علم الإيقاع الداخلي للأحياء " بيوريتمالوجيا "
بيوريتمالوجيا : هو العلم الذي يدرس التغيرات البيولوجية عند الكائنات الحية والمتعلقة بدوران الأرض حول الشمس .
(ساعة ، يوم ، شهر ، سنة )
كل ساعة ، أسمع وأشاهد كيف تقرع أجراس الحياة ،بصمت مطبق ،وكيف ينسجم سلوك الكائنات الحية مع إيقاع هذه الأجراس.
يصيح الديك ... وتغني الطيور ... وتتفتح الورود على أنغام الموسيقا التي تعزفها هذه الأجراس الخرساء .
ما قاله فانجا (1) في هذا العام
ظهر هذا العلم نتيجة لمتطلبات الواقع والمتعلقة ببرامج الصحة .
مثال: لقد لاحظ غالبية البشر على أنفسهم بأنهم في أيام معينة تكون قدرتهم على مزاولة التمارين الرياضية والركض والمشي في أوجها ،ولا يصاحب تنفيذها أي عناء . وفي أيام أخرى يصعب عليهم إلى درجة الاستحالة ممارسة هذه النشاطات . وكذلك بالنسبة لتحمل الجوع وممارسة الأعمال
الذهنية ....الخ حيث تختلف القدرة وبالتالي النتيجة من يوم إلى يوم أي سبب واضح لهم .
جاء علم البيوريتمالوجيا ليضع الإجابة الشافية لهذا السؤال والتي يستنتج منها الأفكار التالية :
يختلف نشاط أداء الأعضاء الداخلية والأجهزة الموجودة ضمن جسم الإنسان بشكل دوري ، وبهذا يتناوب الأداء بين (ناشط – خامل ) وذلك بحسب الدورة الواقعة للكواكب وبشكل اخص ثلاثية
(الشمس ، القمر ، الأرض ).
وطبعا هذا ليس مدهشا ، لأنه معلوم إن أي كائن حي – وضمنا طبعا الإنسان – يقع بشكل دائم في حالة تبادل طاقة ، ومعلومات ، ومادة مع الوسط المحيط ، وإذا افترضنا انه لسبب ما تخرب هذا التبادل الطاقوي { المعتمد على الطاقة وتبدلاتها } - المادي أو المعلوماتي ، فانه حكما سوف يؤثر
على نمو وصحة الإنسان بحسب درجة وشدة هذا التخريب .
تكمن قوة « اليوغا » بأسرارها المخيفة و المتعلقة بدور وإيقاع الدورة الحياتية .
لذلك فان البيوريتمالوجيا يسمح بإظهار الرابطة بين الإنسان والكون وهذا الارتباط لا يقتصر تأثيره فقط على صحة الإنسان وعلى تفتحه كعنصر حي ، وإنما على مقدراته العملية وطاقته الروحية الكامنة .
يؤكد عالم البيوريتمالوجيا " الروسي " الكسندر ليوند فيش بعد إجرائه عددا هائلا من التجارب و الإحصاءات على الجسم البشري أن صحة الإنسان وسلوكه تتعلقان بالظواهر والتأثيرات الكونية .
وسوف نعرض مقتطفات مما تضمنه كتابه الشهير "الصدى الأرضي للعواصف الكونية "
وهكذا نحن محاطون من جميع الاتجاهات بتيارات ذات طاقة كونية تتدفق إلينا من الغبار الكوني والنجوم و الشمس ؛ لذلك من الخطأ الفادح اعتبار إن طاقة الشمس هي المصدر الوحيد للحياة
الأرضية العضوية منها وغير العضوية .
يعتقد انه من خلال الزمن البعيد والطويل {الذي استغرقته للنشوء الطاقة الحية الأم للأجرام السماوية كالنجوم والسديم الكوني } كان تأثير هذا الزمن بالغ الأهمية حتى على نشوء وظهور
الكائنات الحية .
إن نشوء (2) الكائنات الحية بشروط تأثير التيارات المستمرة للإشعاعات الكونية يحتم على طريقة تطورها ،ويلزمها بتصميم أجهزة خاصة تفيدها في عزل هذه الإشعاعات أو تصميم آلية دفاع
تقوم بحماية الخلايا الحية من التأثير الضار الذي تبديه هذه الأشعة.
ومما لاشك فيه أن الخلية الحية تتضمن داخلها مجموعة التأثيرات الكونية والشمسية والأرضية.
وخلال هذا المجال الزمني العملاق لتأثير القوى الكونية على الأرض تحققت دورات محدودة للظواهر صحيحة ومتكررة بشكل دوري ؛كما في الفضاء كذلك بالنسبة للأرض.
ابتداء من تكور الكون وتشكل الحموض الفحمية والمحيطات والأيام والسنوات والدهور ضمن الحياة الفيزيا- كيميائية للأرض وانتهاء ا بتضافر هذه العمليات لتغيير هذا العالم المحدد ، نحن دائما نشاهد عمليات دورية وتكون هذه العمليات الدورية كنتيجة لتأثر القوى الكونية .
إذا حاولنا رسم مخطط بياني لإيضاح هذه العمليات الدورية فإننا سوف نحصل على لوحة بنماذج كثيرة لهذه الدورة الخاصة ، حيث سنحصل على صف توابع جيبية متوضعة فوق بعضها ،أو متقاطعة فيما بينها .
وكل هذه التوابع بدورها تبدي إيقاعا مستقلا . كما يمكن إن تشكل هذه الصفوف خطا منكسرا ذا طابع "زكزاك " أو " لولبي " الخ وهكذا فان هذا العدد اللامتناهي من التحدبات و التقعرات لهذه التوابع الجيبية ذات القيم المختلفة .
تبديها نقرات نبض هذا العالم ، وديناميكية هذه الطبيعة العظيمة .أما الأقسام المختلفة فان طنينها يقرع قسما تلو الآخر .
فيما لو تابعنا تحليلنا فيما بعد ؛ فانه سوف نرى بان القيم العظمى والقيم الصغرى للظواهر الكونية والجيوفيزيائية للكون تتطابق مع القيم العظمى والقيم الصغرى لتلك الظواهر ضمن هذا العالم المحدد . وان دورة (ظاهرة حياتية ) وبحسب علاقتها مع الزمن فان القيم العظمى والدنيا لهذه الظواهر سوف تتطابق تماما مع ساعات القيم العظمى و الصغرى للاجهادات مع مرور هذه أو تلك من العناصر الكونية أو الجيوفيزيائية .
وان القيم العظمى والصغرى لدورة حياتية أخرى تتطابق مع قيم عظمى وصغرى لظواهر كونية أو جيوفيزيائية .
عند رؤية كل المنحنيات المتصاعدة فان مخيلتنا سوف تصور لنا الديناميك الحيوي للكون على شكل محيط غير متناهي الأبعاد ومغطى بصفوف متناوبة من الموجات المتعاظمة-المنهارة وعندئذ يمكن تشبيه حياة الإنسان وأعضائه المستقلة،كالشظية المفاجئة (غير ممكن ملاحظتها ) والتي يخضع سلوكها (مسارها) إلى تأثير مختلف العوامل الفيزيائية الطارئة.
ويشبه أحد العلماء المتميزين في هذا المجال، الإنسان بالشظية حيث يمكن معرفة قانون الإيقاع الداخلي الحياتي الذي يخص صحة الإنسان وأمراضه:
على مستوى الخلية،على مستوى الأعضاء، على مستوى كامل الجسم بمعرفة اهتزازات (ترددات) نشاط الأعضاء والأجهزة الداخلية في الجسم يوميا،أسبوعيا،شهريا،فصليا،سنويا.ولتسجيل كل النتائج نتبع ما يلي:
الوظيفة الفيزيولوجية.العامل الموجه لها،كيف تخمد وكيف تعزز؟.
(1) فانجا : باحث بيوريتمالوجي بلغاري
(2) إن النظرة المادية الإلحادية تذهب هذا المسلك ، لكن النظرة الإيمانية بالخالق سبحانه تقول :
إن الذي فطر الكون قد جعل فيه غاية الدقة في التعيش والتأقلم