أجبر الأسير سامر العيساوي، المضرب عن الطعام منذ 235 يوماً، سلطات الاحتلال على تحقيق مطالبه بوقف معاملته السيئة في المستشفى، بعد يومين على إضرابه عن الماء والمدعمات، ما أدخله في مرحلة جديدة من الخطر تمثلت في وجود خلل كبير في عمل عضلة القلب والكليتين. ويأتي ذلك في وقت شيعت مدينة الخليل شهيداً جديداً قتلته قوات الاحتلال مساء أمس الأول، عند اقتحامها مخيم الفوار في المدينة.
وفي حديث إلى «السفير»، قال محامي «نادي الأسير الفلسطيني» جواد بولس «يوم أمس اتصلت بي إدارة مستشفى (كابلان)، وطلبت مني الحضور للاطلاع على تطور خطير على وضع سامر (العيساوي)، حيث تبين أن جسده توقف عن إدرار البول (ما يعني تعطل الكليتين)، فضلاً عن وجود خلل واضح في عمل عضلة القلب وذلك بعد 48 ساعة من توقفه عن شرب الماء». وأوضح أنه نتيجة ذلك بالنسبة للأطباء هي «دخول العيساوي في حالة غيبوبة في أي لحظة، وأن استمراره على قيد الحياة مسألة وقت قصير».
إلا أن العيساوي أصرّ على موقفه حتى خضعت سلطات الاحتلال لمطالبه. وأصدر «نادي الأسير» بياناً في وقت لاحق قال فيه إنه «تمت الاستجابة لمطالب سامر (العيساوي) بإزالة الأصفاد من قدميه، ووقف كل أشكال المضايقات التي يسببها السجانون... إلا أنه بحسب الأطباء يجب الانتظار عدة ساعات للتأكد من استجابة الأعضاء الداخلية للوضع الجديد». ونقل «نادي الأسير» عن العيساوي قوله «أنا لم أتوقف عن الماء حباً في الموت بل حباً للحياة، الحياة التي يجب أن أعيشها بكرامة وحرية».
ووفقاً لما هو متعارف عليه في قوانين الإضراب عالمياً، يجوز للمضرب تناول السوائل وبعض الأملاح والفيتامينات، كما أكد بولس لـ«السفير»، مشيراً إلى أن «إدارة المستشفى كانت قررت إعطاء الأسير الأملاح والسوائل بالقوة في حال أصرّ على رفضها».
يذكر أن العيساوي يخوض إضرابه احتجاجاً على الأمر العسكري بإعادة اعتقال محرَري «صفقة شاليت» ومحاكمتهم بتهمهم السابقة. ويرافقه في معركته أيمن شراونة، وهو الذي أضرب حوالي 140 يوماً في السابق، قبل أن يعلق إضرابه أياماً معدودة، ثم يستأنفه قبل حوالي ثلاثة أشهر. كذلك، يضرب منذ حوالي أسبوعين كل من الأسرى زكريا الحيح ومحمد النجار و إبراهيم الشيخ إبراهيم احتجاجاً على اعتقالهم الإداري.
وفي تلك الأثناء، شيع مخيم الفوار في جنوبي مدينة الخليل الشهيد محمود الطيطي الذي قتله جنود الاحتلال خلال عملية اقتحام مفاجئة للمخيم. واستشهد الطيطي جراء رصاصة من نوع «دمدم»، وهو رصاص ينفجر بعد اختراقه الجسد، كما أصيب سبعة آخرون من بينهم شقيقه.
وقال سكان من المخيم لـ«السفير» إن الاقتحام حصل فجـأة من قبل جنود الاحتلال الذين أطلقوا النار تجاه الشبان بغزارة... بهدف القتل من أجل الترويع». أما سلطات الاحتلال فادّعت أنه تم إلقاء زجاجات حارقة تجاه معسكر للجيش قرب المخيم وعلى أثره تم اقتحامه، مشيرة إلى أن مجموعة من الشبان حاصرت أحد الجيبات العسكرية الذي بادر بإطلاق الرصاص الحي.