دور منشآت الخدمات الصحية لرعاية الأمومة
لقد انخفض معدل الرضاعة الطبيعية ومدة استمرارها في كثير من أنحاء العالم.. وكان وراء ذلك الانخفاض
أسباب اجتماعية واقتصادية وثقافية عديدة.. وكان الاعتياد على طرق العيش الحديثة والمبتكرات العلمية
والتكنولوجية المعاصرة سبباً في تفاقم المشكلة
ولكن الغريب أن جزءاً كبيراً من هذه المشكلة حدث - عن غير قصد – نتيجة الممارسات الروتينية الخاطئة التي
كانت (ومازالت) تمارس في كثير من مستشفيات الولادة ومراكز ورعاية الأمومة حول العالم، مثل فصل الأطفال
عن أمهاتهم بعد الولادة ، أو إعطاء الأطفال ماء الجلوكوز أو الألبان الصناعية من قارورة الرضاعة والتشجيع
عليها.. كذلك كان للعاملين والمختصين الصحيين في هذه المرافق دور سلبي، بسبب تقاعسهم عن تقديم الدعم
والمساندة والمشورة للأمهات اللاتي تواجههن مشاكل أو مصاعب ، أو تنقصهن الخبرة والمعرفة
لذلك أصدرت في عام 1989 كل من منظمة الصحة العالمية WHO ، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف
UNICEF بياناً مشتركاً تحت مسمى (مبادرة المستشفيات صديقة الأطفال) وقد ناشدت فيه كل مرفق صحي
يقدم خدمات رعاية الأمومة والمواليد الجدد أن يطبق النقاط العشر التالية :
أي يكون للمرفق سياسة مكتوبة للرضاعة الطبيعية تبلغ بصورة روتينية لجميع العاملين بالرعاية الصحية
أن يدرب جميع العاملين بالرعاية الصحية في المرفق على المهارات اللازمة لتنفيذ هذه السياسة
أن يطلع جميع الحوامل بمزايا الرضاعة الطبيعية وبتدابير وطرق مباشرتها
أن يساعد الأمهات على البدء بالرضاعة خلال نصف ساعة من الولادة
أن يبين للأمهات كيفية الإرضاع، وكيفية الحفاظ على إدرار لبن الثدي، حتى وإن افترقن عن أطفالهن الرضع
أن لا يقدم للمواليد حديثي الولادة أي طعام أو شراب غير لبن الأم ما لم يتعين ذلك لأسباب طبية
أن يهيئ المساكنة - أي بقاء الأمهات والمواليد معاً – طوال 24 ساعة يومياً
أن يشجع الرضاعة الطبيعية كلما طلب ورغب الرضيع ذلك
أن لا يقدم أي حلمات صناعية أو مطاطية أو دمى مهدئة أخرى (اللهايات أو التيتينا) للأطفال الذين يرضعون من
أمهاتهم
أن يتبنى إنشاء جماعات لدعم الرضاعة الطبيعية ، وأن يحيل الأمهات إليها عند خروجهن من المستشفى أو العيادة