رحب الرئيس محمود عباس بالتحولات الجارية في مصر لكنه أعرب عن قلقه بسبب عدم وجود قنوات فاعلة من الاتصال والتواصل بينه وبين حكام مصر الجدد.
ووفقاً لصحيفة "رأي اليوم" اللندنية، فإن الرئيس عباس متذمر مما أسماه بندرة تفاعل الدوائر المحيطة برجل مصر القوي الجترال عبد الفتاح السيسي مع مبادرات الاتصال التي يجريها مكتبه في رام الله مع القاهرة.
ويبدو حسب مصادر مقربة من عباس أن حكام مصر الجدد يخفضون مستوى الاتصال والتنسيق مع السلطة الفلسطينية ويبقونها في دائرة وزارة الخارجية بقيادة نبيل فهمي.
وتؤكد المصادر بأن الرئيس عباس والحلقة الضيقة المحيطة به يجتهدون دون طائل منذ أكثر من ثلاثة أسابيع في محاولة لإحياء قنوات الاتصال النشطة والفعالة التي كانت مع مصر أيام الرئيس المخلوع حسني مبارك.
انطلاقا من هذه الزاوية يمكن تفهم مشاعر وملامح الانزعاج التي ظهرت على الرئيس عباس وهو يعبر عن ترحيب متحفظ بما حصل في مصر.
هذه الإشارات ظهرت على هامش ثلاثة نشاطات سريعة قام بها عباس في رام الله والعاصمة الأردنية عمان قبل مغادرته إلى الأمم المتحدة مؤخراً.
في رام الله استقبل عباس وفدا يمثل اتحادات كرة القدم العربية.
وفي عمان ناقش الملف السوري والملف المصري مع قيادات في هيئة التنسيق السورية المعارضة التي يقودها قوميون وناصريون داخل سورية.
ويبدو أن عباس حرص في عمان على حوار مع الطيف الناصري القومي في المعارضة السورية تحسبا لاحتمالات تقدم الناصريين في حكم مصر مستقبلاً.
الدوائر المقربة جداً من عباس تكشف النقاب بأن الرجل منزعج من طبيعة قنوات الاتصال التي يخصصها له وللسلطة حكام مصر الجدد خصوصا عندما يتعلق الأمر بملف سيناء وقطاع غزة أو بملف التنسيق الأمني مع المخابرات المصرية، أو بعدم وجود قنوات مشجعة مع المؤسسة العسكرية التي تحكم مصر الآن.
مخاوف عباس لها ما يبررها حيث يخشى من تعامل مصر الجديدة معه انطلاقا من رؤية خصمه السياسي والتنظيمي محمد دحلان الذي ينظر له شخصية مؤثرة في علاقة دولة الإمارات بالمصريين.
عقدة دحلان في هذا السياق تعيق فيما يبدو نمو شبكة اتصالات رفيعة المستوى بين عباس والمجلس العسكري المصري، الأمر الذي تم التعبير عنه في لقاءات مغلقة مع سياسيين أردنيين وعرب.