هيمن الملف السوري وتداعياته على الاجتماع السنوي التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي ترأسه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وعقد ليل أمس في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبحث الاجتماع الاتصالات الجارية بشأن تسريع الخطوات نحو عقد مؤتمر «جنيف 2» لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
ورغم المجازر الدموية التي ارتكبها بحق شعبه على مدى سنتين ونصف السنة أكد رئيس النظام السوري بشار الأسد نيته الترشح لانتخابات الرئاسة 2014 معترفاً في الوقت ذاته ولأول مرة أن والده حافظ الأسد قام بإنتاج الأسلحة الكيماوية منذ ثمانينات القرن الماضي.
وقال الناطق الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية نصيف حتي: «اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد في نيويورك ليل أمس ناقش الاتصالات الجارية بشأن تسريع الخطوات نحو عقد مؤتمر «جنيف ـ 2» لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية»، وأعرب الناطق عن أمله في تنفيذ الاتفاق الروسي الأميركي الأخير بشأن سوريا، قائلاً: «إن المأمول هو تنفيذ الاتفاق الأخير وتسهيل الذهاب إلى مؤتمر «جنيف ـ 2» فهذا موقف أساسي للجامعة العربية».
وفي تصريحات تنم عن وجوده في غيبوبة تنفصل عن الواقع، أكد رئيس النظام السوري بشار الأسد أن مسألة تنحيه عن السلطة أمر «من اختصاص الشعب السوري فقط»، لافتاً إلى أنه «لا يحق لأي دولة سواء كانت معادية أو صديقة أن تحدد للشعب السوري من يختار». واعتبر أن مسالة إعادة ترشحه الى الانتخابات الرئاسية في يوليو 2014 «تعتمد على رغبة الشعب السوري»، مضيفاً: «إن كان الشعب السوري يرغب في أن أترشح فمن البديهي أن أقبل.. عدا عن ذلك سيكون جوابي لا». وأضاف: «من البديهي أن نقول إن جزءاً من الشعب السوري يريد، وهناك جزء لا يريد. الآن لا يوجد لدينا أرقام تحدد من هو الأغلب، ولكن لدينا مؤشرات، هذه المؤشرات هي وقوف الشعب السوري مع الدولة بعد مرور عامين ونصف العام على الأزمة»، على حد زعمه.
مواقع كيماوية
وأكد الأسد في مقابلة مع التلفزيون الصيني «سي.سي.تي.في» عدم وجود مشكلة من جهة السلطات في تأمين وصول المفتشين الدوليين الى مواقع تخزين الأسلحة الكيماوية، متخوفاً مع ذلك من حصول إعاقة من ناحية «الإرهابيين». وقال الأسد إن «الأسلحة الكيماوية في سوريا موجودة في مناطق ومواقع آمنة. هناك سيطرة كاملة عليها من قبل الجيش العربي السوري». وأضاف، بحسب نص المقابلة التي بثت تسجيلها صفحة الرئاسة السورية على موقع «فيسبوك» أمس: «إن الأسلحة الكيماوية دائماً تُخزن لدى أي دولة ولدى أي جيش في شروط خاصة من أجل منع العبث بها من قبل الإرهابيين أو من قبل أي مجموعات أخرى تخريبية، وليس هناك من مشكلة في وصول المفتشين إليها».
ميراث النظام
وكشف الرئيس السوري بشار الأسد دور والده الرئيس الأسبق حافظ الأسد في إنتاج الأسلحة الكيماوية، وقال إن بلاده «تنتج هذه الأسلحة منذ عقود»، لافتاً إلى انه «من الطبيعي أن تكون هناك كميات كبيرة من هذا السلاح». وأضاف: «في الثمانينات عندما بدأنا بإنتاجها، كانت هناك فجوة بالنسبة للسلاح التقليدي بين سوريا وإسرائيل. في النصف الثاني من التسعينات توقفت سوريا عن انتاج هذه الأسلحة، أي منذ اكثر من 15 عاماً، بسبب ان الفجوة بالنسبة للأسلحة التقليدية تم ردم جزء منها واستمرينا بهذه السياسة».
تحذير روسي
من جانب آخر، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أي تدخل عسكري في سوريا سيكون بمثابة «عدوان» ينتهك القانون الدولي ويزعزع الوضع في المنطقة. وقال بوتين على هامش قمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي في سوتشي على ضفاف البحر الأسود: إن «أي تدخل عسكري سيكون انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وعدواناً بموجب شرعية الأمم المتحدة». من جهة أخرى، رحب الرئيس الروسي بدعم أعضاء منظمة معاهدة الأمن الجماعي لقرار موسكو معارضة اي تحرك عسكري ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وتضم منظمة معاهدة الأمن الجماعي اضافة الى روسيا، كلاً من ارمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان. وقال بوتين: «إن اعضاء معاهدة الأمن الجماعي أجمعوا على أنه لا يمكن تسوية الوضع في سوريا إلا عبر السبل السياسية والسلمية».
دعم سعودي
أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل دعم المملكة للشعب السوري في مواجهة نظام بشار الأسد. وقال عضو مشارك في وفد الائتلاف السوري الوطني الذي يترأسه أحمد الجربا رئيس الائتلاف إلى اجتماعات الأمم المتحدة: إن «مباحثات بناءة أجراها رئيس وأعضاء وفد الائتلاف مع الوزير السعودي الذي شدد على دعم الشعب السوري في المحافل الدولية لإسماع العالم كله حجم المعاناة الكبيرة للشعب السوري في مواجهة نظام الأسد». نيويورك ــ د.ب.أ
استياء أردني
عاد السفير السوري في عمان بهجت سليمان مجدداً، إلى صدارة وسائل الإعلام الأردنية بعد أن كتب في صفحته على «فيسبوك» أن «عشرات الأجهزة الأمنية المعادية لسوريا تسرح وتمرح في الأردن وفي مقدمتها الموساد الإسرائيلي». ما أثار استياءً في الأوساط الأردنية الرسمية والشعبية. ولم يسلم من هجوم سليمان حتى الصحف الأردنية ومنها «الرأي» و«الدستور» التي قال إنهما ينفذان الخطة «الصهيو-أميركية» بالمنطقة.