حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن إسماعيل حدثنا قيس عن خباب بن الأرت قال :
شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا فقال : (قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل
فيحفر له في الأرض فيجعل فيها فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه فما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون).
رواه البخاري.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الجملة المشار إليها من الحديث المذكور تدل على ما سبق الحديث من أجله وهو تمام أمر الإسلام في المستقبل وأمن الناس من عدوان بعضهم على بعض كما كان في الجاهلية . حتى يستطيع المسافر أن يقطع ما بين صنعاء وحضرموت وحده لا يخشى شيئاً على نفسه أو ماله . لتمام هذا الأمر ورسوخه في قلوب الناس وبسط العدالة .
قال الحافظ في الفتح: يحتمل أن يريد صنعاء اليمن وبينها وبين حضرموت من اليمن أيضاً مسافة بعيدة نحو خمسة أيام ، ويحتمل أن يريد صنعاء الشام والمسافة بينهما أبعد بكثير .. ثم قال . والتقدير : ولا يخاف إلا الذئب على غنمه لأن مساق الحديث إنما هو للأمن من عدوان بعض الناس على بعض كما كانوا في الجاهلية لا للأمن من عدوان الذئب، فإن ذلك إنما يكون في آخر الزمان عند نزول عيسى.
وقال صاحب عون المعبود: ولا يخفى ما فيه من المبالغة في حصول الأمن وزوال الخوف . فاصبروا على أمر الدين كما صبر من سبقكم.