ومضة : ادعوني استجب لكم
العسجدة الثانية : اقبلي النعمة ووظفيها
كم نعمة لا يستقل بشكرها لله ، في طي المكاره كامنة
وظفي نعم الله مع شكره وطاعته ، وانعمي بالماء شربا
ووضوءا وغسلا ، وتدثري بالشمس دفئا ونورا ، واغتسلي بضوء القمر حسنا ومتعة ،
واقطفي من الثمار ،وعبي من الأنهار ، وانظري في البحار ، وسيرى في القفار ، واشكري
العزيز الغفار ، الملك القهار ، استفيدي من هذا العطاء المبارك الذي من الله به
عليك ، وإياك والتنكر لنعم الله : )يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ
يُنْكِرُونَهَا )(النحل: من الآية83) ، إياك والحجود ، وقبل أن تنظري في شوك الورد
، انظري في جماله ، وقبل أن تشتكي حرارة الشمس تمتعي بضيائها ، وقبل أن تتذمري من
سواد الليل تذكري هدوءه وسكينته ، لماذا هذه النظرة التشاؤمية السوداوية للأشياء
؟، لماذا تغيير النعم عن مسارها ؟ : )َمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ
اللَّهِ )(ابراهيم: من الآية28) ، فخذي هذه النعم واقبليها بقبول حسن ، واحمدي
الله عليها
إشراقة : إن التحول من الخطأ إلى الصواب مغامرة طويلة
ولكنها جميلة
ومضة : لا تقنطوا من رحمة الله
العسجدة الثالثة : مع الاستغفار الرزق المدرار
أجارتنا إن الأماني كواذب وأكثر أسباب النجاح مع اليأس
قالت امرأة : مات زوجي وأنا في الثلاثين من عمري وعندي
منه خمسة أبناء وبنات ، فأظلمت الدنيا في عيني وبكيت حتى خفت على بصري ،وندبت حظي
، ويئست ، وطوقني الهم ، وغشيني الغم ، فأبنائي صغار ، وليس لنا دخل يكفينا ، وكنت
أصرف باقتصاد من بقايا مال قليل تركه لنا أبونا ، وبينما أنا في غرفتي فتحت
المذياع على إذاعة القرآن الكريم وإذا بشيخ يقول : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: (( من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا )) ،
فأكثرت بعدها من الاستغفار ، وأمرت أبنائي بذلك ، وما مر بنا والله ستة أشهر حتى
جاء تخطيط مشروع على أملاك لنا قديمة ، فعوضت فيها بملايين ، وصار ابني الأول على
طلاب منطقته ، وحفظ القران كاملاً ، وصار محل عناية الناس ورعايتهم ، وامتلأ بيتنا
خيرا ، وصرنا في عيشة هنية ،وأصلح الله لي كل أبنائي وبناتي ، وذهب عني الهم
والحزن والغم ، وصرت أسعد امرأة
.
إشراقة : إذا استسلمت لليأس فإنك لن تتعلمي شيئا ، ولن
تظفري بالسعادة
ومضة : إنه لا يياس من روح الله إلا القوم الكافرون
العسجدة الرابعة : الدعاء يرفع البلاء
قد ينعم إله بالبلوى وإن عظمت ويبتلي الله بعض القوم
بالنعم
لي صديق عابد صالح أصيبت زوجته بمرض السرطان ولها منها
ثلاثة أبناء ، فضاقت به الدنيا بما رحبت ،وأظلمت الأرض في عينيه ، فأرشده أحد
العلماء إلى قيام الليل والدعاء في السحر مع الاستغفار والقراءة في ماء زمزم
لزوجته ، فاستمر على هذا الحال ، وفتح الله عليه في الدعاء ، وأخذت زوجته تغسل
جسمها بماء زمزم مع القراءة عليه ، وكان يجلس معها من صلاة الفجر إلى طلوع الشمس ،
ومن صلاة المغرب إلى صلاة العشاء ، يستغفرون الله ويدعونه ، فكشف الله ما بها
وشافاها وعافاها وأبدلها جلداً حسنا وشعرا جميلا ، وقد تعلقت بالاستغفار وصلاة
الليل ، فسبحان المشافي المعافي ، لا إله إلا هو ، ولا رب سواه .
فيا أختاه إذا مرضت ففري إلى الله ، واكثري من الاستغفار
والدعاء والتوبة ، وأبشري بما يسرك ، فإن الله يستجيب الدعاء ،ويكشف الكرب ، ويذهب
السوء : )أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ )(النمل: من الآية62)
إشراقة : افحصي ماضيك وحاضرك ، فالحياة مكونة من تجارب
متتابعة يجب أن يخرج المرء منها منتصرا
ومضة : وكان بالمؤمنين رحيما
العسجدة الخامسة : احذري اليأس والإحباط
والحادثات وإن أصابك بؤسها فهو الذي أنباك كيف نعيمها
سجن شاب ليس لوالدته إلا هو ، فذهب النوم عنها وأخذ الهم
منها كل مأخذ ، وبكت حتى مل منها البكاء ، ثم أرشدها الله إلى قول : (( لا حول ولا
قوة إلا بالله )) ، فكررت هذه الكلمة العظيمة التي هي كنز من كنوز الجنة ، وما هي
إلا أيام – بعدما يئست من خروج ابنها 0 وإذا به يطرق الباب فامتلأت سرورا وغبطة
وبهجة وفرحا ، وهذا جزاء من تعلق بربه وأكثر من دعائه وفوض الأمر إليه ، فعليك بلا
حول ولا قوة إلا بالله ، فإنها كلمة عظيمة ، فيها سر السعادة والفلاح ، فأكثري
منها ، وطاردي بها فلول الهم ، وكتائب الحزن ، وأشباح الاكتئاب ، وأبشري بسرور من
الله وفرج قريب ، وإياك أن ينقطع بك حبل الرجاء ، أو تصابي بالإحباط ، فإنه ما من
شدة إلا ولها رخاء ، وما من عسر إلا وبعده يسر ، سنة ماضية ، وقضية مفروغ منها ،
فالله الله في حسن الظن بالله والتوكل عليه ، وطلب ما عنده ، وانتظار الفرج .
إشراقة : لا تجعلي من متاعبك وهمومك موضوعا للحديث ؛
لأنك بذلك تخلقين حاجزا بينك وبين السعادة
ومضة : إن ربك واسع المغفرة
العسجدة السادسة : بيتك مملكة العز والحب
قل هو الرحمن آمنا به وأتبعنا هاديا من يثرب
أيتها العزيزة الغالية : الزمي بيتك إلا من أمر مهم ،
فإن بيتك سر سعادتك : )وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ )(الأحزاب: من الآية33) ؛ ففي
بيتك تجدين طعم السعادة ، وتحافظين على ناموس شرفك ووقارك وحشمتك ، فإن المرأة
الهامشية هي التي تكثر من الخروج إلى الأسواق من غير ضرورة ، فهمها متابعة الموضات
، ومراقبة الأزياء ، ودخول المحلات التجارية ، والسؤال عن كل جديد وغريب ، ليس لها
هم ديني ، ولا رسالة دعوية ، ولا همة في المعرفة والعلم والثقافة ، بل هي مسرفة
مبذرة ، همها المأكول والملبوس ، فحذار حذار من هجران البيت ، لأنه منزل السرور ،
ومحل الأمن والراحة ، وكهف الانس ، وكعبة السلامة من الناس ، فاجعلي من بيتك جامعة
للمحبة ، ومنطلقا للعطاء الطيب المبارك
.
إشراقة : لا تفضي بمتاعبك إلا لأولئك الذين يساعدونك
بتفكيرهم وكلامهم الذي يجلب السعادة
ومضة : عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير
العسجدة السابعة : ليس عندك وقت للثرثرة!
البدر يضحك والنجوم تصفق فعلام تقتلنا الهموم وتختق ؟!
اتركي الجدل والدخول في نقاش عقيم حول أمور محتملة ؛ لأن
ذلك يضيق الصدر ويكدر الخاطر ، ولا تحاولي إقناع الناس دائما في مسائل تقبل وجهات
النظر ، بل اطرحي رأيك بهدوء وبدون صخب ولا إلحاح ولا تشنج ، وابتعدي عن كثرة
الردود والانتقادات ؛ لأنها تفقدك راحة البال ، وتنقل عنك صورة غير لائقة ، فقولي
كلمتك اللينة المحببة في رفق وهدوء ، حينها تملكين القلوب وتعمرين الأرواح ، كما
إن مما يورث الهم والحزن اغتياب الناس وهمزهم ولمزهم وتنقصهم ، وهذا يذهب الأجر
ويجمع عليك الإثم ، ويفقدك الاطمئنان ، فاشتغلي بإصلاح عيوبك عن عيوب الناس ، فإن
الله لم يخلقنا كاملين معصومين ، بل عندنا جميعا ذنوب وعيوب ، فطوبى لمن أشغله
عيبه عن عيوب الناس
إشراقة : على الأم التي يسقط ولدها من مكان عال أن لا
تضيع الوقت في النحيب والصراخ ، بل عليها أن تسعى حالا لتضميد جراحه .
ومضة : اعلمي أن ما أصابك لم يكن ليخطئك
العسجدة الثامنة : كوني مشرقة النفس يحيك الكون
أتحسب أن البؤس للمرء دائم ولو دام شيء عدة الناس في
العجب
انظري للحياة نظر المحب المتفائل ، فالحياة هدية من الله
للإنسان ، فأقبلي هدية الواحد الأحد ، وخذيها بفرح وسرور ، اقبلي الصباح بإشراقة
وبسمته الرائعة ، اقبلي الليل بوقاره وصمته ، اقبلي النهار بسنائه وضيائه ، عبي
الماء النمير حامدة شاكرة ، استنشقي الهواء فرحة مسرورة ، شمي الزهرة مسبحة ،
تفكري في الكون معتبرة ، استثمري العطاء المبارك في الأرض ، في باقة الزهر ، في
طلعة الورد ، في هبة النسيم ، في نفحة الروض ، في حرارة الشمس ، في ضياء القمر ،
حولي هذه العطاءات والنعم إلى رصيد من العون على طاعة الله ، والشكر له على نعمه ،
والحمد له على تفضله وامتنانه ، إياك أن يحاصرك كابوس الهموم وجحافل الغموم عن
رؤية هذا النعيم ، فتكوني جاحدة جامدة ، بل اعلمي أن الخالق الرازق – جل في علاه –
ما خلق هذه النعم إلا ليستعان بها على طاعته وهو القائل : )يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ
كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً)(المؤمنون: من الآية51)
إشراقة : أفضل الكرم وأنقاه يكون من أولئك الذين لا
يملكون شيئا ، ولكنهم يعرفون قيمة الكلمة والابتسامة ، وكم أناس يعطون وكأنهم
يصفعون !
ومضة : ومن يتق الله يجعل له مخرجا
العسجدة التاسعة : ما تمت السعادة لأحد وما كمل الخير
لإنسان
أطردي الهم بذكر الصمد واهجري ليل الهوى وابتعدي
إنك تخطئين كثيرا إذا توهمت أن الحياة لابد أن تكون
لصالحك مائة بالمائة ، فهذا لن يتحقق إلا في الجنة ، أما في الدنيا فإن الأمر نسبي
؛ فلن يتم كل ما تريدين ، بل سوف يقع شيء من البلاء والمرض والمصيبة والامتحان ،
فكوني شاكرة في السراء ، صابرة في الضراء ، ولا تعيشي في عالم المثاليات بحيث
تريدين صحة بلا سقم ، وغني بلا فقر ، وسعادة بلا منغصات ، وزوجا بلا سلبيات ،
وصديقة بلا عيوب ، فهذا لن يحصل أصلا ، وطني نفسك على غض الطرف عن السلبيات
والأخطاء والملاحظات ، وانظري إلى الإيجابيات والمحاسن ، وعليك بحسن الظن والتماس
العذر والاعتماد على الله فقط ، أما الناس فليسوا أهلا للاعتماد عليهم وتفويض
الأمر إليهم : )إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً )(الجاثـية:
من الآية19)
إشراقة : لا تقبلي بوجود مناطق مظلمة في حياتك ، فالنور
موجود وليس عليك إلا أن تديري الزر ليتألق!
ومضة : ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا
العسجدة العاشرة : ادخلي بستان المعرفة
أيها الشامت المعير بالدهر أأنت المبرأ الموفور؟
إن من أسباب سعادتك تفقهك في دينك ، فإن تعلم الدين يشرح
الصدر ، ويرضي الرب ، وكما قال عليه الصلاة والسلام : __ من يرد الله به خيرا
يفقهه في الدين )) ، فاقرأي كتب العلم الميسرة النافعة التي تزيدك علما وفهما
للدين كرياض الصالحين ، وفقه السنة ، وفقه الدليل ، والتفاسير الميسرة ، والرسائل
المفيدة ، واعلمي أن أفضل أعمالك هو معرفة مراد الله عز وجل في كتابه ، ومراد
رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته ، فأكثري من تدبر القران ومدارسته مع أخوانك ،
وحفظ ما تيسر منه ، والاستماع إليه ، والعمل به ؛ لأن الجهل بالشريعة ظلمة في
القلب ، وضيق في الصدر ، فلتكن عندك مكتبة – ولو كانت صغيرة – فيها كتب قيمة نافعة
، وأشرطة مفيدة ، وحذار من ضياع الوقت في سماع الأغنيات ، ومشاهدة المسلسلات ، فإن
كل ثانية من عمرك محسوبة عليك ، فاستثمري الوقت في مرضاة الله .
إشراقة : أشد الصعاب تهون بابتسامة إنسان واثق
ومضة : لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا