لوهلة من الزمن اعتقدت ُ إن نساءً أمثال ( سميه وأم وهب ) أصبحنَّ أسطورة ً تتناقلها الأجيال وتحكى في محافل الشموخ ِ والإباء وتضرب بهنَّ الأمثال لاستنهاض همم الرجال إذا ضربها الخذلان وسلبت منها الإرادة وباتت على الضيم لا تحرك ساكناً ترضى بأدنى من اليسير ويهون عليها الظلم الكبير وتحيى لتصم أسماعها عن أنين الثكالا والمحرومين , لكني اليوم أرى تلك الشواهد والأمثال أصبحت بمحض الحقيقة وعلى مرمى البصر وكأن التأريخ قد طوى صفحاته وعاد بها من جديد لتقف مرة ً أخرى بأرض الرافدين متمثلة بتلكم النسوة العراقيات من أنصار المرجع العراقي الشيخ الصرخي واللواتي سطرنَّ أروع قيم البطولة والفداء وخرجنَّ لتمزيق جدار الصمت وحجب الظلام ووقفنَّ تلك الوقفة المشرفة والتي قل نظيرها ضد الجبروت والطغيان المتمثل بنظام بشار الأسد وشبيحته وأطلقنًّ كلمة الحق بوجه ِ سلاطين الجور وسرنَّ على النهج المحمدي الأصيل وحسب ما يمليه الضمير الإنساني الحي وتقره العقول والدساتير والأديان بالرغم مما نراه ونسمعه من خلال وسائل الإعلام عن الحالة الأمنية المتردية والوضع المأساوي الذي يعيشه العراق الشقيق من تفجير وقتل وإرهاب , فتجاوزنَّ كل ذلك ودسنَّ على أخطار المنايا وتجمعنَّ في تلكم الساحات المباركة غير مكترثات ٍ لما سيجري لا لشيءٍ وإنما استجابتا ً لصرخات ِ شقيقاتهنَّ السوريات وإيمانا ً منهنَّ بالمظلومية التي يعيشها أطفال ونساء سوريا والذين أصبحوا أهدافا ً عسكرية لقذائف بشار وصواريخه والعالم يغظ الطرف عما يجري وكأن دماء الأبرياء التي سالت والأعراض التي انتهكت في وادي والعالم في وادي أخر ويا حبذا لو ينظر من فيه بقايا حياء ورجولة الى تلكم النسوة العراقيات ليتعلم منهنَّ دروس الشجاعة والتضحية .
وأنا باسمي ( أمنة الدمشقي ) وباسم رابطة ( المرأة السورية ) أقف وقفت إجلالا ٍ وإكرام للموقف البطولي والمشرف للمرأة العراقية والذي ينم عن مدى أصالتها ووعيها الثقافي والسياسي وحرصها على أداء حقوق الإخوة والجوار . وشكرا ً يا حرائر العراق