من ذاق ظُلمة الجهل أدرك أن العلم نور |  Facebook

حفظ البيانات
الرئيسيةالتسجيلالتعليماتمواضيع لم يتم الرد عليهامشاركات اليومالبحث

منطقة دخول العضو
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
بحث في الموقع
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
جديد المواضيع
تواصل معنا


إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

ماذا لو كانت هذه حياتي ؟

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوع

Hisham AbuGhazi
.: الإدارة :.
.: الإدارة :.

avatar

التسجيل التسجيل : 20/09/2012
المشاركات المشاركات : 1491
الاقامة الاقامة : غزة
المهنة المهنة : طالب جامعي


نحو عائلة مثالية - العائلة المترابطة (النموذجية)


عندما نقول "العائلة المترابطة" فإننا نعني أن كل فرد فيها يستخدم موهبته
ومهاراته ويشعر بأنه راضٍ عن نفسه وعن كيف يعيش حياته.. هى عائلة تحيا
بالأمل والطاقة والحب وتشعر بالدفء ولديها كل ما تحتاجه كى تخرج إلى
المجتمع كأشخاص قادرة، صحيحة، وواثقة من نفسها ومترابطة فيما بينها.. كما
يربط متسلق الجبال نفسه في الجبل عند تسلقه، فإذا احتاج أحدهم الدعم دعمه
باقي أفراد العائلة حتى يجتاز محنته.

ولعلك تتساءل الآن كيف تصل إلى تلك العائلة المترابطة؟


إليك الخمس عناصر التالية من أجل أن نصل إلى العائلة المترابطة:

العامل الأول: ضع نظام عائلي تربوي به قبول.


إن أول حاجة لأى إنسان هى حاجته للقبول، الحاجة للشعور بالإنتماء لشئ ما أو
شخص ما.. بعد الله عز و جل.. دعني أسألك.. هل سألت نفسك يومًا لم بعض
الأطفال لديهم ولاء لفريق أو لمجموعة من الرفقاء حتى لو كانت جماعة خاطئة؟
هذا لأن هذه المجموعات حسنة أو سيئة تشبع احتياجهم للأمن العاطفي والتعبير
والانتماء.


إذا لم يتم هذا الإشباع من خلال العائلة فإن الأطفال سيبحثون عنه في أى
مكان ليجدوا القبول والاستحسان.. لابد أن تعترف بحق أطفالك أن يشعروا
بالتقدير منك ومن كل أفراد العائلة، وألا يشعروا بالوحدة أو الشك في
مكانتهم في عائلة محبة.. لابد أن يشعروا بأنهم محبوبين لذاتهم وأنك فخور
بهم وأنك ستكون دائمًا موجود لأجلهم ولن ترفضهم مهما اختلفت معهم.


لعلك تفكر الآن أن هذه الأهداف مستحيلة المنال.. إليك يعض الاقتراحات:


حاول أن تعيد ترتيب عملك لتقضي وقتًا أطول مع أطفالك، فالحياة سلسلة من
الاختيارات والمال ليس هو دائمًا الأهم، حاول أن تقرأ لأولادك وقت النوم
وأن تشاركهم هواياتهم.


خصص ساعة يوميًا لعائلتك.


ساعد أولادك في وضع وتحقيق أهدافهم فهم يحتاجون للتوجيه في حياتهم.


حاول أن تستكشف مهارات و قدرات و اهتمامات و مواهب طفلك الأصلية.. هى ليست
تلك التي تريدهم أن يكونوا عليها ولكنها المواهب والمهارات التي تميز كل
منهم... و لكن كيف؟


افتح الباب للتجارب المختلفة لأطفالك من رسم، أدب، علوم، قيادة، رياضة
وهكذا.. اسمح لهم أن يشتركوا في أنشطة مختلفة حتى يتعرفوا على اهتماماتهم
التي لا يعرفونها سواء كنت تستمتع بها أم لا.


حاول التعرف على مواهب طفلك ومواطن ذكائه واعمل على تنميتها، فمثلاً
الأطفال الموهوبين لفظيًا يتكلمون أو يقرأون في سن أصغر، فيمكنك تنمية هذه
الموهبة بإعطائهم كتب وتشجيعهم على الكتابة واستخدام الكمبيوتر في
الكتابة.. إذا وجدته ماهرًا في الحساب شجعه على حضور معارض الكمبيوتر
وامنحه واحدًا لينمي مهاراته


احترم وشجع ما يميز طفلك.. كل إنسان لديه ما يحب وما يكره، لديه اهتمامات
ومواهب يجب أن نحترمهما مهما اختلفنا معها طالما إنها ليست هدامة لهم أو
للآخرين.


امدح أفعال أولادك وشجع الأفعال الإيجابية، لا تكتفي بالنقد فقط لأن ذلك
يزعزع إحساسهم بذاتهم وإقدامهم.. مثلاً "أنا سعيد لأنك قمت بتنظيف حجرتك"،
"شكرًا لأنك ساعدت والدتك في أعمال المنزل" هذه الأقوال من شأنها غرس الثقة
بالنفس في أطفالنا.


افترض حسن نوايا أولادك.. في كثير من الأحيان نفكر أن أولادنا يخطئون عن
عمد، بدلاً من سرعة اللوم افترض أن أولادك نواياهم حسنة.. فمثلاً إذا رسم
ابنك على جدران المنزل فربما يحاول تنشيط نفسه عن قلة فهم وليس لأنه ولد سئ
أو شرير.. حاول أن توجهه بدلاً من ذلك للكتابة على سبورة مثلاً.


لا تملأ وقت طفلك بأنشطة كثيرة.. هذا من شأنه أن يجعله يكره هذا النشاط ويتوقف عنه.


اخلق إحساس بالأمن والسلام في بيتك.


فعند تعرض الأطفال لمنزل ملئ بالصراع والعداوة والخلافات بين الوالدين
اللذين يعتمدون عليهم من أجل أمنهم وسلامتهم الشخصية فإنه يشعر بعدم الأمان
وتتولد لديه مخاوف بشأن تفكك الأسرة، فلا ينبغي أن يتشاحن الأبوان و يصرخ
أحدهما في وجه الآخر أمام الأبناء.. إن هذا من شأنه أن يقضي على ثقتهم في
أنفسهم وفي أوضاعهم الاجتماعية.. حتى أنهم يخافون حضور أصحابهم للمنزل حتى
لا يشهدوا هذه المشاحنات.. بعض الأطفال يلومون أنفسهم على حدوث هذه
الخلافات ويعتبرون أنفسهم مسئولين عنها بالرغم أنه ليس لهم أى ذنب فيها،
وكم هو قاس هذا الاحساس عليهم.. علينا أن نتعلم كيف نختلف حتى لا يكون
المنزل ساحة حرب.


اجعل المشاحنات بمعزل عن الأطفال، فالمشاجرة مع الصراخ واغتيال الشخصية
أمام الأطفال هى إساءة للأطفال، فهى تترك ندبة في مشاعرهم يصعب محوها لأنك
لا تستطيع أن تتحكم في نفسك حتى تتحدثا بمعزل عنهم.


كف عن كثرة الجدال في من المخطئ ومن المصيب، أطفالك لا يعنيهم الصواب لكن يعنيهم أن تتوقف عن الخناق.


لا تقول لا أستطيع التحكم في أعصابي.. هذا ليس صحيحًا ولكن أنت لا تريد
التحكم في أعصابك، هل تتشاجر في العمل مع ريئسك؟ مع أصحابك في مطعم؟ أنت لا
تفعل هذا لأنك لا تستطيع.. تحكم في دوافعك و أوجد مخرج آخر لاحباطاتك، لا
تجعل أطفالك مخرجًا لانفعالاتك، فكر ماذا تعلمهم عندما لا تتحكم في
انفعالاتك أمامهم.


إعط أبناءك مثالاً جيدًا لأدب الاختلاف: فعند حل الخلاف ينبغي التأكيد على
عمق الصلة بين الأبوين.. مثلاً بعناق لمدة دقيقة، أو ينظر كل منهما في عين
الآخر لمدة دقيقة، ليدعم كل منكم الآخر كل يوم: اجعلها عادة أن تقدم تعليق
إيجابي على الأقل يوميًا لباقي أفراد الأسرة.. مثلاً "أعرف أن الحياة تبدو
غريبة أحيانًا لكن أريدك أن تعرف أننا فيها سويًا" هذه الأقوال من شأنها أن
تكون الأكثر قوة في حياة أطفالنا دون أن نشعر. اسأل أفراد عائلتك كيف
حالهم ولا تكتفي بقول جيد كجواب نهائي.. انظر في أعينهم، اسألهم وكن
مستعدًا لتسمعهم وتجيب عليهم بأمانة.



تعامل بصدق مع السلوك المدمر: تقبل أعضاء الأسرة لا يعني تقبل أى سلوك،
ولكن تقبله كإنسان له قيمة، عندما يتصرف أحد أفراد العائلة بطريقة مدمرة
مثل الإدمان، سوء الأدب.. انقل إليه بوضوح أن هذا السلوك غير مقبول..
مثلاً: "أنا لن أحتمل سلوكك لأني أعرف إنك أفضل من ذلك"، "أعرف إنك يمكن أن
تتصرف بطريقة أكثر إيجابية"، "لن أتركك تكون أقل من حقيقتك".


كف عن الإساءة اللفظية: عندما تنتقده فإنك تترك أثرًا سيئًا فيه.. إليك بعض الارشادات:


تعرف على أول علامات إنك ستفقد السيطرة على أعصابك مثل جفاف الفم، احمرار الأذن، احمرار الوجه، زيادة ضربات القلب.


اترك الغرفة واذهب للخارج، افعل أى شئ لتضمن إنك لن تسئ لطفلك.


اختر صديق لك أو أحد أقرباءك. في كل مرة تتحاشى الإساءة اتصل بهذا الشخص وحدثه عن احساسك وما يدور في ذهنك.


ارجع إلى حجرة طفلك، عانقه، افعل أى شئ إيجابي.


استشر أحد المتخصصين: يجب أن تذهب لأحد المتخصصين بصورة منتظمة لكى تتعامل مع ما يحدث بداخلك ولكى يوجهك في الاتجاه الصحيح.


احترم و اعترف بأدوار وإسهامات كل فرد من أفراد العائلة: في العائلة
المترابطة كل فرد له دور وله هدف، فيجب أن يشعر كل فرد أنه يجب أن تكون له
إسهامات في العائلة حتى أن عدم وجوده سيكون مرعبًا بالنسبة للعائلة.. عادة
فإن الأم في العائلة هى الرباط الذي يربط الأسرة بالرغم من أن الأدوار مرنة
وقابلة للتغيير فإن هناك حدودًا فاصلة في الأدوار بين الآباء والأبناء في
العائلة الصحية وهذا يتطلب:


كن صورة للسلطة في الأسرة: فأنت حقيقةً لست صاحب لطفلك ولست مساو له.. يمكن
أن تعامله بصورة لطيفة لكن دون إلغاء للحدود، فطفلك يحتاج أن تكون هناك
صورة للسلطة التي تعرفهم أين تقع حدود السلوك المقبول.


خذ القرارات من أجل عائلتك: القرار النهائي لك بعد كافة المشاورات وسماع آراء أفراد العائلة.


احرص على عدم التفضيل بين أبناءك: فإن إحساس الطفل بتفضيل آخر عليه يجعله يشعر بعدم الحب وقلة الثقة بالنفس.

العامل الثاني: اصنع إيقاع في حياتك العائلية


كل عائلة لها إيقاع مختلف، فعائلة لها ستة أبناء غير عائلة لها ولد واحد.


1.ضع نظامًا مميزًا لعائلتك فمثلاً:


· حدد أوقات معينة لتناول الوجبات، للنوم، أوقات معينة للواجبات المدرسية،
واستخدام الكمبيوتر أو الإنترنت وهكذا.. هذا من شأنه أن يخلق ترابطًا في
حياة أفراد العائلة.


· العب مع أطفالك وشاركهم في الأنشطة المختلفة مثلاً: مباراة أسبوعية بصورة
منتظمة مع طفلك تعطي فرصة للتواصل والارتباط، وليحذر من إدمان مشاهدة
التليفزيون أو فيلم لأنه ليس نشاطًا عائليًا و ليس به تفاعل.. فضلاً عن
المحاذير الكثيرة به.


· شجع أسرتك على القيام بأعمال تطوعية مع بعضكم البعض في المسجد، في الجمعيات الخيرية بصورة منتظمة فتعمق قيمة العطاء في العائلة.


2.شجع القيم في عائلتك:


هناك قناعات تتمسك بها العائلة، قناعات تعيش بها في كل وقت، العيش بهذه
القيم يخلق إيقاع في حياة الأسرة.. حاول أن تعبر عن قيمك أثناء حديثك مع
أولادك.. فمثلاً قل "إن أفراد العائلة لا يكذبون، لايسرقون، لا يخدعون، لا
يعلقون تعليقات عنصرية ضد الآخرين، لا يسخرون من المعاقين، لا يتحدثون بسوء
أدب للجيران أو كبار السن.. يجب أن تشرح لهم لم لا تقوم بهذه الأفعال. لم
هى غير مقبولة.. فهذه الأفعال ليست محل فخر وغير بناءة.. كما أنها من أسس
التعاليم الربانية.


3.اخلق شعورًا بالهوية العائلية:


قم بالبحث عن شجرة العائلة وحدثهم عن أجدادهم وقصصهم عبر الأجيال السابقة.. هذا من شأنه توطيد الروابط الأسرية.


4.ضع معايير للسلوك:


هذه المعايير ينبغي أن تكون ثابتة وغير قابلة للنقاش.. فنحن نتعلم ونحن
أطفال أن نضع الآخرين في اعتبارنا.. فمثلاً شكر الآخرين وقول "من فضلك" عند
أى طلب، احترام خصوصية الآخر، الاستئذان قبل دخول حجرة الآخرين، احترام كل
منا للآخر.


5.كن مسئولاً عن اختياراتك:


كل فرد في العائلة مسئول عن اختياراته، هناك ثمن لهذه الاختيارات جيد أو سئ
لهؤلاء الذين يشاركونك حياتك لأن اختياراتك تؤثر على كل فرد في العائلة،
فأنت تختار المشاعر والأحاسيس التي تحكم سلوكك في العائلة، وأنت تختار كيف
تتصرف وتفاعر مع كل فرد من أفرد العائلة.. فاختياراتك تؤثر على باقي أفراد
العائلة لذا اسأل نفسك..


هل لدى سلوكيات سيئة احتاج لوقفها وما هى؟


هل أنفق أكثر من امكانياتي فأؤثر على ظروف العائلة؟


هل أتصرف باستهتار دون وضع اعتبار لسلامتي الشخصية؟ كالتدخين مثلاً.


هل لدى مشاكل في العمل بسبب سلوكي أو التنازل عن مبادئي؟


هل أفكر في نتائج تغيير عملي على العائلة إيجابية أو سلبية؟


هل أعرض نفسي لمخاطر غير ضرورية؟


هل أهتم بعملي على حساب عائلتي؟


هل فشلت في الوفاء بعهودي الزوجية لكوني مشغول أو غير مخلص؟ هل فكرت كيف يؤثر هذا على عائلتي؟


أجب عن هذه الأسئلة واجعلها أساس لوضع أولوياتك.


6.دعم أسرتك وكل فرد فيها:


في العائلة النموذجية تأتي"العائلة" أولاً، فلا يوجد "هم" في مقابل "نحن"
ولكن نحن .. فيجب أن تشجع الفريق الذي يلعب فيه أبناؤك وأصحابهم وهكذا..
فإن الاحساس الأول بالانتماء يأتي من العائلة. فإن كل فرد في العائلة يدعم
ويقف وراء باقي أفراد العائلة.. فالولاء يبدأ في المنزل وأفراد الأسرة يضحي
كل منهم من أجل الآخر.. يساندون بعضهم في وجه الآخرين، فالأصحاب تأتي
وتذهب ولكن لديك عائلة واحدة للأبد..


وماذا لو أن شريكك في الحياة لا يدعم إيقاع عائلتك ورغبتك في خلق عائلة صحيحة؟


خلق إيقاع صحيح لا يتطلب إشتراك كلاً من الأب والأم.. لا تنتظر شريكك.. فإن
تفكيرك البناء سوف ينتشر لمن هم حولك خاصة شريكك، ما تتمناه يكون عن طريق
مناقشاتك، أمثلتك، اختياراتك، سوف تكون إلهامًا لكل أفراد عائلتك.. اخلق
جوًا يدفع للتغيير والقيم التي تميز عائلتك.

العامل الثالث: داوم على طقوس وعادات لها معنى


نقصد بها هنا أنشطة في الحياة العائلية تسهم كمرساة نفسية وسلوكية للقيم
والاعتقادات، تمنح عائلتك الثبات والهوية.. تعطي عائلتك معنى وتخلق إيقاع
في الحياة العائلية. هذه الطقوس العائلية عبارة عن أنشطة متكررة عمدًا ولها
معنى تساعد الأطفال في اكتساب احساس بالأمان، الحب والتواصلية؟، خاصةً في
عالمنا الآن الذي يتسم بالبعد العاطفي والتفكك الأسري والانشغال. هذه
الطقوس تحدث تغييرات إيجابية على الجسم فتقوي المناعة، تقل نسبة هرمونات
الضغط العصبي ويقل ضغط الدم.. وإليك طرق لخلق هذه الطقوس والعادات في
العائلة:


احتفل بالمناسبات العائلية مثل عيد الفطر وعيد الأضحى، في هذه المناسبات
اخلق عادات مثل غداء للعائلة كلها على لحم خروف العيد، وتناول الحلوى، و
صناعة الفطائر في الاحتفال.


أخبرهم بحكايات عائلية سواء كانت أحداث عائلية أو أى أحداث مرتبطة بها، هذا من شأنه أن يعلم كل جيل الاهتمام بالجيل السابق.


قوموا بالعبادات سويًا: مثل صلاة التراويح أو أذكار الصباح والمساء، تعليم
القرآن وتعلمه، قراءة أبواب الأدب وأبواب الأمور المنهي عنها في كتب الحديث
فهى تربط العائلات برباط التوحيد ودعوة الله خوفًا وطمعًا ومحبة النبى
صلى الله عليه وسلم وصحابته و أهل بيته الكرام رضى الله عنهم و من تبعهم
بإحسان إلى يوم الدين، فاشتراك العائلة في الشعائر الدينية هى وسيلة لتطبيق
أسس إيمان العائلة ووضع أساس روحي للأطفال.


اجعل لك طقوسًا خاصة عند تناول لعشاء لزيادة التواصل، مثل التسمية في أول
الأكل و حمد الله في آخره و اجعلها عادة أن يحكي كل فرد شيئين جيدين حدثا
له خلال اليوم، وشيئين سيئين خلال نفس اليوم.. لا يهم أن نطبق مبادئ بعينها
ولكن المهم العمل بها وأن تجد طرق لكى تكونوا سويًا في العائلة.

العامل الرابع: كن منبهاً وفعالاً في تواصلك


أعظم شئ يمكن أن تعطيه لأبنائك هى أذنيك وصوتك، فعند سؤال المراهقين في
إحدى الدراسات عما يريدون من آبائهم عبروا عن رغبتهم في أن يكون آباءهم
أكثر توغلاً في حياتهم. نقصد هنا حوارًا له معنى يضع في حسابه احتياج كل
فرد في العائلة للقبول، احترام الذات، التشجيع، والأمان ويهدف لخدمة هذه
الاحتياجات كجزء من الأعمال اليومية.


عندما تتواصل بصورة نشيطة، أنت تستمع لكى تفهم، تستجيب بدون إصدار أحكام،
تتبادل المعلومات بأمانة وبصورة مفتوحة بطريقة تبقى علاقات عائلتك على أساس
صلب ومحب.. لا تتواصل فقط في وجود مشاكل أو عندما تكون على خلاف مع أحد
أفراد العائلة أو محبط من شئ ما.


أثبتت الأبحاث و الخبرات العملية أن كمية حدوث مشاكل في الأطفال تتناسب عكسيًا مع عدد الكلمات التي يتم التكلم بها في المنزل.


ولكن: كيف يتم ذلك في عائلتك؟


· تكلم عن أشياء لا تهم: تكلم عن أصغر الأشياء مثل ما حدث خلال يومك أو
يوم طفلك.. هذا من شأنه أن يبقى خطوط الاتصال مفتوحة خاصةً عند حدوث مشكلة
أو طارئ.. كيف تتوقع أن تتحدث معهم في أشياء مهمة إذا لم تكن تحدثهم في
أمور غير مهمة؟ كلما يتحدث أحدكم للآخر كلما قويت العلاقات فيما بينكم.


· قم بتغيير السياق الذي يحدث فيه الإتصال فستجد أبناءك أكثر راحة
واستقبالاً وتجاوبًا في جو آمن، عن إذا جعلتهم يجلسون على مقعد أو منضدة
للحديث.. هذا يجعلهم مدافعين ومتشككين وسينفصلون عنك.. فيكون ما يقال غير
حقيقي ويتم كتمان الحقيقة.. فمثلاً أثناء لعب مبارايات سويًا، في السيارة،
عند النوم، أثناء سماع بعض الشرائط فإن هذا من شأنه أن يكسر الحوائط، ويهئ
لكم نتيجة مرضية عن محاولة الإجبار على التواصل وستحصل على معلومات أكثر
وترابط أكثر.. طالما لا تستجوب طفلك ولا تضعه في الدرجة الثالثة.


· حاول الدخول في عالم أطفالك: عندما يقوم بعمل لا تفهمه في البداية فإن
الحكم عليه أو نقده لا ينبغي أن يكون أول ما تفعله.. حاول أن تدخل في كل شئ
يحبه ويهتم به.. مثلاً إهتمامه المفضل في المدرسة، أصحابه، هواياته،
وهكذا.. حاول أن تتعرف على كل ما يدور في حياة أطفالك وقلوبهم.


· قم بمناقشة الأمور الحساسة مثل السياسة أو الدين: هذه المناقشات بغرض
تعليم أطفالك التعبير عن آرائهم وكيفية الإتصال.. هو ليس بجدال ولكنه فرصة
أن يشعر أطفالك بحرية التعبير عن آرائهم بدون نقد.. هذا من شأنه تقوية
الثقة بالنفس وتنمية مهارات الإتصال.


· حاول إنجاز مشروع مشترك في العائلة مثل طلاء غرفة، تنظيف المنزل، غسيل
السيارة، صناعة لعبة، تهذيب الأشجار في الحديقة.. هذه وسيلة رائعة لخلق فرص
للتواصل وجمع شمل الأسرة في عمل واحد.


العامل الخامس: تعلم كيف تتعامل مع الأزمات




لا تخلو الحياة من بعض الأزمات التي تؤثر على العائلة بأكملها.. ربما تكتشف
إدمان طفلك المخدرات، أو مرضه بمرض مزمن أو مرض أحد الوالدين أو الطلاق..
أو ربما يعاني طفلك من صعوبة في الدراسة.. إن من أهم علامات العائلة
النموذجية إنها لا تفزع أو يتحول أفرادها ضد بعضهم البعض عند حدوث أزمة
وإنما يعضد بعضهم بعضًا، ويخرجون من الأزمة أكثر قوة وترابطًا من السابق..
بعض العائلات عند حدوث أزمة تكون معوقة ببعض المعتقدات القاصرة فتكون
مقتنعة بأن الأزمة مستحيلة الحل وقاهرة فتستسلم للحل السلبي دون مقاومة أو
قتال.. على الجانب الآخر بعض العائلات تتعامل مع الأزمة بطريقة بناءة، فهم
يرون الأزمة تحدي قابل للإدارة، يتشاركون في الرأى ويحاولون إيجاد حل مناسب
وبحث كافة الخيارات.. هذه العائلات لها مهارات عبور الأزمة وتخرج أكثر قوة
مع التركيز على ما هو مهم.. وتجديد الأولويات وتوطيد العلاقات الأسرية
أكثر مما سبق.


لكى تعبر أى أزمة بنجاح لابد من وضع خطة لإدارة الأزمة.. لكن كيف؟


· كن مستعدًا قبل وقوع الأزمة: هناك بعض العلامات التحذيرية التي تنذر
بوقوع أزمة، كن يقظًا لهذه العلامات ولا تتجاهلها حتى لا تكون العواقب
وخيمة.. من هذه العلامات:


احتمال وجود خطر على النفس والآخرين:


-يتحدث عن ارتكاب جريمة، عمل عنيف، ولديه خطة وبدأ في تنفيذها مثل إحضار سم أو منوم.


-يقوم بأعمال مندفعة تجاه الآخرين، يهمل نفسه، ينعزل عن الآخرين، تغيير
جذري في سلوكه، لديه أصدقاء سوء، يفقد أو يزيد في الوزن، ينام قليلاً أو
كثيرًا، لديه سوء حكم على الأمور.


الاكتئاب:


-يفقد الاهتمام بكل الأنشطة التي كان يحبها، قليل النشاط، لديه اضطراب في
الشهية والوزن، صعوبة في النوم، صعوبة في التركيز، شعور بعدم القيمة أو
الذنب، يتحدث عن الموت أو الانتحار، لديه ضلالات أو هلاوس.


ضغط نفسي:


-حدث مؤلم حدث له، لديه مخاوف و فزع، النسيان، كوابيس، صعوبة تركيز، عصبية، مشاكل في النوم، الذهول، التبلد.

الإدمان:


-تغيير الأصحاب، إتخاذ أصدقاء جدد مدمنين، إهمال المظهر، الانعزال، الكذب،
السرقة، تأخر دراسي، الهروب من المدرسة، التأخير، فقد الأموال أو المتعلقات
من المنزل، استخدام ألفاظ الشارع أو المدمنين، احمرار العينين، سيلان
الأنف بدون وجود حساسية، ترك الاهتمامات والرياضة المفضلة، العصبية، تقلب
المزاج، تغيير في النوم والأكل، عدم احترام قيم العائلة، وجود آثار حقن،
زجاجات فارغة.

الانتماء لمجموعات معينة مثل المنحرفين، شلل النوادي، الفاشلين دراسيًا، العصابات واستخدام العنف:

-إرتداء زى معين، التكتم، تغيير السلوك، الانعزال، تأخر دراسي، هروب من
المدرسة، عدم احترام القواعد، الاستماع للموسيقى الصاخبة، الإصابات الجسدية
وإنكار أسبابها، تعاطي المخدرات.

· ابق هادئًا: ابق هادئًا مهما كانت مشاعرك عند حدوث الأزمة، ابق
متمالكًا لنفسك وذلك سيبعث الثقة والاطمئنان في باقي العائلة.. قم بتمارين
للتنفس العميق، هذا سيمد مخك بالأكسجين فيمكنك التفكير بصورة أوضح وإتخاذ
قرار أفضل.

· ابعد الخطر: اتصل بالشرطة مثلاً، ابعد أولادك عن بعض الأشخاص أو الأماكن لحمايتهم.

· اعمل بالمشكلة وليس بالشخص: لا تهاجم أو تلقي باللوم على صاحب
المشكلة حتى لا تجعله يخفيها في المرة القادمة وغالبًا سيتعرض لمشاكل لأن
السلوكيات المعرضة للمشاكل التي لا يتم التعامل معها تزداد تعقيدًا.


· سد الفجوات: عند ظهور مشكلة يلقى كل فرد من العائلة اللوم على باقي
الأفراد ويهاجمه مما يضعف العلاقات ويدمر العائلة، ولكن ليدعم كل فرد الآخر
لأن العلاقات العائلية تبقى على مستوى أكبر من اللوم والهجوم الشخصي.


· تواصل: التواصل مهم: كن أمينًا وشجع جو من الانفتاح فتوقف عن الكلام
وابدأ الاستماع، اعطه تركيزك واسمع قصته أو استمع لباقي أطراف المشكلة
ووجهة نظرهم، دع أولادك يسئلون بحرية وامدح أسئلتهم بكلمات مثل "أنا سعيد
لأنك سألتني هذا السؤال"، "أنا هنا لأجلك، لكى أجيب أسئلتك".


· طمن صاحب المشكلة أن المنزل مكان آمن حيث تهتم العائلة به وتدعمه،
ربما لا يعجبك ما فعله ابنك ولكنك ستساعده لإصلاح ما حدث وحل المشكلة، فأنت
ثروة لطفلك.. أخبره "أنا أهتم بك، أنت أهم أولوياتي وسأحميك".


· اجعل حياتك طبيعية: اجعل نظام حياتك اليومي كما هو، هذا يبعث الهدوء والثبات في باقي أفراد العائلة.


· استمع وتواصل مع أفراد أخرى من خارج العائلة مثل إمام المسجد، أفراد
أخرى من العائلة، معلم أطفالك، طبيب أطفال أو طبيب نفسي.. لكى يساعدك على
إيجاد حلول بناءة، اجعلهم يساعدونك.


· كن منفتحًا لكل الحلول حتى تلك التي رفضتها في بادئ الأمر: رفضك حل
لا يعني إنه لا ينفع عائلتك، لا تغلق الباب أمام بعض الحلول بدون استكشافها
بصورة جيدة أولاً.. ربما يكون ما ترفضه هو حل لمشكلتك.

· لا تقلق على المستقبل: لا تقل ماذا لو تكرر هذا مجددًا، فكما تخطيت الأزمة السابقة ستتخطى الأزمة القادمة.

· حاول إيجاد معنى لمعاناتك: حاول خلق قيمة لما تشعر به من ألم في
حياتك، فأنت تتعلم من الحدث وتحمي طفلك وباقي أطفالك مهما حدث .. كذلك
يتعلم طفلك كيف يتعامل ويتخطى الأزمات، أو اتخذ بعض الخطوات الاجتماعية
للتغيير وحماية الآخرين من نفس المشكلة.

عند إنجاز هذه العوامل الخمسة سترى تقدمًا ملحوظًا في طبيعة الحياة
العائلية في أسرتك والترابط، لكن أوصيك بالصبر والمثابرة مهما كانت
الصعوبات والعقبات أمامك.

ولنعيد ذكر العناصر سريعاً:
1. ضع نظام عائلي تربوي به قبول.

2. اصنع إيقاع في حياتك العائلية.

3. داوم على طقوس وعادات لها معنى.

4. كن نشيطًا في تواصلك.

5. تعلم كيف تتعامل مع الأزمات.

 

 

صبر جميل
+ قلم نشيط +
+ قلم نشيط +

صبر جميل

التسجيل التسجيل : 19/01/2013
العمر العمر : 53
المشاركات المشاركات : 215
الاقامة الاقامة : jordan
المهنة المهنة : غير محدد


بــكــل تقدير وإحــتــرام وشــوق
نــســتــقــبــل ونــفــرش الطريق
ونــعــطــر حــبــر الــكــلــمــات بــالــمــســك والــعــنــبــر
ونــنــتــظــر الإبــداع مــع نــســمــات الــلــيــل
وســكــونــه
اخوكم انور ابو البصل

 

 
 

ماذا لو كانت هذه حياتي ؟

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
  راقب الله فيما تكتب وتذكر ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )

 مواضيع مماثلة

-
»  حياتي بقرآني
» ثم كانت نهاية الحلم
»  آية كانت سبباً في إسلام أحد الملحدين
» أستراليا كانت على علم بتفاصيل قضية "السجين إكس"
» متى كانت أخر ساعة حاسبت فيها نفسك ؟
Powered by phpbb® Copyright ©2012-2019 Ltd
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة المنتدى ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)