في ركن هادئ
اختفيت
أمهد لدخولي في منعطفات ذاكرتي
تذكرت بأني نسيت بعض فضائحي على المقاعد
لا بأس فهي طلاسم لا يعلم شفرتها إلاي
تذكرت بأن عندي موعد مهم
لا بأس فالليل أفضل للخروج مع الأصدقاء
تذكرت بأن النبوءة تحذرني من هذا المكان
لا بأس ، أضغاث أحلام هذا هو الأمر
تذكرت وتذكرت
ضاعت قدسية الهدوء
مرت أمامي
ووقفت لحظة تنظر إليّ
وكأنها وجدت فضيحتي
وفهمت شفرة طلاسمي
وكأنها علمت أني هارب منهم هنا
أصدقائي
ولا خروج بالليل
وكأنها من أعلن النبوءة وفسرها وحذرني
أخذتني عيناها إلى جحيم الكتمان
في هدوء
ستستمر الحكايا
***
النبوءة : ستنهار
- في استعطاف وتساؤل وحذر : هذه تخصني
الشكر يعجز عن ما يجول
- في تعبيرات أعجز عن تفسيرها : لا ، بل تخصني
اسمي مكتوب عليها
- في دهشة واعتذار متخفٍ : ظننتها لي
شُبِّهت لي
- في تخفيف لي وخبث مفضوح : إنها تخصنا
اسمي واسمك على طرفي السهم
- في حيرة وإنكار : لا ، بل ...
كيف؟! ماذا؟!
- في اقتراب تظهرها لي : هذه هي فوضى الحبر
قررت أن ترسمنا
النبوءة : ستنهار ثم تعترف
- أحقا كان يجب أن أعترف؟
- يكفيني اعتراف الأوراق
- وهل الأوراق دليل إدانة؟
- لا ، بل شاهد إثبات
- على ماذا؟
- قل أنت
- على عشقي؟
- على موتك
- على ماذا؟!
- على بابا
- أرجوكِ ، أحبك
النبوءة : ستنهار ثم تعترف ثم لقاء مهم
أمام المكتب .. يجلس الدكتور متجاهلا الضيف الذي يستأذن
- قد يكون هناك سوء تفاهم سيدي الدكتور
- ماذا تقصد؟ الأوراق؟
- هي ز...زميلة
- فقط؟
- نعم ، زميلة وجدت أوراقي
- ....
- ؟؟؟
- 98 ، أليس كذلك؟
- بلى ، هذا هو رقم جلوسي
- ....
- !!!!
- أنظر هنا
- يا إلهي! إنه لها
تعودت أن أطمئن على درجاتها قبل درجاتي
أخشى أن أكون كتبت رقمها وربما اسمها على ورقة إجابتي
سنرسب سويا؟
النبوءة : ستنهار ثم تعترف ثم لقاء مهم ثم؟
ثم؟
ثم؟
ثم كانت نهاية الحلم
خرجت من المكتب على عشرة أرجل وأربعة أزواج من الأجنحة
وزعنفتين
أركض وأطير وأسبح معا
قابلني صديق
- ابنة الدكتور تركت لك هذا وقالت أنه يخصك
- نعم ، إنه يخصنا
النبوءة : ستنهار ثم تعترف ثم لقاء مهم ثم هدية كشكول محاضرات أجمل
من كشكولك