الخليل - دنيا الوطن من جويد التميمي
بصبر عميق وإيمان كبير بقدرة الله وعطائه استقبل والدا الطفلتين التوأمين
الملتصقتين 'سيامي' إيمان وإسلام نبأ التصاقهما بقلب وأوعية دموية واحدة.
وتمت ولادة الطفلتين في مستشفى هداسا بالقدس المحتلة حيث حولت إليه الأم
بسبب التصاق الأجنة من ناحية الصدر، وهي حالة نادرة الحدوث حسب الأطباء.
والد الطفلتين أمجد يوسف ابريوش (40 عاما)، قال لـ'وفا' أي مولود حتى يتم
تسجيله وإخراج شهادة ولادة له من الداخلية يجب أن يحصل على تبليغ ولادة من
المستشفى الذي ولد فيه، لكن مستشفى هداسا رفض إعطاءنا التبليغ، ولهذا لم
نستطع تسجيلهما حتى الآن للحصول على شهادة ولادة لهما، وبهذا لن نستطيع
السفر إلى السعودية التي استعدّ وأمر مشكورا خادم الحرمين الشريفين الملك
عبد الله بن عبد العزيز آل سعود باستقبال الحالة وإجراء العملية اللازمة
لها.
وتابع 'أبلغوني في المستشفى أنهم لا يريدون إعطائي تبليغ الولادة، لأن هذه
مسؤولية وزارة الداخلية الفلسطينية، وكان على الأم إجهاض الطفلتين'.
والدة التوأمين بسمة ابريوش (34 عاما) قالت لـ'وفا': علمت بنبأ التصاق
طفلي في الشهر الثالث للحمل، عرض علي إجهاضهما إلا أنني رفضت كما زوجي،
وقلت 'أنا لم أخلق شيئا، ولم أضع شيئا في رحمي، الله هو الخالق والمعطي وهو
الذي يدبر الأمور كيف يشاء'.
من جانبه، قال رئيس قسم الحضانة في مستشفى الخليل الحكومي الدكتور راشد
ادكيدك لـ'وفا': 'شخّصنا الحالة قبل الولادة في عيادة النسائية والتوليد
وظهر أنهما ملتصقين وكان هذا في الأسبوع 34 للحمل، وفي الأسبوع 38 للحمل
قمنا بتحويل الأم إلى مستشفى هداسا بعد شرح الحالة لهم وجرت الولادة هناك'.
وأضاف 'أبلغنا أطباء مستشفى هداسا بعد ولادتهما صعوبة عمل أي شيء لهما
بسبب التصاقهما واندماج قلبيهما بقلب واحد، وارتباطهما بأوعية دموية واحدة
'يعني دورة دموية واحدة' ولهذا تم نقلهم إلى مستشفى الخليل الحكومي 'عالية'
ووزنهما يصل إلى 4900 غرام، ووضعهما مستقر حتى الآن لأنهما يتغذيان
بالأنابيب والمحاليل الوريدية.
وقال المدير الطبي لمستشفى الخليل الحكومي رئيس قسم الولادة الدكتور وليد
العطاونة، 'مستشفى هداسا اعتذر عن إجراء عملية فصل الطفلتين، لأن نسبة
الفشل فيها عالية، ونحن نأمل بأن تنجح المملكة العربية السعودية بفصلهما،
مع قناعتي بأن نجاح عملية فصلهما مع استمرار حياة الاثنتين ستكون منخفضة
جدا لوجود قلبين ملتحمين وأوعية دموية واحدة.
وأضاف العطاونة في عام 1953م أجريت أول عملية فصل توأمين في العالم، ونحن
نؤكد أن المملكة العربية السعودية أصبح لديها قدرات كبيرة في هذا المجال.
وقال 'من كل 200 ألف توأم أحادي البويضة يكون توأم ملتصق واحد، ومن كل 900
توأم بشكل عام يكون واحد توأم ملتصق، ومن كل 25 ألف إلى 100 ألف ولادة حية
يكون توأم واحد ملتصق'.
من جانبه، قال مدير مستشفى الخليل الحكومي 'عالية' الدكتور وليد زلوم:
يوجد مركزان في الشرق الأوسط فقط يتعاملان مع هذه الحالات احدهما وهو
الأفضل في المملكة العربية السعودية والآخر الذي اعتذر عن إجرائها هو في
مستشفى هداسا بإسرائيل، وأتمنى أن تنجح المملكة العربية السعودية بفصل
التوأمين لأن في عمليتهما تحد كبير.