إطلاق القرآن على الكل وعلى أبعاضه
لا شك أن القرآن يطلق على الكل وعلى أبعاضه . فيقال لمن قرأ اللفظ المنزل كله: إنه قرأ قرآناً. وكذلك يقال لمن قرأ ولو آية منه: إنه قرأ قرآناً. لكنهم اختلفوا:
فقيل إن لفظ " قرآن " حقيقة في كل منهما وإذاً يكون مشتركاً لفظياً ، وقيل هو موضوع للمقدر المشترك بينهما وإذاً يكون مشتركاً معنوياً، ويكون مدلوله حينئذٍ كلياً .
وقد يقال: إن إطلاقه على الكل حقيقة وعلى البعض مجاز !!
والتحقيق: أنه مشترك لفظي، بدليل التبادر عند إطلاق اللفظ على الكل وعلى البعض كليهما، والتبادر أمارة الحقيقة. والقول بعلمية الشخص فيه كما حققنا آنفاً يمنع أنه مشترك معنوي، فتعين أن يكون يكون مشتركاً لفظياً. وهو ما يفهم من كلام الفقهاء إذ قالوا مثلاً:" يحرم قراءة القرآن على الجنب " فإنهم يقصدون حرمة قراءته كله أو بعضه على السواء .