فراس
برس - القدس - -وجهت إسرائيل تحذيرا صريحا إلى الدول العربية المجاورة، من
السماح بتنظيم «مسيرة القدس العالمية» يوم الجمعة المقبل، وقالت إنها
ستنظر إلى من يقترب من حدودها بوصفه متسللا وستتعامل معه بكل حزم، وادعت أن
هذه المسيرة من تنظيم «جهات معادية لإسرائيل». وأبلغت أنها ستمنعها من
الاقتراب من حدودها بالقوة. وقالت مصادر سياسية إن الحكومة الإسرائيلية
توجهت إلى حكومات سوريا ولبنان ومصر والأردن، وكذلك إلى حكومة حماس في قطاع
غزة وإلى السلطة الفلسطينية، برسائل التحذير، طالبة منها أن لا تسمح
بتصعيد التوتر في المنطقة بهذه المسيرات. وأما السلطات العسكرية
الإسرائيلية، فوضعت «خطة أمنية» لمواجهة «خطر تدفق المتظاهرين إلى الحدود».
وستعرض الخطة على اجتماع الحكومة الإسرائيلية بعد غد لإقرارها. وحسب
المراسل العسكري للتلفزيون الإسرائيلي الرسمي، فإن هذه الخطة تحتوي على
وسائل قمع تدربت عليها الوحدات العسكرية في الجيش الإسرائيلي وقوات حرس
الحدود.
وكانت «اللجنة الدولية للمسيرة العالمية إلى القدس»، قد
بدأت منذ شهرين العمل على تنظيم مسيرة عالمية تحت شعار «الحرية للقدس.. لا
للاحتلال.. ولا لسياسات التطهير العرقي والفصل العنصري والتهويد بحق القدس
أرضا وشعبا ومقدسات»، واختارت يوم 30 مارس (آذار)، الذي يوافق ذكرى «يوم
الأرض» الفلسطيني، وهو اليوم الكفاحي الذي اختارته الجماهير العربية في
إسرائيل (فلسطينيو 48) في سنة 1976 ضد سياسة مصادرة الأراضي، فأعلنت فيه
الإضراب العام واصطدمت مع قوات الجيش والشرطة، وقتل فيه 6 فلسطينيين من
داخل الخط الأخضر برصاص الجنود الإسرائيليين وأصيب نحو 550، ثم تحول إلى
يوم كفاح فلسطيني عالمي سنوي.
وحسب مصادر في تلك اللجنة، فإن نحو
نصف مليون إنسان في العالم، سيشاركون في هذه المسيرات، يمثلون نحو 700
منظمة جماهيرية من 64 دولة. وسيقصد المشاركون في المسيرات أقرب نقطة حدودية
إلى القدس، انطلاقا من لبنان والأردن ومصر وغزة والضفة الغربية وبقية
الأراضي الفلسطينية. كما ستقام في اليوم نفسه مظاهرات أمام السفارات
الإسرائيلية الموجودة في مختلف العواصم العالمية. ويشارك في المسيرة أيضا
متضامنون أجانب من قارات العالم الست، بعدما يقطعون آلاف الأميال مرورا
بعدد من العواصم الآسيوية باتجاه الأردن، التي ستكون نقطة التجمع. وستشهد
الضفة وغزة والداخل الفلسطيني مسيرات باتجاه القدس، أو أقرب نقطة إليها،
بمشاركة الشعب الفلسطيني بفصائله وتوجهاته ومؤسساته كافة، كما يشارك
متضامنون دوليون يستطيعون الدخول إلى فلسطين، وفي اليوم عينه سيتوجه مئات
الآلاف من الفلسطينيين للصلاة في المسجد الأقصى، وفي مسجد قبة الصخرة، وفي
كنيسة القيامة.
وأوضح القائمون على المسيرة أنها ستجري وفقا لظروف
كل دولة وبالتوافق بين كل القوى الوطنية والإسلامية من أحزاب وغيرها من
مؤسسات المجتمع المدني المشاركة في المسيرة وبالتنسيق مع كل الجهات الرسمية
والشعبية ذات العلاقة.
ومع أن هذه الصيغة تعني أن المسيرات لن
تقترب من الحدود الإسرائيلية، إلا أن السلطات الإسرائيلية ترى فيها
«استفزازا عدوانيا». وادعت المخابرات الإسرائيلية، التي تابعت نشاطات هذه
المسيرة، أن من يقف وراءها هم من «الحركات الإسلامية الأصولية التي قررت أن
تتحدى إسرائيل وتحيي المعركة التي بدأت في ذكرى (يوم النكبة) في أواسط
مايو (أيار) الماضي، عندما تدفق اللاجئون الفلسطينيون من سوريا ولبنان
وحاولوا تجاوز الحدود».
وحسب «المركز الإسرائيلي لمكافحة الإرهاب»،
الذي يعمل من مكاتب «الموساد»، فإن «هذه المسيرة، التي تبدو لأول وهلة
سلمية، تنطوي على عدة عناصر تشير إلى نوايا العنف». وادعى المركز أن
المنظمات الأساسية التي تؤدي دورا مركزيا في هذا النشاط، هي حركة حماس في
الضفة وغزة، و«الحركة الإسلامية» التي يقودها رائد صلاح في إسرائيل، وحركة
فتح في لبنان بقيادة منير مقداح، وحركة الإخوان المسلمين ومعها عناصر
حكومية في الأردن بقيادة رئيس الوزراء الأسبق أحمد عبيدات، وقوى اليسار
الفلسطيني في الضفة الغربية، و«عناصر إسلامية في أوروبا تعمل بالتعاون مع
قوى فوضوية وقوى لا تعترف بشرعية إسرائيل». وأعرب المركز في تقرير وصلت
نسخة منه إلى «الشرق الأوسط» عن قلقه من أن تكون هذه المسيرة تكرارا أكبر
وأشمل لأحداث «يوم النكبة» وأن تتحول إلى بداية انطلاقة لانتفاضة فلسطينية
ثالثة
___________