وقد همَّت القريحةُ أن تتوارى بالحجاب نسجتُ لها توسلاتي بالبقاء لنحيي ماتبَقّى من أطلالِ الشعرِ لديّ التي أوشكتْ على الإندثارِ فكان لي ذلك بعد مهاتراتٍ أفْضَتْ إلى الوفاقِ ، وفي خِضَمِ ذلك راودتني هذه الأبيات (فَلسطينيةُ النَّفَسِ) على استحياء ، فأتمنى أن تكون بحجمِ الفصيح وبـحجم أهلهِ .
تجاعيدٌ على خدِّ الفناء
أواهُ يبصقها الـــيراعُ لِــمـــا بـــــهِ
من حسرةٍ أضمَتْ رُبا أعصـــابهِ
متوشحـــاً بــالحزنِ جـــاءَ أناملي
بوريقتي خـــطّ الأسى برُضـــابـهِ
يغلي التساؤلُ في حشاهُ متى أرى
حلماً أرى قد تــاهَ في سِــردابهِ
حلمٌ يُتَــــرجَمُ نبضـُـــهُ بحجـــارةٍ
قد سُوِّمــتْ لتكون من خُطّابهِ
بأكُفِّنا الإصرار ذابَ لِــجَــــــرِّهِ
وشفـاهنــــا تحبــــوا إلى أكوابهِ
إنّا عزفنـــــا لحنـــــهُ بدمـــائنــا
لَمّا المنى زُرِعَتْ برِحْمِ هضابهِ
لعناقهِ الزيتـونُ دهراً قد قضى
صــارّاً على الآمــالِ في جلبابهِ
وكَذا الحمَامُ لرصدهِ مترقـــباً
قد فرَّ إبـــنُ الليلِ مــن أهدابهِ
إنّا ننامُ وويلنا في الصفحةِ الــ
ستينِ تحضننا رِحـــــاب كتـابهِ
قد شـــاخَ فينــا موتنا وبخدهِ
أمَــلٌ تجعَّدَ إنـنـــــا نَــحيـــا بهِ