالبية دول أمريكا اللاتينية كانت تسعى لإدراج قضية مشاركة كوبا فى القمم المقبلة فى البيان الختامى.
يشار
إلى أن الولايات المتحدة وكندا تعارضان مشاركة كوبا فى القمة بدعوى أنها
لا تحظى بنظام ديمقراطى، كما يشار إلى أن النزاع بين بريطانيا والأرجنتين
حول جزر المالفيناس المعروفة بـ"فوكلاند" يرجع إلى عام 1833 عندما استقرت
قوات الجيش البريطانى فى جزر الأرخبيل، التى كانت واقعة تحت السيطرة
الأرجنتينية حتى ذلك الحين.
ونشبت حرب بين بريطانيا والأرجنتين حول
السيادة على تلك الجزر فى 1982 وانتهت باستسلام الأرجنتين، إلا أن بوينوس
آيرس لم تتخل عن مطلبها بالسيادة عليها منذ ذلك الحين.
ووصل الرئيس
الأمريكى باراك أوباما أمس إلى مدينة كارتاخينا بكولومبيا للمشاركة فى قمة
الأمريكتين بعد زيارة قصيرة لفلوريدا أوضح خلالها أهمية العلاقات التجارية
مع أمريكا اللاتينية.
ووقع انفجار قرب مبنى السفارة الأمريكية
كولومبيا بالتزامن مع وصول أوباما للعاصمة، وقال مصدر فى الشرطة إن عبوتين
ناسفتين ضعيفتين انفجرتا، لكن "ليس هناك قتلى أو جرحى أو أضرار"، لافتا إلى
أن إحدى العبوتين وضعت فى أرض خالية فى حى بوكاجراندى، حيث تقع معظم
الفنادق فى المنتجع السياحى، بعيدا عن الوسط التاريخى للمدينة.
ويعقد أوباما اجتماعا ثنائيا مع نظيره الكولومبى خوان مانويل سانتوس عند ختام القمة غدا الأحد.