رام الله-فراس برس:-كشف محمود العالول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح لـصحيفة "القدس العربي" الصادرة من لندن، أن الجانب الفلسطيني قرر اتخاذ مواقف ‘أكثر شدة’ مع إسرائيل وأمريكا، ستتمثل بالانسحاب من المفاوضات إن لم تحدث أي تغيير، فيما أكد مصدر فلسطيني رفيع أن جولة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للمنطقة هدفها منع الإعلان فعليا عن ‘انهيار المفاوضات’، لعدم التمكن في التوصل لتفاهمات حول ملفات الأمن والحدود، لرفض إسرائيل وجود أي حدود لـ’الدولة الفلسطينية المستقبلية’ مع الأردن.
وحول إن كان الهدف من زيارة كيري الحالية لمنع الإعلان عن فشل وانهيار المفاوضات، قال العالول أن الجانب الفلسطيني لم يشعر بوجود أي تقدم يذكر خلال جلسات التفاوض التي جرت مع الجانب الإسرائيلي، وكشف عن اتخاذ القيادة الفلسطينية ‘مواقف أكثر شدة’ في سبيل مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية للعملية السلمية.
وأكد المسؤول الرفيع في حركة فتح أن من بين هذه المواقف سيكون موجها للولايات المتحدة، كونها ‘الضامن للمفاوضات’، التي قال انها أصبحت ‘في مهب الريح’.
وأكد العالول أنه سيسار إلى إسماع كيري خلال زيارته الحالية الموقف الفلسطيني، المتمثل في صعوبة الاستمرار في المفاوضات، في ظل الانتهاكات الإسرائيلية من عمليات تهويد وهدم في القدس، وزيادة هجمة الاستيطان، والاعتداءات اليومية بالقتل والاعتقال ضد السكان، بهدف التحرك للضغط على إسرائيل. وأكد العالول أن موضوع الانسحاب من عملية المفاوضات ‘وارد’ في حسابات القيادة الفلسطينية.
وبخصوص جلسات التفاوض التي عقدت بين الطرفين أكد أن مجمل هذه الجلسات التفاوضية ‘لم تحقق أي شيء’، لافتا إلى أن المواقف الإسرائيلية الجديدة ‘تزيد الأمور صعوبة’.
ويجري في هذه الأوقات نقاش موسع داخل القيادة الفلسطينية محوره طرح تساؤل عن مدى الاستفادة من المفاوضات، أو إحراز أي تقدم فيها في ظل المواقف الإسرائيلية المتشنجة، والتي تخالف الأفكار التي انطلقت وفقها عملية السلام الجديدة برعاية أمريكية.
وعقدت اللجنة المركزية لحركة فتح اجتماعا مساء السبت أكدت فيه أن استمرار الاستيطان الإسرائيلي تدمير لعملية السلام، وأطلع الرئيس عباس أعضاء اللجنة على آخر تطورات المفاوضات والعقبات التي تضعها الحكومة الإسرائيلية في طريقها.
وبدأ كيري جولة جديدة وستكون طويلة للمنطقة، ومن المقرر أن يعقد عند وصوله للأراضي الفلسطينية وإسرائيل أكثر من لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث سيستهلها بلقاء الثلاثاء المقبل في بيت لحم، وسينتقل عقبها لعقد لقاءات مماثلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ليعود مجددا لعقد لقاء ثاني مع الرئيس الفلسطيني. وسيجري كيري عدة لقاءات مع مسؤولين عرب خلال جولته الحالية التي ستشمل السعودية والإمارات والأردن ومصر، وسيبحث في مجملها إلى جانب ملفات المنطقة الساخنة عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية.
وقال مسؤول فلسطيني رفيع فضل عدم ذكر اسمه أن الوضع داخل المفاوضات التي تجرى بشكل مكثف وبعيدا عن وسائل الإعلام ‘صعب للغاية’، وأن الجانب الإسرائيلي لم يقدم فعليا أن مبادرات إيجابية بهدف التوصل إلى حلول، وتحديدا لملفات ‘الأمن والحدود’.
ويقول المسؤول الفلسطيني أن الطاقم الاسرائيلي المفاوض، يطرح أفكاره بخصوص الحدود، على اعتبار أن ‘الدولة الفلسطينية المستقبلية لا حدود لها لا حدود لها بالمطلق مع الأردن’، من خلال الاستمرار في التشدد في مواقف ضم مناطق الأغوار لإسرائيل.
وتناول المسؤول طرح الأفكار الفلسطينية للحدود، والتي تقوم على أساس أن الحدود الشرقية للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية هي مع الأردن، وليس مع إسرائيل، وقبول فكرة تواجد قوات دولية على طول تلك الحدود. وتشير المعلومات إلى أن الجانب الفلسطيني طلب من المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام مارتن إندك، أن يقدم ‘تقييما عاما’ عن المفاوضات بعد سلسلة اللقاءات التفاوضية التي عقدت مع الجانب الإسرائيلي، وأنه يضغط باتجاه أن تشير الإدارة الأمريكية لإسرائيل بأصابع الاتهام عن فشل المفاوضات، وأن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قرر القدوم إلى المنطقة بعد التأكد من ‘صعوبة الوضع، وخشية من انهيار المفاوضات’.
لكن في إسرائيل قال الوزير سيلفان شالوم ان المفاوضات مع الفلسطينيين ‘ليست على وشك الانهيار وهي تستمر رغم الصعوبات غير البسيطة التي تعترضها’.
وزعم في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية أن الانتقادات التي توجهها بعض دول العالم لأعمال البناء في المستوطنات ينطوي على ‘ازدواجية المعايير الأخلاقية’ مشيرا إلى أن هذا الموضوع ‘لا يشكل شرطا لإجراء المفاوضات’.
وفي خطوة تؤكد التعنت الإسرائيلي كشفت صحيفة ‘معاريف’ الإسرائيلية في عددها الصادر أمس أن نتنياهو أصدر قرارا بالبدء بالتخطيط لإقامة جدار على طول الحدود الفلسطينية الأردنية في الأغوار.
ويأتي قرار نتنياهو هذا على الرغم من أن موضوع السيطرة على الحدود في الأغوار هي من أهم المواضيع التي يتم التفاوض عليها، ومن أكثرها خلافا.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فإنه تم البدء عمليا في فحص التخطيط لإقامة الجدار، لافتا إلى أن السبب في ذلك بحسب ما يدعي نتنياهو هو ‘تخوف إسرائيل من دخول لاجئين سوريين إلى الضفة من الأردن، والسبب الثاني، إغلاق الحدود الإسرائيلية وإقامة الجدار هي رسالة للفلسطينيين الذين يعارضون وجود إسرائيل في الأغوار، بأن الحكومة الإسرائيلية ستدافع عن حدودها الشرقية في الأغوار، ولا توجد نية إسرائيلية للانسحاب من الأغوار في كل اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين’.
ورد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة علة مخططات نتنياهو الجديدة بالتأكيد على أنها ‘خطوة إستباقية لإفشال زيارة وزير الخارجية الأميركي كيري القادمة للمنطقة’.
وأكد أبو ردينة في تصريح صحافي، أن ‘الاستيطان غير شرعي والجدار سيزول’، وأضاف ‘من دون دولة فلسطينية وعاصمتها القدس لا سلام ولا استقرار في المنطقة، وأن الإسرائيليين سيتحملون مسؤولية فشل المفاوضات’.
وطالب أبو ردينة الإدارة الأمريكية بأن ‘تبعث برسالة واضحة لنتنياهو لوقف هذا العبث’.
وكان كيري نجح في شهر يونيو الماضي عقب ست جولات قام بها للمنطقة، في جر الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للقبول بإجراء جولة جديدة من المفاوضات بعد توقف دام ثلاث سنوات.
ونصت بنود المبادرة الأمريكية وقتها التي تدعو لاستئناف المفاوضات لمدة أقصاها تسعة شهور للاتفاق على مجمل قضايا الحل النهائي، على أن تطلق إسرائيل سراح الأسرى القدامى، مقابل توقف الفلسطينيين عن طلب عضوية المنظمات الدولية خلال هذه الفترة.
وأطلقت إسرائيل دفعتين من الأسرى القدامى، غير أنها لم تلتزم بوقف أعمال الاستيطان، التي أدت إلى تدمير جولات سابقة من المفاوضات، حيث أعلنت أكثر من مرة وأخرها نهاية الأسبوع الماضي عن طرحها عطاءات لبناء آلاف الوحدات السكنية، حيث يؤكد الفلسطينيون أن الاستيطان يهدد عملية السلام.
وعلى أثر ذلك أقرت وزارة الخارجية الأمريكية بان المشاريع الاستيطانية ‘تنعكس سلبا على أجواء المفاوضات’.