اكد الرئيس حسن روحاني ان فرصة ايران للحوار مع الغرب محدودة للغاية ولن تعوض، وان الفرصة التي سنحت له بالحوار والتفاوض بشأن الملف النووي لن تتكرر.
وكان الاصلاحيون والمعتدلون يدعون دوماً الى اغلاق الملف النووي وتحسين العلاقات مع الغرب الا ان المتشددين وخشية على ضياع مصالحهم الفئوية ظلوا يعارضون هذا الامر ويتخذون من الملف النووي درعاً للدفاع عن مصالحهم فقط.
ويتساءل مراقبون ان كان النظام الإيراني يدعو حقاً الآن لتطبيع العلاقات وازالة الخلافات مع الغرب، ام ان جميع التصريحات والمواقف التي ابداها تدخل في اطار المماطلة واضاعة الوقت فقط؟
الرئيس روحاني وخلال لقاءاته الاخيرة مع وسائل اعلام اميركية اكد صراحة ان الشعب الايراني خوله لتطبيع العلاقات، وانه عازم على التنسيق مع الغرب لمواجهة التطرف والارهاب وحل كل الازمات بالطرق السلمية. وردد روحاني شعارات معروفة عن الرئيس الأسبق ميخائيل غورباتشوف من ان العالم اليوم قد تغير وكلنا ركاب سفينة واحدة في العالم.
ويبدو ان روحاني خطط لاثارة مخاوف الغرب حيال تعاظم قدرة القاعدة والجماعات الارهابية في المنطقة وتهديدها لمصالح الغرب، حيث قال: اذا زادت الضغوط على سوريا وايران فان هذا الامر سيكون لمصلحة الجماعات الارهابية وليس لمصلحة الغرب.
وخلافاً لمزاعم المتشددين من ان روحاني ليس مؤهلاً ولا مخيراً من جانب القيادة الايرانية لبحث الملف النووي وملف العلاقات مع اميركا الا انه وجّه صفعة شديدة لهم من التلفزة الرسمية، وقال انه صاحب الخيار والقرار الاخير وانه مخول من جانب الشعب والقيادة لكل الامور.
والحقيقة ان حوار روحاني مع الغرب وان كان لمصلحة المعتدلين على الظاهر، وانهم بهذا الموقف سوف يردعون المتشددين وينهون احتكارهم للسلطة حسب تصورهم الا ان فشل روحاني في تحقيق وعوده او حتى عدم تماشي الغرب مع سياسته المعتدلة وعدم رفع العقوبات بشكل فوري فان هذا الامر سيقضي على سياسته ومواقفه بشكل مؤكد ويعطي للمتشددين فرصة اخرى لاحتكار السلطة لاعوام طويلة، وربما لدفع ايران نحو الدمار والمواجهة العسكرية مع الغرب بذريعة الدفاع عن النظام السوري والدعوة إلى ازالة اسرائيل من الوجود او تهديد مصالح الغرب في المنطقة والعالم.