رافع الرئيس التونسي منصف المرزوقي من أجل حكم سياسي يطبعه الاعتدال والوسطية، مشددا أنه لا مكان في تونس لتطرف إسلامي أو تطرف علماني يعود بالبلاد إلى سنوات التسعينات وأنه ضد حكم إسلامي يزّج بالعلمانيين في السجون أو حكم علماني يقمع الإسلاميين و يرمي بهم في السجون أيضا قائلا : "هذا البلد يجب أن يُحكم في الوسط من قبل إسلاميين معتدلين وعلمانيين معتدلين".
وفي حوار مع صحيفة "الخبر" الجزائرية أجرته معه بقصر قرطاج بالعاصمة تونس نشر أمس الأول أطلق المرزوقي النار على الإعلام الغربي قائلا أن الأخير "يرّوج للأكاذيب" و يريد أن يصور تونس بأنها صارت "فريسة للإسلاميين والسلفيين" وفيما يشبه الاستهزاء بهذا الإعلام قال المرزوقي موجها الكلام إليه "رئيس الجمهورية علماني ورئيس المجلس التأسيسي علماني هذا لا ينتبهون إليه، ويقدمون تونس على أنها على طرف الأسلمة وهذا غير صحيح".
و فيما يشبه دعوتهم إلى التعايش إلى حين ينطق الصندوق بمن اختاره الشعب التونسي ليقود البلاد في الانتخابات المقبلة قال منصف المرزوقي أنه لا خيار لـ " الإسلاميين والسلفيين والعلمانيين المتشددين " سوى الجلوس حول طاولة واحدة للحديث مع بعضهم البعض قائلا : " أنا دوري أن أحاول الحديث مع الإسلاميين والسلفيين والعلمانيين ''المتشددين'' لإقناعهم بأنه ليس لدينا خيار آخر غير ذلك، حتى نصل إلى الانتخابات المقبلة، وحينها سيفرز الشعب الأغلبية التي يريد أن تحكمه".
واعترف منصف المرزوقي بفشل عدالة بلاده في الانتصار لشعب تونس من خلال استرجاع أمواله المهربّة إلى الخارج واستلام المطلوبين الذين فرّوا إلى الخارج، وألمح بأن هذه المسائل لم تعد أولوية في الوقت الراهن بسبب ما وصفه بـ " تسونامي المشاكل الداخلية " لكنه أكد أن بلاده لن تتخلى عن هذه المطالب.