أبي هريرة
اسمه ونسبه :
اشتهر أبو هريرة رضي الله عنه بكنيته حتى لم يعرف اسمه على وجه الدقة ، حيث اختلف أهل العلم في اسمه ، وسبب ذلك أن كنيته غلبت
على اسمه كثيراً ، والذي يهمنا هو شخص ذلك الرجل رضي الله عنه وأرضاه .
والأشهر في اسمه أنه : عبد الرحمن ، وقيل : عبد الله ، وقيل كان اسمه عبد شمس فغيره النبي صلى الله عليه وسلم إلى عبد الرحمن .
وهو من قبيلة عربية معروفة ، فهو دوسي ، ودوس بطن من الأزد .
لماذا سمي بأبي هريرة
قال رضي الله عنه : ( كنت أرعى غنما لأهلي، فكانت لي هريرة ألعب بها، فكنوني بها ) .
إسلامه وهجرته إلى المدينة :
لا يُعلم تحديداً في أي سنة متى أسلم أبو هريرة ، لكن يُعلم أن الطفيل بن عمرو جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مكة وكان من دوس ، فأسلم وتابع النبيَّ صلى الله عليه وسلم ورجع إلى بلاده .
والمشهور والمعروف من حياة أبي هريرة هو ما كان بعد هجرته ، وأما قبل هجرته هل كان أسلم في دوس ثم هاجر ؟ أو جاء مهاجراً مسلماً ؟ فالذي يبدو - والعلم عند الله – أنه أسلم قديماً على يد الطفيل رضي الله عنه وتابعه ، ثم هاجر في السنة السابعة من الهجرة .
واختلف الرواة والنقلة هل شارك أبو هريرة في خيبر؟ أو جاء بعد خيبر ؟ أو جاء والنبي صلى الله عليه وسلم في خيبر ؟ على ثلاث روايات:
1 – أنه جاء والنبي صلى الله عليه وسلم في خيبر .
2 – أنه جاء قبل خيبر وشارك فيها .
3 – أنه جاء بعد فتح خيبر .
فخيبر وقعت في أول السنة السابعة والصحيح أنه حضر خيبر : وأبو هريرة أسلم في ذلك الوقت ، فيكون أدرك مع النبي صلى الله عليه وسلم أربع سنوات بالتمام ، بل وزيادة شهرين .
وشارك بعد هجرته في جميع الغزوات وكان ممن اعتزل الفتنة التي وقعت بين الصحابة رضي الله عنهم إلى أن توفي رضي الله عنه وأرضاه .
وقيل : إنه قد قدم أبو هريرة بعد أن تخطى الثلاثين من عمره ، قال العلامة المعلمي اليماني رحمه الله : ( وكذا زعم الواقدي عن كثير بن زيد عن الوليد بن أبي رباح عن أبي هريرة، والواقدي متروك ، وكثير ضعيف ، وقد قال الواقدي نفسه: إن أبا هريرة مات سنة 59 وعمره78 ، ومقتضى هذا أن يكون عمره عند قدومه سنة سبع نحو ست وعشرين سنة، وهذا أشبه والله أعلم ) .