فراس برس: الشرق الاوسط / قال قيادي بارز في الجماعات السلفية الجهادية في قطاع غزة، إن نحو 47 معتقلا من عناصر الجماعات بدأوا إضرابا عن الطعام في سجون حماس في غزة قبل 4 أيام، احتجاجا على استمرار اعتقالهم، مبينا أن 21 منهم اعتقلوا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية فقط بعد قيام مجموعات عسكرية بإطلاق صواريخ على أهداف إسرائيلية قرب غزة.
واتهم أبو عبد الله المقدسي، في تصريحات لـ"الشرق الأوسط" السعودية، جهاز الأمن الداخلي التابع لحماس بتشديد الحرب على السلفيين بعد إطلاق صواريخ تجاه إسرائيل قبل أيام. وقال، إن «شرطة حماس وسعت وكثفت من حملة الاعتقالات بعد إطلاق مجلس شورى المجاهدين عدة صواريخ على بلدات إسرائيلية بالنقب الغربي ردا على وفاة الأسير ميسرة أبو حمدية في السجون الإسرائيلية وهو مصاب بمرض السرطان». وبحسبه فإن من بين المعتقلين مطلوبين للسلطات الإسرائيلية ومصابين سابقين.
وتأتي تصريحات المقدسي بعد نفي الشرطة في غزة وجود سلفيين في سجونها. وكان الناطق بلسان داخلية حماس إسلام شهوان، قد نفى وجود أي اعتقالات على خلفية مقاومة العدو، مضيفا: «أجهزتنا جزء من منظومة المقاومة ولا نعتقل أي إنسان يقاوم الاحتلال بل نشجع المقاومة». وتابع القول، إن «نشاطنا يهدف إلى الحفاظ على الأمن العام وبالتنسيق مع فصائل المقاومة التي تنسق الرد المشترك على العدوان والاحتلال. والفصائل تجمع على رفض العبث في الساحة الداخلية وتغلب المصلحة العليا ونحن مع هذا الإجماع». وأردف: «لا توجد تنظيمات سلفية جهادية في غزة إنما هي أسماء عبر الإنترنت».
واعتبر المقدسي هذا النفي بمثابة استخفاف بالعقول، وقال: «هذا هراء، الناس تعلم بوجودنا ونحن لم نأت من عالم آخر، من ينفي وجودنا عليه أن يخرج ويقول إذن من الذي تمت مهاجمته في مسجد ابن تيمية برفح؟ ومن تمت مهاجمته في مناطق أخرى لانتمائه للسلفية الجهادية؟».
وتعتبر علاقة حماس بالسلفية الجهادية في غزة متوترة إلى حد كبير، بسبب خلافات عقائدية وخلافات حول التهدئة. ويرفض السلفيون التهدئة التي تفرضها حماس في القطاع. لكن حماس تقول إن أهدافهم ليست جهادية وتتهمهم بالتفكير الظلامي. لكن المقدسي يؤكد على حقهم في الرد. وقال إن الجماعات السلفية لن تلتزم بأي اتفاق تهدئة في غزة، معتبرا أن أي اتفاق مع الاحتلال الإسرائيلي مجرد وهم، الخروقات الإسرائيلية تستمر على الدوام وكل اتفاق كان يتم التوصل إليه يفشل سريعا بسبب هذه الخروقات.
وأوضح، نحن مستمرون في الجهاد وفي تشكيل
من الخلايا العسكرية، مشددا على رفض الاعتقالات السياسية التي تطالب حماس بوقفها في الضفة الغربية، ونؤكد على حق المجاهدين في الرد على الخروقات الإسرائيلية بحق المواطنين والأسرى في سجون الاحتلال والذين استشهد أحدهم منذ أيام ولا يزال البعض منهم مضرب عن الطعام في ظروف صحية صعبة ويتوقع استشهاد أي منهم.
وزاد التوتر بين حماس والجماعات السلفية بعد اتهام جهات مصرية لهم بالوقوف أو المساعدة في هجوم على نقط حدودية في مدينة رفح المصرية أدت إلى مقتل 16 جنديا وضابطا مصريا في رمضان الماضي أدى إلى مقتل الكثير منهم.
ونفى المقدسي أن تكون حماس سلمت عناصر من السلفيين إلى الجانب المصري لتورطهم في هجوم ضد الجنود المصريين، موضحا، أن عناصر من المخابرات المصرية حققت مع عناصر سلفية جهادية في سجون المقالة ممن كانوا موضع شكوك. وطالب القيادي السلفي أجهزة أمن حكومة حماس بالإفراج الفوري عن عناصر الجماعات، محذرا من استمرار اعتقالهم في مواقع معرضة لهجمات الجيش الإسرائيلي، ومحملا حماس المسؤولية عنهم وعن أي تداعيات في العلاقة بين الطرفين.