أغاني الناي
,
1
يمنحني النّاي
بعض صباي
فأغني ممهورا للعشق
أحلى أغاني الناي
2
امرأة
تفتح نهديها للعاشق
كي يرشق مهجته
آيات من خصب وصفاء
3
قالت: ماذا يفّسر لغة شعريه
يجعلها أرق من عطر بنفسج؟
قلت: الأغنية المنزوعة من وتر
تشرح ما صاغ الوتر.
4
وكنت في الظّل المرسوم على الوجنة
أفتّت "فقه اللّغة"
وأسائل نفسي:
فتنتك المجنونة بالجرس
وحروف اللّغة
هل تعطي لقصيدة شعر
أبّهة الملك؟
وتزاوج معنى الاسم
بالمدلول على الاسم
وكنت على مهل
تدرس كلّ بلاغات القدماء
وتظن
أنّك يوما تكتب شعرا
منحوتا من بطن اللّغة
ومطليّا باللّون البنّي
كألوان الشّجر الملقي
فوق ضفاف النهر المنسّي
5
رقّقت دمع العين
ورسمت عند العين
مهجة حرّى
وقلبا بين بين
6
لا تكتب الشّعر الجميل
لا تكتب الشّعر الطّويل
7
"لا تصالح"
هكذا كنت أغنّي ذات يوم
"لا تصالح"
تغزّ شجيرات البلح
ثمّ تمضي للخصام,
أو تنام.
كلّ أشعار المغنّي نبؤات
طيّرتها الرّيح يوما
للغيام.
فافتح الباب المغلّف باليمام.
هكذا كنت أغنّي ذات يوم
للسّلام.
8
"ولقد دخلت على الفتّاة .........."
وما أنا بالمكلّف بالقصاص
ولا أنا حامي الدّيار
وما كنت يوما من سماك
ولكنّني كنت الفتى الذي أفتى
أنّ اليتيمة للدّوقلي
وكذا البعير للبعير
أحبّها وتحبّني
وتحطّ فوق أكتافي الحمام
9
في غيابات الجبّ ألقوني
وسمّوني
أنّي ذات يوم كنت منذورا
للطعنتين
أخط خط ليموني
خانني حرفي
هزّني زيتوني
10
قالت: من ردّك لي
بردانا مقهورا؟
من دك دواك
لتعود دواتك
قلت: اللّغة المكتوبة في الرّيح
صكت قلب العاشق صكّا
فتبدّد أشعارا
أزهارا
أنهارا
أنوارا.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر