بسم الله الرحمن الرحيم
مبادئ التربية العاطفية للمراهقة
العاطفة : تكوين سيكولوجي مكتسب وقوة دافعة تدفع الانسان إلى القيام بسلوك إيجابي أو سلبي إزاء أشياء معنوية وتختلف من شخص إلى آخر من حيث موضوعها وعددها ونوعها ودرجة قوتها أو ضعفها ويمكن تغييرها وتبديلها وتكوين عاطفة جديدة للطرق التربوية.
*مظاهر العاطفة :
وللعاطفة جانبان أو مظهران : مظهر المحبة
مظهر الكراهية
إن كل إنسان يحب أشياء في الحياة ويكره أشياء, سواء أكانت هذه الأشياء مادية أو معنوية, غير أن هذه المحبة وتلك الكراهية لاتنشآن عبثاً أو بدون سبب, ولا تنشآن كذلك بين يوم وليلة, وإنما تتكونان عند الفرد نتيجة خبرات متوالية سارة أو مؤلمة أو بدافع فطري كامن في طبيعة الانسان.
فلا تتكون عاطفة المحبة مثلاً عند إنسان إزاء آخر إلا إذا رأى منه مايسره مرات متوالية, أو رأى منه منافع متعددة متوالية, كما لاتكون عاطفة القرابة أو عاطفة الأسرة إلا بهذه الطريقة, فالإنسان يحب أقرباءه عادة لأنه راى منهم أشياء سارة من النفع والعطف والرعاية زمناً طويلاً.
وقد تتكون نتيجة واقع فطري مثل عاطفة الأبوة والأمومة نحو البنوة.
وقد تتكون نتيجة التربية مثل تلقين الآباء للأبناء بعض الاتجاهات وبعض الأفكار على أنها قيمة مقدسة, وتلقينهم بعض الأمور الأخرى على أنها مكروهة قبيحة وضارة.
إن العاطفة مهمة للإنسان في حياته لأنها تدفع الإنسان إلى فعل الأشياء التي يتعاطف معها وتدفعه إلى ترك الأشياء التي يكرهها بدافع داخلي, بشرط أن تكون العاطفة وراء العقل وأن يكون العقل قائدها وإلا ستكون تصرفات الإنسان غير معقولة تسيره العاطفة لا العقل, والعاطفة بدون العقل قد تسوق الإنسان إلى المهالك وتجعل حياته في شقاء.
وكم نرى هؤلاء الذين تسيرهم عواطفهم لا عقولهم يقضون حياتهم في الحزن والبكاء لا لشيء إلا لأن أحداً من الأقرباء قد توفي أو إحدى محبوباتهم قد فارقتهم ,وكم نرى منهم من ينتحر ومنهم من يقبل على ذلك من أجل حب أو كراهية.
وما ذلك إلا لأنهم قد جعلوا عاطفتهم قائدة لهم في الحياة, فلكي تكون حياة الانسان متزنة لا بد من أن توضع العاطفة وراء العقل, ثم إن العاطفة تعتبر قوالب صورية روتينية بدون روح.
فهي لذلك تكون مملة ومتعبة أما العاطفة فإنها روح الاعمال وروح النشاط تضفي بهجة على حياة الإنسان.
كما أن القيام بدون عاطفة تكون مملة فإنه بالاضافة إلى ذلك لايمكن أن تترك من ورائها الشعور باللذة ولا عند القيام بها, وكذلك عند الابتعاد عن الأعمال التي ينبغي أن يتجنبها ,فإنه إن لم يكرهها بقلبه لايجد في تجنبها أي لذة أو سرور.
أما العمل مع العاطفة أو مع المحبة, فإنه يجعل الإنسان يشعر بالارتياح واللذة, ولو شعر أثناء العمل بالإرهاق والتعب من جهة أخرى.
وهكذا يجب أن تهتم الأمهات بتكوين العاطفة عند بناتهن ,عاطفة المحبة نحو الأسرة, ونحو المجتمع ونحو الإنسانية ونحو الدين ونحو الأخلاق, وأخيراً نحو جميع جوانب الحياة القيمة ,وان يكون عندهن إلى جانب ذلك عاطفة الكراهية للأفكار الهدامة والاتجاهات الخبيثة والنزعات العدوانية, والسلوك البغيض, وان يكرهن كل جانب من جوانب الحياة المنفرة والدنيئة ومناظرها القبيحة أياً كان لونها وشكلها, وبذلك تعود البنات على حب كل ما هو جميل وحسن ونافع لهن وللناس, وعلى كراهية ما هو مكروه عند الناس, كما يكرهن كل ما هو قبيح ومنفر وضار للفرد والمجتمع , ليقمن بدعوة الناس إلى تجنبه والابتعاد عنه.