يخشى الموظف رائد الديب استمرار تأخر صرف الرواتب لأيام وأسابيع أخرى، والذي سيكلفه
من العناء والبحث عن أشخاص للاستدانة.
ويقلق الديب زيادة أعباء الدين عليه والتي تفاقمت خلال الأيام الأخيرة بسبب تأخر صرف الرواتب.
ولم يعد بامكان الديب والذي يعيل أسرة من ثمانية أفراد تحمل هذه الظروف الصعبة سيما مع رفض بعض المحال بيعه بالدين.
ولا يغطي راتب الديب البالغ نحو 2500 شيكل الديون المتراكمة على البقالة والصيدلية والتي تفاقمت مؤخراً بعد تعرض العديد من ابنائه للاصابة بفيروس الانفلونزا.
أما الموظف مالك زامل فيمارس أقصى درجات التقشف للتغلب على تأخر الرواتب ولكنه أصبح يقترب من الافلاس.
ومن بين اجراءات التقشف التي يمارسها زامل الذي يتقاضى 2250 شيكلا تأجيل بعض الزيارات والمجاملات العائلية والاعتماد على المجمدات في الطهي وتقليص المصروف المدرسي للأبناء.
ولم يخف زامل من تذمر أبنائه وزوجته من أسلوب التقشف القاسي الذي يمارسه عليهم منذ أكثر من أسبوعين.
وقال زامل في الخامسة والثلاثين من عمره إنه كان يتوقع تأخر صرف الراتب بعد اصرار الرئيس محمود عباس على التوجه للامم المتحدة ولذلك بدأ من تلك اللحظة بالاستعداد لهذا السيناريو.
وكغيره من الموظفين يخشى زامل أن تتواصل الأزمة وتنسحب لأسابيع أخرى.
أما الموظف هشام أبو شقفة فقد حمل بشدة على الدول العربية لتأخرها عن مساعدة السلطة الوطنية.
وقال أبو شقفة إن بامكان الدول العربية أن تسد العجز التي تعاني منه السلطة الوطنية بكل سهولة سيما من دول الخليج.
ودعا أبو شقفة الدول العربية إلى النظر بعين الرحمة للموظفين الذين يشكلون جزءاً مهماً من المجتمع الفلسطيني.
ويعاني أبو شقفة وهو من مفرغي 2005 من أزمة مالية خانقة، دفعته إلى العمل في أحد محال الاعلاف مقابل أجر مادي لا يتجاوز الثلاثين شيكلا للتغلب على أزمته المالية.
وبالكاد يستطيع أبو شقفة 37 عاماً التكيف مع العمل الجديد المرهق والمتعب جسدياً.
وقال أبو شقفة إن الراتب الذي يتقاضاه بالكاد كان يكفي أسرته فكيف عندما يتأخر لأكثر من اسبوعين.
ولا يترك أبو شقفة فرصة إلا وسأل فيها عن موعد صرف الرواتب في صورة تعكس حدة معاناته.
ويخشى الموظف أنس مصلح أن تتحول هذه الأزمة إلى أزمة دائمة كل شهر، معرباً عن أمله في أن تقوم الدول العربية بحل الأزمة المالية للسلطة كما وعدت.
وينتظر مصلح بفارغ الصبر خبر يطمئنه عن موعد صرف الراتب حتى يستطيع الاستدانة من بعض المحال التجارية والتي أصبحت متحفظة من التعامل مع الموظفين.
ولم ترشح حتى اللحظة أي معلومات أو أخبار عن موعد محدد لصرف الرواتب.
وتزداد الحيرة والقلق مع الموظف لؤي أحمد لوجود عدد من المعاقين بين أبنائه والذين يحتاجون إلى مصاريف مضاعفة.
وبالاضافة إلى شكوى أحمد من المصروفات الخاصة لأبنائه المعاقين إلى أنه يشتكي أيضاً من تدني راتبه والذي لا يتجاوز 2200 شيكل وهو ما دفعه إلى الاستدانة من أكثر من شخص لتغطية العجز المالي.
ويخشى لؤي أن يطول هذا التأخير وأن ينسحب على الأشهر القادمة خصوصاً وأن اعتناءه المستمر بأبنائه لا يسمح له بالعمل في وظيفة أو عمل أخرى كغيره من بعض الموظفين.