خيال الصحراء + قلم بدأ بقوة +
التسجيل : 01/11/2013 المشاركات : 20 الاقامة : العراق المهنة : مصمم منتديات | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الأم .. وما أدراكم ما هي.. حاولت أن أصفها، ولكن يبدو أن الكلمات لن تكفي لوصف هذه النعمة العظيمة.. لدي قصة قصيرة أسرت قلبي، وهي تدل على مدى حنان وعاطفة الأم اللذان لا يعرفان حدوداً. القصة تقول أنه كان هناك مراهقاً، هذا المراهق سيء السلوك، له صحبة سيئة.. مع إن أمه دائماً ما تحذره منهم.. إلا إنه عنيد وسيء.. وكانوا أصحابه دائماً ما يعبثون معه، ويمزحون دوماً بقولهم له بأنه ليس رجلاً.. في أحد الأيام، قال أحد هؤلاء السيئين على سبيل المزاح:" إن كنت تريد إثبات رجولتك لنا، فاجلب قلب أمك" !! فذهب هذا المراهق بقلبٍ مجرم إلى أمه وهو حاملاً سكيناً، وكانت أمه في المطبخ تعد له الطعام بقلق خوفاً عليه من الجوع.. حين ذهب إليها قالت له بوجهٍ مبتسم: " اعلم إنك جائعٌ حبيبي، أعددت لك أحلى طبق ليُشبع جوعك".. ومن دون تردد وبوجهٍ عكر طعن صدر أمه وقطعه، وأخرج قلبها.. ولم يتحرك ساكناً في ضميره المدفون ولا قلبه القاسي.. والآن هذا المراهق في طريقه ليري أصحابه قلب أمه.. وكان مسروراً كونه سيثبت رجولته أمام رفقته.. وهو في طريقه لهم، تعثـــّر في مشيته، وحين سقط تألمت ركبتاه.. وسقط قلب أمه من يديه ليقع أرضاً.. حينها وبأعجوبة مستحيلة معجزة نطق قلب الأم بقلقٍ على الابن قائلاً: "هل تألمت حبيبي؟ كن حذراً في مشيتك" في تلك اللحظة لان قلبه القاسي، وغرق في بحار دموعه.. أكله الندم، ولم يجافي النوم عيناه على فعلته المشينة.. وخرج ضميره المدفون من قبره ليؤنـــّبه على فعلته وليزيد من ندمه.. فينطق صميره: "هل ترى ذلك يا قاسي القلب؟ قتلتها، وأخرجت قلبها، وذلك لأتفه الأسباب.. وحين تتعثّر أرضاً، ينطق قلبها قلقاً عليك.. وندمك لن يرجعها لك.. فقد رحلت.." - - - - - - - اللهم ارض أمي عنّي واجعلها سبباً لإدخالك إياي في جنانك بإذنك.. اللهم احفظها وأطل عمرها ولا تحزنها علي في مساوئي.. اللهم آمين |
|