يتصاعد الجدل في ألمانيا حول اقتراح معهد التاريخ المعاصر في ميونخ لنقش اسم الجاسوسة الألمانية اليزي شتوبي، التي سربت معلومات حول بداية الحرب العالمية الثانية للإتحاد السوفيتي، في لائحة شرفية خاصة بأعضاء وزارة الخارجية في ألمانيا.
وأشارت مجلة "دير شبيغل" الألمانية إلى مبادرة رفعها معهد التاريخ المعاصر في ميونخ ودعمها "اليساريون" الألمان، بإضافة اسم الصحفية الجاسوسة الألمانية اليزي شتوبي، التي عملت ضمن الفريق الإعلامي لوزارة الخارجية الألمانية والتي تم إعدامها عام 1942، ليجاور 12 اسماً منقوشاً في لائحة شرفية معلقة في مبنى وزارة الخارجية الألمانية.
وتعتبر رئيسة لجنة الخبراء التابعة للمعهد الباحثة التاريخية ايلكي شيرتيانوي أن الألمانية اليزي شتوبي، التي سربت لقيادة استخبارات الاتحاد السوفيتي معلومات حول الهجوم الألماني على الاتحاد السوفيتي، تستحق تكريماً مساوياً مثل غانغس وصوفي شول.
إلا أن سيرة الصحفية اليزي شتوبي تثير الجدل في الأوساط المناهضة للفاشية الألمانية، وفق ما ذكرته المجلة، حيث يدور الجدل على مدى أكثر من نصف قرن حول إمكانية تخليد شخص تركزت أفضاله بكشف معلومات سرية .
وتضيف المجلة أن شتوبي بدأت التعاون مع الاتحاد السوفيتي في عام 1931، في الفترة التي كانت سقط فيها مئات آلاف الروس ضحايا القمع في بلادهم أما ألمانيا فكانت ما تزال جمهورية يتصارع فيها النازيون والشيوعيون على السلطة.
وتطرح "دير شبيغل" تساؤلاً: "هل يمكن أن ينظر إلى نشاط شتوبي التجسسي على أنه مقاومة؟" وذلك في فترة امتدت بين عام 1939 إلى عام 1941 عندما كان هتلر وستالين حليفين يشغلهما تقسيم أوروبا الشرقية، ثم تحولا إلى عدوين بعد هجوم هتلر على الاتحاد السوفيتي في 22 يونيو/حزيران 1941.
وتقول "دير شبيغل" إن قيادة استخبارات الاتحاد السوفيتي لم تكن محترفة بالتنسيق مع الجاسوسة شتوبي مما أدى لفضحها واعتقالها، حيث أن المعلومات الأرشيفية لمعهد التاريخ المعاصر في ميونخ تشير إلى أن نشاط شتوبي "السري" توقف بإغلاق السفارة السوفيتية في برلين في عام 1941عندما فقدت جميع سبل الاتصال وباءت جميع محاولاتها للتواصل بالفشل.
ومن الجدير بالذكر أن جوزيف ستالين اتبع سياسة القمع الشديد في حكمه الاتحاد السوفيتي في فترة ثلاثينيات القرن الفائت والتي اقترنت باعتقال وإعدام ونفي الآف الناس، من أعضاء القيادة العليا للحزب والجنرالات إلى العمال والفلاحين البسطاء ورجال الدين، ولم يكن أي أحد في البلاد بمنأى عن أعمال القمع الستالينية.
وحاول ستالين قدر الإمكان تأجيل موعد المواجهة مع ألمانيا النازية، إلا أن هتلر وبعد توقيع اتفاقية عدم الاعتداء بين الاتحاد السوفيتي وألمانيا النازية بعامين، قام بغزو الاتحاد السوفيتي وتمكّن من إحراز انتصارات عسكرية في بداية الغزو. لكن صلابة ستالين وقوى الأنصار والمقاتلين في الجيش الأحمر وعموم شعوب الاتحاد السوفيتي أدت إلى تحقيق النصر التام على جيوش هتلر في 9 مايو/أيار عام1945، واستمر القمع الستاليني بعد الحرب العالمية الثانية أيضا حتى وفاته في 5 مارس/آذار 1953.
وكالات