برر السائق سائد بلبل رفعه تسعيرة المواصلات بصعوبة تعبئة المحروقات واحتكار عدد من التجار والمواطنين للسولار وبيعه في السوق السوداء بأسعار مرتفعة.
وتسبب إصرار بلبل على رفع التسعيرة بنسبة 100% على أحد الخطوط في دخوله في مشادات كلامية حادة مع أحد الركاب، الذي اضطر في النهاية إلى النزول من السيارة وعدم متابعة رحلته مع السائق بلبل، الذي حمل بشدة على المواطنين الذين لا يتفهمون ظروف السائقين بعد ظهور أزمة نقص السولار بشكل ملحوظ أول من أمس.
وقال إنه لم يتمكن أول من أمس من العمل لعدم تمكنه من العثور على السولار، ما اضطره إلى شراء جالون سعة 18 لترا بثمانين شيكلا من أحد المواطنين.
ويرى بلبل أن رفع تسعيرة المواصلات يعوض السائق عما يتعرض له من تأخير في العمل وفرق في سعر السولار، مقرا بصعوبة إقناع الركاب برفع التسعيرة بشكل ارتجالي نظراً لعدم معرفة الجميع بأزمة السولار.
أما السائق إيهاب عواد فلم يتردد بدوره في رفع التسعيرة على بعض الخطوط الداخلية، لتعويض تراجع ساعات العمل بسبب أزمة السولار الآخذة في التفاقم.
وخير عواد أحد الركاب قبل صعوده إلى السيارة بين الدفع حسب تسعيرته الجديدة وعدم الركوب، فلم يرق الأمر للراكب الذي لم يتردد في شتم السائق واتهامه بالاستغلال، مفضلا انتظار سيارة أخرى.
وانتقد عواد اتهامات المواطنين لهم بالاستغلال، مطالبا بوقف معاناة السائقين الناجمة عن أزمة المحروقات التي تتجدد بين الفينة والأخرى.
وأضاف أنه اضطر يوم أول من أمس إلى دخول أكثر من خمس محطات للوقود لتعبئة سيارته، معرباً عن خشيته من تفاقم الأزمة خلال الأيام القادمة مع تعمد الكثير من المواطنين والسائقين تخزين كميات كبيرة من السولار الذي بدأ ينقص من السوق بشكل واضح، كما يقول محمد خلة مالك إحدى المحطات الذي أكد وجود تراجع كبير في كميات السولار التي ترد إلى المحطة.
وقال خلة إن السولار نفد من محطته يوم أول من أمس، واستمر الحال أكثر من 24 ساعة، إلى أن تمكن من شراء ثلاثة آلاف لتر فقط، لافتاً إلى أن الأزمة لم تكن وليدة هذه الأيام بل تمتد إلى نحو ثلاثة أسابيع مضت، في أعقاب الأزمة الخانقة التي تعاني منها مصر.
وأشار خلة إلى أن قلق ومخاوف السائقين تدفعهم إلى شراء كميات تفوق حد استهلاكهم اليومي تحسباً لتفاقم الأزمة كما هو متوقع.
واتهم المواطن الخمسيني محمد سالم السائقين بالاستغلال لرفعهم التسعيرة وتجاوز تسعيرة وزارة المواصلات التي وضعتها قبل عدة أسابيع، مشيراً إلى أنه اضطر منذ صباح أمس للنزول من ثلاث سيارات على التوالي بعد إصرار سائقيها على رفع التسعيرة بنسبة 100% على خط النصر الرمال.
ورغم تفهم سالم أزمة نقص السولار، إلا أنه لا يرى مبرراً لرفع التسعيرة بهذه السرعة مع توفر السولار بالسعر الرسمي في المحطات.
أما الراكب منير شحادة فقد طالب الشرطة ووزارة المواصلات بمراقبة السائقين لضمان عدم استغلالهم للركاب وطلبة المدارس والجامعات.
وأشار شحادة إلى تعرضه لمحاولة استغلال من قبل أحد السائقين، الذي طالبه بتسعيرة مضاعفة، لكنه رفض وهدده بتقديم شكوى لضابط المرور الذي كان قريبا من المكان، ما اضطر السائق إلى التراجع وقبول التسعيرة الرسمية.