بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة مريم (51 - 72 ) للصف العاشر الأساسي
" واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا "
أي: واذكر يا محمد ” عليه الصلاة والسلام “في هذا القرآن العظيم, موسى بن عمران, على وجه التكريم والتبجيل والتعظيم.
" إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا "
قرئ بفتح اللام مُخْلَصًا, أي أن الله تعالى اختاره واستخلصه, واصطفاه على العالمين.
وقرئ بكسرها مُخْلِصًا, على معنى أنه كان مخلصا لله تعالى, في جميع أعماله, وأقواله, ونياته.
" وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا "
أي: جمع الله له بين الرسالة والنبوة,
فالرسالة تقتضي تبليغ كلام المرسل, وتبليغ جميع ما جاء به من الشرع.
والنبوة, تقتضي إيحاء الله إليه وتخصيصه بإنزال الوحي إليه.
فالنبوة, بينه وبين ربه, والرسالة, بينه وبين الخلق.
" وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ "
أي: الأيمن من موسى في وقت مسيره, أو الأيمن أي: الأبرك من " اليمين " والبركة.
ويدل على هذا المعنى قوله تعالى: " أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا " .
والطور: هو اسم جبل في سيناء.
" وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا "
رفعنا منزلته، وكلمناه بلا وساطة.
عن ابن عباس( وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا ) قال : أٌدْنِيّ حتى سمع صريف القلم.
وفي هذا إثبات الكلام لله تعالى وأنواعه, من النداء, والنجاء, كما هو مذهب أهل السنة والجماعة, خلافا لمن أنكر ذلك.
" وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ "
ووهبنا لموسى عليه السلام رحمة منا أخاه هارون
(نَبِيًّا)
فأيَّدناه بنبوّته ، وأعنَّاه بها.
قال ابن عباس : كان هارون أكبر من موسى ، ولكن أراد أن يهب له نبوّته.
" واذكر في الكتاب إسماعيل "
واذكر يا محمد في الكتاب وهو القرآن الكريم إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.
إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا
إنه كان لا يكذب ولا يخلف وعده ،، ولكنه كان إذا وعد ربه ، أو عبدًا من عباده وعدًا وفّى به.
" وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ "
أي: كان مقيما لأمر الله على أهله فيأمرهم بالصلاة المتضمنة للإخلاص للمعبود, وبالزكاة المتضمنة للإحسان إلى العبيد.
وقد دعا أخص الناس عنده وهم أهله لأنهم أحق بدعوته من غيرهم.
" وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا "
ارتضاه الله وجعله من خواص عباده وأوليائه المقربين, فرضى الله عنه, ورضي هو عن ربه.
" واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا "
أي: اذكر في الكتاب على وجه التعظيم والإجلال.
" إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا "
لا يقول الكذب، بل اتصف بالصدق في جميع أحواله.
" نَبِيًّا ":
نوحي إليه من أمرنا ما نشاء.
" وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا "
أي: رفع الله ذكره في العالمين, ومنزلته بين المقربين, فكان عالي الذكر, عالي المنزلة.
أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا "
أي: أنعم الله عليهم نعمة لا تفوقها نعمة وهي النبوة والرسالة.
فالذي عنى به من ذرية آدم هو إدريس عليه السلام.
والذي عنى به من ذرية من حملنا مع نوح هو إبراهيم عليه السلام ،
والذي عنى به من ذرية إبراهيم هم إسحاق ويعقوب وإسماعيل عليهما السلام ،
والذي عنى به من ذرية إسرائيل ” يعقوب ” عليه السلام : هم موسى وهارون وزكريا وعيسى وأمه مريم عليهم السلام،
ولذلك فرق تعالى ذكره أنسابهم وإن كان يجمع جميعهم آدم لأن فيهم من ليس من ولد من كان مع نوح في السفينة ، وهو إدريس عليه السلام، وإدريس عليه السلام جدّ نوح عليه السلام.
( إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ )
وكان حالهم عند تلاوة آيات الرحمن عليهم, المتضمنة للإخبار بالغيوب وصفات علام الغيوب والإخبار باليوم الآخر, والوعد والوعيد.
(خروا سجدا وَبُكِيًّا)
خرّوا سجدا وهم باكون ، والبُكِيّ : جمع باك ،
فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا "
أجاء بعد الأنبياء وهم المخلصون المتبعون لمراضي ربهم, المنيبون إليه.
أناس بدلوا ما أمروا به, فأضاعوا الصلاة, التي أمروا بالمحافظة عليها وإقامتها, فتهاونوا بها وتركوها.
وإذا ضيعوا الصلاة التي هي عماد الدين, وميزان الإيمان والإخلاص لرب العالمين, التي هي آكد الأعمال, وأفضل الخصال, كانوا لما سواها من دينهم, أضيع, وله أرفض.
وسبب إضاعتهم للصلاة وتركها هو أنهم اتبعوا شهوات أنفسهم وقدموها على حقوق الله.
" فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا "
أي: عذابا مضاعفا شديدا.
" إِلَّا مَنْ تَابَ "
عن الشرك والبدع والمعاصي, فأقلع عنهم وندم عليها, وعزم عزما جازما أن لا يعاودها.
" وَآمَنَ "
بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.
" وَعَمِلَ صَالِحًا "
وهو العمل الذي شرعه الله على ألسنة رسله, إذا قصد به وجهه.
" فَأُولَئِكَ "
الذي جمعوا بين التوبة والإيمان, والعمل الصالح.
" يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ "
المشتملة على النعيم المقيم, والعيش السليم, وجوار الرب الكريم.
" وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا "
من أعمالهم, بل يجدونها كاملة موفرة أجورها, مضاعفا عددها.
" جنات عدن "
بساتين إقامة.
" التي وعد الرحمن عباده بالغيب"
هذه الجنات هي الجنات التي وعد الرحمن عباده المؤمنين أن يدخلوها بالغيب ، لأنهم لم يروها ولم يعاينوها ، فهي غيب لهم.
" إنه كان وعده مأتيا "
فهو وعد لابد من وقوعه, لأن الله لا يخلف الميعاد, وهو أصدق القائلين.
" لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا "
واللغو هو الكلام الذي لا فائدة فيه.
وإذا كانوا لا يسمعون في الجنة كلاما لا فائدة فيه فمن باب أولى ألا يسمعوا ما فيه إثم.
" إِلَّا سَلَامًا "
أي: الأقوال السالمة من كل عيب, من ذكر لله, وتحية, وكلام سرور, وبشارة, ومطارحة الأحاديث الحسنة بين الإخوان وسماع خطاب الرحمن, والأصوات الشجية, من الحور, والملائكة, والولدان, والنغمات المطربة.
" وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا "
أي: أرزاقهم من المآكل والمشارب, وأنواع اللذات, مستمرة حيثما طلبوا, وفي أي وقت رغبوا.
ومن تمامها, ولذاتها, وحسنها, أن تكون في أوقات معلومة.
" تلك الجنة الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا "
أي: هذه الجنة التي وصفت لكم أيها الناس نورثها المتقين من عبادنا , ونجعلها منزلهم الدائم, وهم الذين اتقوا الله عز وجل وعذابه بأداء فرائضه ، واجتناب معاصيه.
" وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا "
استبطأ النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام مرة في نزوله إليه فقال له: " لو تأتينا أكثر مما تأتينا " , شوقا إليه, وتوحشا لفراقه, وليطمئن قلبه بنزوله.
فأنزل الله تعالى على لسان جبريل " وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ "
أي: ليس لنا من الأمر شيء, إن أمرنا, ابتدرنا أمره, ولم نعص له أمرا, كما قال الله عنهم: " لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ " فنحن عبيد مأمورون.
قال قتادة رحمه الله لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا ) من أمر الآخرة( وَمَا خَلْفَنَا ) من أمر الدنيا( وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ ) ما بين الدنيا والآخرة
" وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا "
أي: لم يكن ربك لينساك ويهملك, كما قال تعالى: " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " بل لم يزل معتنيا بأمورك.
فإذا تأخر نزولنا عن الوقت المعتاد, فلا يحزنك ذلك, ولا يهمك, واعلم أن الله هو الذي أراد ذلك لما له من الحكمة فيه.
" رب السماوات والأرض وما بينهما "
فقد علل الله عز وجل إحاطة علمه, وعدم نسيانه, بأن ربوبيته للسموات والأرض, وكونهما على أحسن نظام وأكمله, ليس فيه غفلة ولا إهمال فلو كان نسيا لم يستقم أمر السماوات والأرض ولهلكتا.
" فاعبده ":
فالزم طاعته ، وذلّ لأمره ونهيه.
" واصطبر لعبادته ":
اصبر نفسك على عبادة الله وحده وجاهدها, وقم عليها أتم القيام وأكمله بحسب قدرتك.
فالصبر ثلاثة أنواع:
1- صبر على طاعة الله.
2- صبر على ترك المعاصي.
3- الصبر على البلاء والأذى.
" هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا "
استفهام يفيد النفي, أي: لا تعلم له مساميا ولا مشابها ولا مماثلا من المخلوقين.
لأنه الرب, وغيره مربوب, الخالق, وغيره مخلوق, الغني من جميع الوجوه, وغيره فقير بالذات من كل وجه،الكامل, الذي له الكمال المطلق من جميع الوجوه, وغيره ناقص ليس فيه من الكمال, إلا ما أعطاه الله تعالى.
فهذا برهان قاطع على أن الله هو المستحق لإفراده بالعبودية وأن عبادته حق, وعبادة ما سواه باطل, فلهذا أمر بعبادته وحده, والاصطبار عليها, وعلل بكماله وانفراده, بالعظمة, والأسماء الحسنى.
( وَيَقُولُ الإنْسَانُ )
الكافر الذي لا يصدق بالبعث بعد الموت
" أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا ”
مستفهما على وجه النفي والعناد والكفر : كيف يعيدني الله حيا بعد الموت, وبعد ما كنت رميما؟!! هذا لا يكون ولا يتصور.
" أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا "
أو لا يلفت نظره, ويستذكر حالته الأولى, وأن الله خلقه أول مرة, ولم يك شيئا.
فهذه دعوة لمن أنكر قدرة الله على إحيائه بعد فنائه للنظر, بالدليل العقلي, بألطف خطاب, وأن إنكار من أنكر ذلك, مبني على غفلة منه عن حاله الأولى.
وإلا فلو تذكرها وأحضرها في ذهنه, لم ينكر ذلك.
" فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا "
أقسم الله تعالى وهو أصدق القائلين - بربوبيته, ليحشرن هؤلاء المنكرين للبعث, هم وشياطينهم وليجمعنهم لميقات يوم معلوم.
" ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا "
أي: جاثين على ركبهم من شدة الأهوال, وكثرة الزلزال, وفظاعة الأحوال, منتظرين لحكم الكبير المتعال.
ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا "
أي: ثم لننزعن من كل طائفة وفرقة من الظالمين المشتركين أشدهم عتوا,وأعظمهم ظلما, وأكبرهم كفرا فيقدمهم إلى العذاب.
" ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا "
أي: علمنا محيط بمن هو أولى بالاصطلاء والتعذيب بالنار.
قال الإمام الطبري رحمه الله: أولاهم بشدّة العذاب ، وأحقهم بعظيم العقوبة.
" وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا "
هذا خطاب لسائر الخلائق,أنه ما منهم من أحد, إلا سيرد النار, وهو أمر وعد الله به عباده, فلا بد من نفوذه.
واختلف في معنى الورود:
فقيل: ورودها, حضورها للخلائق كلهم, حتى يحصل الانزعاج من كل أحد, ثم بعد, ينجي الله المتقين.
وقيل: الورود, دخولها وحضورها, فتكون على المؤمنين بردا وسلاما.
وقيل: الورود, هو المرور على الصراط, الذي على متن جهنم.
فيمر الناس على قدر أعمالهم, فمنهم من يمر كلمح البصر, وكالريح, وكأجاويد الخيل, وكأجاويد الركاب. ومنهم من يسعى, ومنهم من يمشي مشيا, ومنهم من يزحف زحفا, ومنهم من يخطف فيلقى في النار, كل بحسب تقواه.
اختلف أهل العلم في معنى الورود الذي ذكره الله في هذا الموضع ،
* فقال بعضهم : الدخول.
قال ابن عباس : الورود : الدخول ،
عن ابن مسعود( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا ) قال : داخلها.
بكى عبد الله بن رواحة في مرضه ، فبكت امرأته ، فقال : ما يبكيك ، قالت : رأيتك تبكي فبكيت ، قال ابن رواحة : إني قد علمت إنى وارد النار فما أدري أناج منها أنا أم لا ؟ .
* وقال آخرون : بلّ هو المرّ عليها.
قال قتادة : هو المرّ عليها.
قال عبد الله بن مسعود : الصراط على جهنم مثل حدّ السيف ، فتمرّ الطبقة الأولى كالبرق ، والثانية كالريح ، والثالثة كأجود الخيل ، والرابعة كأجود البهائم ، ثم يمرّون والملائكة يقولون : اللهمّ سلم سلم.
* وقال آخرون : بل الورود : هو الدخول ، ولكنه عنى الكفار دون المؤمنين.
قال عكرمة (: وإن منكم إلا واردها) يعني الكفار.
* وقال آخرون : بل الورود عام لكلّ مؤمن وكافر ، غير أن ورود المؤمن المرور ، وورود الكافر الدخول.
قال ابن زيد: ورود المسلمين المرور على الجسر بين ظهريها وورود المشركين أن يدخلوها
* وقال آخرون : ورود المؤمن ما يصيبه في الدنيا من حمَّى ومرض.
قال مجاهد : الحمى حظ كل مؤمن من النار ، ثم قرأ(وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا ).
* وقال آخرون : يردها الجميع ، ثم يصدر عنها المؤمنون بأعمالهم.
قال عبد الله بن مسعود: يردُونها ثم يصدرون عنها بأعمالهم
* قال الإمام القرطبي رحمه الله:وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال : يردها الجميع ثم يصدر عنها المؤمنون ، فينجيهم الله ، ويهوي فيها الكفار و.. هو ما تظاهرت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من مرورهم على الصراط المنصوب على متن جهنم ، فناج مسلم ومكدس فيها.
عن حفصة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنّي لأرْجُو أنْ لا يَدْخُلَ النَّارَ أحَدٌ شَهِدَ بَدْرًا والحُدَيْبِيَةَ ، قالت : فقلت يا رسول الله ، أليس الله يقول : ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا ) ؟ قال : فَلَمْ تَسْمَعِيهِ يَقُولُ : (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا) ؟
( ثُمَّ نُنَجِّي ) من النار بعد ورود جميعهم إياها ، ( الَّذِين اتَّقَوْا ):اتقوا الله فخافوه وذلك بأداء فرائضه واجتناب معاصيه.
( وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا )
وندع الذين ظلموا أنفسهم ، فعبدوا غير الله ، وعصوا ربهم ، وخالفوا أمره ونهيه في النار جثيا ، يقول : بروكا على ركبهم.
قال قتادة رحمه الله وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ) على ركبهم.
قال ابن زيد رحمه الله : الجثيّ : شرّ الجلوس ، لا يجلس الرجل جاثيا إلا عند كرب ينزل به.
المراجع: تفسير الطبري ، وتفسير السعدي.
إعداد المعلم: محمد عبد الكريم نسمان