الإرشاد باللعب :
يقوم الإرشاد باللعب على فكرة أساسية مؤداها ان اللعب ما هو إلا إنعكاس أو تعبير عن محتويات و دوافع ورغبات لا شعورية مكبوتة لديه ، ومن خلال اللعب يكشف الطفل المحتويات المكبوتة أثناء الجلسات الإرشادية، وقد يستخدم المرشد في ذلك مواد لعب مختلفة وقد يستخدم بعض إختبارات اللعب الإسقاطية في دراسة شخصية الطفل ، إذن فاللعب بمثابة وسيلة للإفصاح عن المشاعر و الرغبات الانفعالات من خوف وقلق وغضب.
أهداف اللعب الإرشادية: تتحدد أهداف اللعب في أي برنامج إرشادي في:
-هدف نمائي:
من خلاله يتم إشباع حاجات الطفل الجسمية والحركية والعقلية والنفسية والإجتماعية، ويتيح للطفل فرصة التعبير عن حاجاته وتجريب قدراته وتزداد خبراته ومفاهيمه عن العالم الخارجي ، كما يتعلم مفاهيم الملكية، المشاركة، الإستقلالية.
-هدف وقائي:
يتم تقديم الألعاب للأطفال وفق خطة مسطرة لتطوير سلوك معين لديهم أو وقايتهم من الوقوع في مشكلة ما، وتقديم الألعاب يكون حسب كل مرحلة عمرية لتجنب المشاكل التي قد يقع فيها الأطفال.
-هدف إرشادي-علاجي:
حسب الهدف لابد من تقديم الألعاب لمساعدة الطفل في التخلص من التوتر الإنفعالي والضغوط النفسية التي يعاني منها، وتقدم اللعبة بعد دراسة المشكلة وتحديد سببها ثم تقديم التوجيه والإرشاد المناسب لضبط السلوك أو تصحيحه وتوجيهه.
أساليب الإرشاد باللعب:
تعتبر المرشدتين النفسيتين فريجينا أكزلين (virginia Axline) وجيرى لاندرث Gerry landrrith من الولايات المتحدة الأمريكية، أول من طور طريقة الإرشاد باللعب للأطفال، ومن أجل هذا النوع من الإرشاد لابد من تهيئة غرفة خاصة للألعاب لا تقل مساحتها على (6مx6م) وأن تزود برفوف على جدرانها توضع عليها كل ما له علاقة بموضوع اللعب لدى الأطفال (علب فارغة، سيارات، أسلاك، خيطان، أدوات بلاستيكية مثل معول، مجرفة، أدوات الطبخ، طاولة، سبورة، طباشير، أفلام، مكعبات، دهانات، كرات، سكين بلاستيكي، بنادق، جنود، أقنعة……الخ
كما ينبغي أن تتوفر على ألعاب تمثل أفراد الأسرة بأحجام متناسبة معهم ويكون عددها مطابقا لعدد أفراد كل مرحلة عمرية، ويمكن للمرشد أن يتبع في العملية الإرشادية إحدى الأسلوبين:
أ-اللعب الحر أو الغير موجه:
يسمح المرشد للطفل بأن يلعب بحرية، حيث يستكشف الألعاب كلها ويتفحصها ثم يقرر موضوع اللعبة التي سيلعب بها، ويكون المرشد بمثابة مراقب لحركات الطفل، فإذا أمسك بلعبة وتركها يسأله” ماذا تعني لك هذه اللعبة ولماذا تركتها…. إلخ. ويمكن للمرشد أن يشارك الطفل في اللعب إذا رغب هذاالأخير في ذلك ،هذا الأسلوب صالح للإضطرابات الإنفعالية للطفل.
ب-اللعب الموجه:
يحدد المرشد النفسي مسرح اللعب، ويصمم اللعب وأدواته بما يتناسب وعمر الطفل ومشكلاته ثم يترك له حرية اللعب في جو من الأمن والعطف، وقد يشترك المرشد في اللعب ليعكس مشاعر الطفل ويوضحها ليساعده على إدراك ذاته.
ج-الإرشاد السلوكي:
يستخدم في حالات الخواف من حيوانات معينة من خلال إستخدام تقنية التحصين التدريجي.
شروط الإرشاد باللعب: نذكر منها:
- إعطاء الحرية للطفل في إختيار اللعبة التي يريدها.
- التعامل مع الطفل كطفل وليس كراشد.
- التركيز على بناء علاقة إنفعالية إيجابية مع الطفل.
- تجنب عقاب الطفل.
- التقليل من مدح الطفل.
- متابعة حركات الطفل دون توجيهه.
- النزول إلى مستوى الطفل في الحديث.
- تحديد وقت معين للعبة.
- ترجمة أفعال الطفل إلى تعليقات.
- عدم السماح للطفل بإيذاء نفسه أو تخريب الألعاب.
- السماح للطفل بأن يعيش مع ألعابه كطفل.
النظريات المفسرة للعب:
أ-نظرية الطاقة الزائدة:
وتؤكد على أن اللعب تنفيس للطاقة الزائدة عند الفرد ويمكن الإستفادة من هذه الطاقة في نشاط سلوكي مفيد.
ب-النظرية الغريزية:
يستند اللعب إلى سلوك غريزي يمكن تهذيبه وتوجيهه بتوجيه اللعب كغريزة العدوان والمقاتلة.
نظرية التلخيص:
وتؤكد أن الطفل يلخص تاريخ الجنس البشري في لعبه فهو يلخص من خلال كل ألعابه وأفعاله (قفز، تسلق، ….إلخ) ما يقوم به أجداده.
نظرية تجديد النشاط بالتسلية والرياضة:
وتؤكد أن أوجه النشاط الرئيسية في الحياة متعبة لدرجة تستوجب تجديد النشاط في الحياة بالتسلية والرياضة.