تدعيم اختيارات الرجل في حياته
دور التهيئه الاجتماعيه في التوجه الجنسي في مرحلة الطفوله
يبدأ التمييز الجنسي لصالح الذكور منذ اللحظه الاولى التي يعلم فيها الاهل بان الطفل المولود هو ذكر. وهكذا تبدأ انماط معينه من ردود الافعال بالتشكل . فيعطى الاولاد العاب مختلفه عن تلك التي للبنات . حيث يتم ملاعبة الاولاد بطريقه خشنه وعدوانيه.
عادة ما يطلب منهم عدم البكاء وعدم التعبير عن حزنهم او شعورهم بالاذى. كذلك فان نموذج الدور الذكوري في كتب الاولاد وافلام الكرتون هو نموذج عدواني مسيطر ودائما متحكم: فالذكر يستطيع اصلاح اي وضع وانقاذ اي فتاة في مأزق. وهكذا تشكل لدينا مفهوم لا يعير مشاكل ونواقص الاولاد اي انتباه لأننا افترضنا ان الذكور يجب ان يكون لديهم اعتماد واكتفاء ذاتي وكذلك لان الاولاد مطالبين بأن يحتفظوا بمشاكلهم لانفسهم.
هذا النوع من التهيئه الاجتماعيه يؤثر على المفاهيم الاولى لاختيار المهنه.يستطيع الاولاد في مرحلة سنين حياتهم الاولى تصور مجالات العمل المخصصه للرجال والمجالات الاخرى التي من المفروض ان تكون مناسبه للنساء.
المفهوم الجنسي خلال فترة المراهقه
مرحلة المراهقه هي المرحله التي يحاول فيها المراهقون التلائم وايجاد مكان مناسب لهم في العالم. يحاولون ايجاد هويتهم وايجاد اطار يستطيعون من خلاله اكتشاف ذاتهم. وبهذا يكون الانضمام لمجموعه لها اهتمامات خاصه مثل الرياضه, الشطرنج, النوادي او السيارات او حتى الانضمام للعصابات هو الحل الامثل.
وهنا يجب الانصياع لقواعد وقوانين المجموعه وتنفيذ نشاطاتها حتى يتسنى للمراهق اثبات رجولته من خلالها.
ان الرياضه تشكل عامل تهيئه اجتماعيه اساسي في بناء خبرة الاولاد بالنسبه للعمل. فهناك تشابه كبير بين الرياضه والعمل حيث تكون النتيجه في كليهما ربح او خساره, منافسه خشنه, قوانين لا ليونه فيها, عمل جماعي وابتعاد عن مظاهر التهاون او اظهار الضعف او حتى التعبير عن المشاعر الحقيقيه او المخاوف.
وبالتالي, فانه من خلال الرياضه ونشاطات عمل جماعيه اخرى تستمر المراهقه كمرحلة كبت مشاعر لدى الاولاد.
كذلك يمكن ان نرى الكثير من المراهقين الذكور يحاولون اثبات ذكوريتهم من خلال التحرشات الجنسيه بالفتيات وهذا ما يزيد الصراع لدى المراهقين اللواط الذين يشعرون ان عليهم اثبات ذكوريتهم وانفسهم مع الجنس الاخر والا تعرضوا للمضايقات الجسديه والكلاميه. من الجدير ذكره ان لدى هؤلاء المراهقين تكون الهوية المهنية غير واضحة المعالم باكرا بل قد تتأخر.
من جهه اخرى, من المهم جدا ان يفهم الاستشاري ان مثل هذا النوع من التهيئه الاجتماعيه له دور في تعزيز بذور القوه الذكوريه لدى البالغين. مثل القدره على تحمل الظروف الصعبه والقدره على وضع الاستراتيجيات, التفكير بمنطق, حل المشاكل, المخاطره, والمحافظه على الهدوء عند مواجهة الخطر. من المهم للاستشاري وكذلك العميل ان يتفهموا النواحي الايجابيه والسلبيه لهذا النوع من التهيئه الاجتماعيه.
مكان العمل وبيئة المنحازة جنسيا
عادة ما يبدأ الشباب بصياغة هويتهم الرجولية في اول عمل يحصلون علية. وهو دور يبدأون بالتدريب على اداءة منذ ولادتهم . حيث يبدأ العمل بصياغة هويتهم من خلال ممارستهم للمنافسة تحقيق الذات والسعي نحو تحقيق الذات.
يسعى الرجال من خلال العمل تحقيق كل الميزات النجاح وهي عادة ميزات مادية مثل: امتلاك منزل, سيارة, الانفاق على العائلة والخروج لنزهات رائعة. كل هذه الميزات هي ما يقوم التلفاز والاعلام بتصويرها بشكل متكرر على انها اهداف على الرجل السعي من اجل تحقيقها.
كذلك فان الاباء والاجداد الجيران الرجال والاصدقاء جميعهم يقومون يتزويد الشباب بكل ما يتعلق بسلوكيات العمل. فعلى الرجل العمل خارج البيت طيلة حياته كره ذلك ام احبه.
واذا ما اختار الرجل نمط حياه غير تقليدي كأن يبقى للقيام باعمال المنزل فانه يتعرض للنقد اللاذع والشديد.
كما ان الرجال اللذين لديهم ميولات جنسية منحرفه يتعرضون للتمييز في مكان العمل وهذا ما يولد لديهم الضغط والحيره والارتباك حول قرارهم بالاستمرار بالعمل او لا.
العديد من الرجال يعملون ويسعون للوصول اعلى المراتب في العمل وهذا الشيء بالطبع مستحيل لأن هذه الفرصه متوفرة فقط لثمانية بالمائة من مجموع الاعمال المخصصة للرجال.
كل هذا وبالاضافة الى ان احتمالات الفشل في العمل يولد لدى الرجل احباطات نفسية وضغوط جسدية قد تؤدي الى امراض ووعكات صحية.
من جهة اخرى يمكن للدور التقليدي الذي يلعبه الرجل في مكان العمل ايضا ان ينتج عنه نتائج ايجابية. فهذا الدور يمثل قدرة الرجل على التضحية بالاحتياجات الشخصية من اجل الاخرين, القدرة على تحمل الصعاب من اجل حماية الاخرين وكذلك قدرتهم على التعبير عن الحب من خلال التنفيذ اي القيام باشياء من اجل الاخرين دور الاستشاري مع الزبائن الذكور.
الرجال معرضون للضغوطات النفسية ولذلك فهم يميلون لتلقي الاستشارة في امور تتعلق بالمهنة والمشاكل الاجتماعية النفسية.
لقد اظهرت الدراسات ان الرجال اللوطين لديهم حيره وارتباك في امور العمل اكثر من النساء السحاقيات. الا انه وللاسف تشكل ميزات الرجل التقليدي مثل الكبت العاطفي والرغبة بالسيطرة
علية امام حاجة الرجل للحصول على خدمات الصحة العقلية والتعبيرية.
لقد برز توجه لدى عدة كتب حديثين بان يعاد التفكير في شكل الاستشاره التقليدية بحيث يتم في تحديث عدة امور تجعلها مقربة وودية اكثر للرجال. من هذه الامور :
1- اعادة النظر بالوقت المحدد للجلسة وهو 50 دقيقة.
2- اعادة النظر بالنسبة للطريقة التي يتم ترتيب غرفة الاستشارى بها.
3- استعمال الفكاهه والتعارف الشخصي.
4- استعمال اساليب تواصل التي تدعم شعور الرجوله لدى الزبون.
كل هذه الامور من شأنها ان تجعل الجو الاستشاري مريحا وطبيعيا اكثر مما يشجع الرجال على التوجه للاستشاره.
لقد اظهرت الدراسات ان الاهالي يبدون قلقا اكثر عندما يلاحظون وجود سلوكيات جنسية غير ملائمه لدى ابناءهم الذكور اكثر من قلقهم الذي يبدونه بالنسبة للاناث. كما ان دراسات عديده اخرى تبين انه حتى الاستشاريين لديهم نضره سلبية وتحيز واضح ضد الزبائن الرجال الغير تقليديين في اختباراتهم الجنسية واعمالهم واسلوب حياتهم بشكل عام.
من المهم ان يمارس الاستشاري شكل من اشكال التفهم لكل الزبائن ذوي الشذوذ الجنسي. بحيث يتفهم الحقائق والواقع الذي يواجهة هؤلاء في المجتمع الذي يقمعهم.
يجب على الاستشاريين ان يستعملوا وعيهم الذاتي , معرفتهم, ومهاراتهم وخبرتهم من الشاذين لتحسين معاملتهم وتفهمهم لهم.
ما ينجم عن الهوية الجنسية:
هناك عده خصائص جنسية تنتج من البيئة المنحازة جنسيا منها:
1- العلاقة بين السلوكيات المتعلقة بالجنس وبين الموت والمرض.
لقد اظهرت الدراسات ان السلوكيات التي يتبناها الرجل تزيد من المخاطر الصحية لديه. فمعدل حياه الرجل هو اقل من معدل حياه المرأه بحوالي سبعة سنوات.
2- العلاقة بين مفاهيم دور الجنس وبين الضغط والتعامل معه.
ان التمسك الشديد بايديولوجيات الدور التقليدي يمكن ان يمنع الرجل من اللجوء الى اساليب تساعده في التعامل بفعالية او تدبر اموره في اوقات الضغط.
فعندما يواجه الرجل أوضاع عصيبه في العمل مثل وجود اشاعات عن وجود تقليصات في الشركة, فانه يحتاج الى الدعم العاطفي والاجتماعي, لكنه يشعر انه من غير المناسب طلب هذا النوع من الدعم.ومن هنا ,فان الاستشاره المقربه والوديه للرجال بالاضافه لتوفير جو استشاري مريح هي اشياء ضرورية لمساعدة الرجل لطلب الاستشاره.
وما هو مألوف في هذه الحالات العصيبه ان نرى الرجل متمسك برجولته , يعتمد على العدوانية , القوه والسيطره , يشدد على الاداء والانجاز والنجاح ويعتمد كذلك على كبت مشاعره.
بعد ان يكون الحلم الشاب الاول هو المنافسه وتحقيق الذات عادة ما يصل الى نقطه تحول في مفهومه هذا.
ويبدأ بالتفكير في معنى عمله وما اهميته ومدى مساهمته في حياته ككل. ممكن ان يبدأ بالتساؤل حول تأثيير عمله على صحتهه , اصحابه , والعلاقات العائلية. وفي بعض الاحيان يجد الرجال انه لا بد من تغير عملهم, وفي مرحلة الانتقال الغير واضحة هذه تزداد المشاعر المتصارعه لدى الرجل.
وينجم خلال هذه الفتره مشاعر سلبية مثل:
1- الشعور بعدم التباين وعدم التلائم ما بين التصورات الذاتية المثالية وما هو قائم على ارض الواقع.
2- الشعور بعدم تقدير ذاته. وذلك عندما يلوم نفسه او يلومه من حوله على عدم النجاح بتحقيق النجاح المطلوب من الرجال.
3- الشعور بالكبت. وذلك من خلال وجود قوانين تقليديه صارمه لا يستطيع الرجل او يكون مرنا من خلالها في عمله.
الشعور بالانتهاك: حيث يشعر الرجل بان القوانين الصارمه بالعمل تجبره على الانصياع لمعايير النجاح المحدده للرجل.
تقييم الاستشاريين الذاتي وتقنيات تشجيع اختبارات الرجل
على الاستشاريين بأن يقوموا بعمل تقيم ذاتي حتى يستوضحوا مقدار التمييز الذي يمارسونه في عملهم زبائن الرجال غير تقليديين.
هذا التقييم يمكن اجراءة بواسطة اربعة وسائل:
1- مقياس صراع الادوار الجنسي.
وهو يشمل 37 بند وسؤال يفحصان امور تتعلق بالدور الرجولي الذي يلعبه الرجل في العمل وما ينجم عنه من كبت وتقييم ذاتي منخفض.
2- مقياس الدور الذكوري والضغط: حيث يتم فحص الاوضاع المختلفة التي تشكل ضغطا
على الرجل في عمله.
3- مقياس الادوار الذكوريه: هو مقياس يتكون من 26 بندا يقيس مدى مصادقية الرجل على كل القيم والانماط السلوكية المرتبطة بالدور الذكوري.
4- مقياس رحله الدور الذكوري: حيث يستكشف هذا المقياس المرحله الموجوده بها كل من الرجل او المرأه فيما يتعلق بالتغييرات على الدور الجنسي الذي يلعبونه.
وهنا يمكن اضافه ثلاثه استراتيجيات اخرى يمكنها ان تسهم في تفهم واستكشاف الزبائن الرجال لدورهم الرجولي الذي يمارسونه والعمل.
1- التدريب على التعبير: يستعمل الاستشاري عده تقنيات من شأنها ان تعرف الزبون
الرجل متى يكون التعبير عن المشاعر في العمل ملائما وكذلك كيف يعبر عن مشاعر مختلفة.
2- الرجل الحي: وهو كتاب يسهم في اعانه الزبائن الذكور على فهم كل خصائص الدور
الذكوري التي من شأنها ان تكون مدمره للصحه العلقيه , الجسدية , والروحية للرجل.
3- مجلة تركز على الانحياز الجنسي: من خلال قراءة مثل هذه المجلات يمكن للزبون ان
يصل الى مفهوم جديد حول نفسه وعمله.
تركيبة الاستشارة المهنية
تحديد المشكلة وهدف العمل من الاستشاره:
جمع المعلومات عن العمل:
هنا يمكن للاستشاري استخدام اليه واحده من التقنيات الاربعة المذكورة سابقت لكن شريعا ان يوضح سبب اختياره لمقياس معين لهذا العميل.
تفهم سلوك العميل:
يحاول هنا الاستشاري ان يتفهم كل ما يتعلق باختيارات العميل في حياته من وجهة نظر فردية ذاتية وكذلك بيئية. وكذلك تؤثر هذه الاختيارات على حياته يمكن كذلك من خلال هذه القياسات وضع فرضيات حول سلوكيات العميل واسبابها.
تحديد المشكلة وهدف العميل:
يجب ان يضع الاستشاري الاهداف التالية امامه عند تقديمه الاستشاره :
1- تحديد اهداف ومشاكل العميل , افكاره الداخلية ومشاعره المرافقة له.
2- البدء بتشكل دعم مهني.
3- تعريف وتوضيح علاقة العميل مع الاستشاري ومسئوولية كل منهما.
يركز على هذه الاسباب المفترضة:
كذلك يمكن للاستشاري ان يفترض ان غضب العميل على الاخرين يعطي شعوره بعدم الرضا عن نفسه وشعوره بانه ادنى من الاخرين في العمل.
يمكن فحص كل هذه الفرضيات بطرق مختلفة بحيث يستطيع الاستشاري تفهم كل الامور المرتبطة بجنس العميل التي قد تكون السبب وراء تصرفاته واراءه.
يجب ان تعطى الفرصه للعميل ان يعرف النجاح من وجهة نظرة هو , وان يعبر عن مشاعره بدل اخفاءها , ولفت نظره الى طرق استبدال اهمية النجاح كمعرف لهويتة بخيارات اخرى اكثر توازنا وتعقلا. وكذلك تعريفه بكل ما يكلفه الالتزام بالدور التقليدي الرجولي من مشاكل صحية ونفسية.
بعد هذه المرحلة من التوضيحات يمكن استخدام تقنيات نختلفة مثل (الجينيوغرام) لاخذ معلومات مفصلة اكثر عن اخيارات الرجل ومهنتة وما يرافقها من تاثيرات. ويمكن للرجل ان يعيد تركيب خط لمساعدته على فهم امور معينه مثل ما حققه من وراء توجهه للانجاز.
حل مشكلة العميل:
بعد جمع المعلومات وعمل تقييم لكل الظروف المحيطة بالعميل. يكون العميل قد وصل لمرحلة يستطيع فيها اتخاذ قرارات حياتية حقيقة وواقعية اكثر. ويأتي الآن مرحلة اتخاذ الاجراءات العملية.
اتخاذ الاجراء:
بما ان الرجال موجهين اكثر للفعل لا الكلام فأن هذه المرحلة تكون اسهل على العملاء الرجال.ويجب على الاستشاري ان ياخذ بعين الاعتبار خصوصية وضع كل عميل وبناء خطة عملية خاصة مناسبة للميزات الشخصية والنفسية والاجتماعية لكل عميل على حده.وبعد ذلك تأتي مرحلة تقيم العملية الاستشارية العلاجية, بحيث يعطي العميل الفرصة للتعقيب على كل ما جرى خلال المسيرة العلاجية.