نددت منظمة التحرير الفلسطينية بتدخل الكونجرس الأميركي في شأن داخلي فلسطيني لدى مناقشته مؤخراً موضوع المصالحة وتأثيرها على العملية السلمية.
واعتبر عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة واصل أبو يوسف أن انعقاد جلسة لأعضاء في الكونجرس مؤخراً لبحث عنوان "المصالحة بين فتح وحماس وتهديد فرص السلام"، يشكل "تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي الفلسطيني وانحيازاً مطلقاً للاحتلال الإسرائيلي".
وقال، إن "هذه الجلسة تأتي ضمن سياق انحياز الكونجرس للاحتلال وحجب المساعدات الأميركية المقدمة إلى السلطة الفلسطينية، من أجل إحكام الحصار المالي ضد الشعب الفلسطيني".
وأضاف إن "الفلسطينيين ماضون نحو تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، ضمن أجواء إيجابية مواتية حالياً، رغم المساعي الأميركية والإسرائيلية المضادة".
ولفت إلى "اجتماع لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير المقرر عقده يوم الجمعة المقبل في القاهرة لوضع ترتيبات متعلقة بآليات تنفيذ المصالحة".
وأبدى استهجانه من "تحذير بعض أعضاء الكونجرس من مواصلة تقديم الدعم المالي للسلطة الفلسطينية بسبب تفاوضها مع حركة حماس التي تعدّ خطراً على فرص السلام في الشرق الأوسط"، بحسب تعبيرهم.
وأوضح أبو يوسف إن "هذا الأمر يدخل في سياق الدعم الكامل للاحتلال وتوفير الحماية الكاملة لما يقوم به من عدوان وانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني، وممارسة الضغط لنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة".
ورأى أن هذه الجلسة "تؤكد توجهات الكونجرس فيما يتعلق بالصراع العربي - الاسرائيلي، وأنها، كغيرها فيما يخص هذا الموضوع، لم تكن متوازنة".
وكانت جلسة لأعضاء لجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس قد بحثت مؤخراً موضوع المصالحة، معتبرة فيها أن "السلام والتفاوض الجدي بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لا يشترط المصالحة بين حماس وفتح".
وحذرت "من مخاطر مشاركة حماس في حكومة فلسطينية من دون تغيير مواقفها والالتزام بالاتفاقيات كافة التي أبرمت مع الكيان الإسرائيلي"، منتقدة ما اعتبرته "حرص فتح على الاعتراف الدولي أكثر من اهتمامها بالسعي الى مفاوضات جادة".
بينما اعترض أحد الحضور، وهو ديفيد مكوسكي من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، على حجب التمويل الأميركي عن السلطة، الذي ساهم، بحسبه، في "الحد من إرهاب حماس ضد الاحتلال".
ودعا "الإدارة الأميركية لإقناع الدول السنية مثل مصر وتركيا وقطر لاستخدام نفوذها من أجل التأثير على حماس لتقبل شروط (اللجنة الدولية) الرباعية بنبذ الارهاب والاعتراف بالاتفاقات السابقة وحق الكيان الإسرائيلي في الوجود".
من جانبه، اعتبر مايكل روبين من معهد "أمريكان انتر برايز" أن "دعم السلطة الفلسطينية يضر أكثر مما ينفع"، معتقداً بأن "المصالحة بين فتح وحماس ستعجل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي"، وفق قوله.