فايز السويطي:
قامت الثورة التونسية على اثر انتحار المواطن بو
بسبب الفساد. وفي فلسطين انتحر معلم الفيزياء خنفر بسبب الفساد الإداري كما لمحت زوجة وابن المنتحر في وسائل الاعلام. وكلنا يعلم ويشاهد يوميا ويعاني من ويلات الفساد الإداري الذي يعشعش في كثير من مؤسسات السلطة.
السيد رفيق النتشة:
مضى حوالي ثلاث سنوات على تأسيس هيئة مكافحة الفساد وترؤسكم لها. وقد صرحت أكثر من مرة بأنك ستحارب الفساد منذ انطلاقة الثورة وان الفساد لا يسقط بالتقادم. وكنا نتوقع في الفترة السالفة محاكمة الآلاف.لكن النتيجة كانت محدودة جدا، ربما العشرات فقط.
السيد رفيق النتشة:
الكل يعلم أن الفساد الإداري أدهى وأمر واخطر بكثير من الفساد المالي، وان كثير من المؤسسات متعفنة إداريا ولم نسمع عن محاكمة أي شخص بتهمة الفساد الإداري.
السيد رفيق النتشة:
لم تقم هيئة مكافحة الفساد بالدور المنوط والمأمول منها وذلك للأسباب التالية:
1- يوجد محكمة مختصة لمكافحة الفساد وتنظر في قضايا الفساد في خلال عشرة أيام.هذا يعني إمكانية انجاز مئات بل آلاف الملفات في خلال ثلاثة أعوام، لكن العدد الذي سمعنا عنه هزيل جدا هو بالعشرات فقط.كذلك لم نسمع حتى الآن عن القرار النهائي لتورط أكثر من وزير بتهم الفساد وبعد رفع الحصانة عنهم وتقديمهم للمحاكمة.
2- لم يقر حتى الآن أهم قانونين لمكافحة الفساد وهما حق الوصول الى المعلومات وقانون التبليغ عن الفساد وحماية المبلغ والشهود.بالرغم من أن مسودة احدهما جاهزة.
3- من باب الشفافية والنزاهة لم تطلع الجمهور على التقارير السنوية لهيئة مكافحة الفساد.فتشت عنها في موقع الهيئة الالكتروني فلم أجد أيا منها.
4- كما ينص قانون هيئة مكافحة الفساد لم تنجز حتى الآن أهم بنوده في تعيين أسماء المجلس الاستشاري ونائبا للرئيس.كما لم أجد في موقع الهيئة هيكلية أو نظام مالي أو نظام إداري.
5- يراجعكم بعض الموظفين بقضايا فساد إداري ويكون ردكم أن هذا ليس من اختصاصنا.مع العلم أن قانون هيئة مكافحة الفساد يلاحق الجرائم المخلة بواجبات الوظيفة العامة وإساءة استعمال السلطة بخلاف القانون
6- لو كانت هناك جدية في العمل فان اقصر الطرق لمكافحة الفساد هي التعميم على المواطنين بان كل من يبلغ عن فاسد ستقدم له جائزة، عندها ستجد ألاف الملفات بانتظار التحقيق وخاصة في مجال الفساد الإداري، حيث أن كل مواطن أو موظف يعرف الكثير مما يدور حوله.وهو بحاجة فقط الى الى التحفيز والتشجيع للتعاون والتبليغ.
السيد رفيق النتشة:
لقد قلتم في أكثر من مناسبة أن الاحتلال والفساد هما وجهان لعملة واحدة
هذا الشعار يحتاج الى أفعال وليس أقوال.
أتمنى عليكم تقبل الرسالة وتقديم الاستقالة وتسليم العهدة الى من يستطيع تحملها. ففلسطين لا تحتمل أن ينتحر أبناؤها بسبب الفساد. وقد ابلغني بعض المتقاعدين العسكريين انك وعدتهم قبل سنوات بمساعدتهم ولم تعمل شيئا فمنهم من مات ومنهم من ينتظر.
مع الاحترام والتقدير