الوفاء بالعهد شرفٌ يحمله المسلم على عاتقه وهو قيمة إنسانية وأخلاقية عظمى ، بها تُدعم الثقة بين الأفراد ، وتؤكد أواصر التعاون في المجتمع ، وهو أصل الصدق وعنوان الاستقامة ، الوفاء بالعهد خصلة من خصال الأوفياء الصالحين ، ومنقبة من مناقب الدعاة المخلصين ، وهو أدب رباني حميد ، وخلق نبوي كريم ، وسلوك إسلامي نبيل ، الوفاء بالعهد من شعب الإيمان وخصاله الحميدة ، ومن أهم واجبات الدين وخصال المتقين وخلال الراغبين في فضل رب العالمين ، فمن أبرم عقداً وجب أن يحترمه ، ومن
أعطى عهداً وجب أن يلتزمه ، لأنه أساس كرامة الإنسان في دنياه ، وسعادته في أخراه
﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾ .
تعالَ أيها المسلم الكريم لنتصفَّح كتاب الله ولنطف في بحاره التي لا ساحل لها، سنجد أن الله - تعالى - تحدَّث عن هذا الخُلق في قرآنه المجيد، فقال ربُّنا - تبارك وتعالى
- في سورة "المعارج" في صفات أهل الجنة المكرمون: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾ الوفاء بالعهد من علامات الصادقين المتَّقين، ومن صفات الأنبياء وهو خلق ملازم لأهل الجنة في حياتهم الدنيا؛ إذ كيف يطمع في الجنة وصحبة لأنبياء والصادقين والمتقين من لم يتخلَّق بهذا الخُلق؟!
كم من المسلمين في دنيا اليوم من يحدِّث وهو كاذب ..كم من المسلمين من يعِد وهو خائن
! وكم أعطى من الوعود والعهود وبعدها غدر بأصحابها! فأين لوفاء بالعهد؟
! ألم أقل لكم: لقد ضاع هذا الخُلق بين المسلمين إلا مَن رَحِم الله -جل وعلا
بالأخلاق فتح المسلمين بلاد الفرس وبلاد الروم، وإسبانيا وفرنسا وغيرها،
لقد انتصر محمد صلى الله عليه وسلم حين انتصر، حينما جعل من المصحف
نسخًا كثيرة، لا أقول: مطبوعة في الأوراق، ولكن مزروعة في قلوب الرجال،
فتحركوا بهذا القرآن يمشون على الأرض، حتى فتح الله على أيديهم ووصل
الدين إلى ما وصل إليه
فالوفاء بالعهد من علامات الصادقين المتَّقين، ومن صفات الأنبياء، وهو خُلق
ملازم لأهل الجنة في حياتهم الدنيا؛ إذ كيف يطمع في الجنة وصحبة الأنبياء
والصادقين والمتقين مَن لم يتخلَّق بهذا الخلق؟
فليت المسلمين اليوم يتخلَّقون !
بهذا؛ كي يفوزوا بخير الدنيا والآخرة
اعداد : أ.خضر صبح