ما هو مرض انفلونزا الطيور؟
هواجس يتحدث عنها العالم من آونة إلى أخرى فسمعنا عن جنون البقر والجمرة الخبيثة و السا رز أو الالتهاب الرئوي اللا نمطي ‚ وحمى الوادي المتصدع ثم أخيرا أنفلونزا الطيور.
في تقرير لمنظمة الصحة العالمية " إن الانتشار السريع لسلالة قاتلة جديدة من أنفلونزا الطيور في آسيا تهدد بأن يتحول المرض إلى وباء بشري خطير ،، .
فيروس الأنفلونزا عموما يمكن أن يصيب أنواعاً كثيرة ومتعددة من الحيوانات مثل الطيور والخنازير والخيول وحتى عجول البحر والحيتان. أما الأنفلونزا التي تصيب الطيور تحديداً فيطلق عليها "فيروس أنفلونزا أفيان" أو فيروس أنفلونزا الدجاج كما اشتهرت به تسميته. واكتسب فيروس أفيان هذه التسمية لأن الدجاج هو أكثر أنواع الطيور الحاضنة لهذا الفيروس والناقلة له.
إن أنفلونزا الطيور هو مرض يصيب الدواجن ويسببه فيروس أنفلونزا شديد العدوى وغالباً ما يصيب هذا المرض الدجاج والبط والإوز والحمام وغيرها من الدواجن ، إن فيروس أنفلونزا الطيور ليس فيروساً جديداً ، وفى هذا الصدد ، يختلف عن فيروس السارس الذي انتشر في بعض الدول والمناطق الآسيوية في العام الماضي ويسبب اعتلالاً عاما واضطرابات في الأجهزة التنفسية للدواجن المصابة. وتتمثل الأعراض الأساسية في الوهن والسعال والعطاس وتساقط الدموع بغزارة. وعندما يتفشى وباء أنفلونزا الطيور الشديد العدوى، يمكن أن تبلغ نسبة الإصابات والنفوق بين الدواجن مائة في المائة ، لذلك أدرجت المنظمة العالمية لصحة الحيوان هذا الوباء ضمن الأوبئة الحيوانية من الدرجة الأولى.
منذ ديسمبر الماضي ، انتشر فيروس أنفلونزا الطيور في بعض دول ومناطق آسيا , ( الصين وتايلاند وكمبوديا وفيتنام واليابان وكوريا الجنوبية) وقد نفق عشرات الملايين من الدجاج بسبب هذا المرض أو ذبح بسببه. واكتشفت في فيتنام وتايلاند حالات إصابة بين البشر بفيروس أنفلونزا الطيور وتوفى بسببه العديد من الأشخاص.
ما هي اكثر أنواع فيروس انفلونزا الطيور التي تصيب الإنسان؟
استطاع العلماء حتى الآن حصر 15 نوعا ً من فيروس أنفلونزا الدجاج وتأكدوا من أن بعضها هي التي تصيب الإنسان ، وهذه الأنواع هي ( HA1, HA2, HA3 , NA1, NA2) و أكثرها خطورة و إ مراضية للإنسان النوعين المعروفين ( H5N1-H7N7 )
كيف ينتقل فيروس انفلونزا الطيور للإنسان؟
كان يعتقد أن انفلونزا الطيور تصيب الطيور فقط إلى أن ظهرت أول حالة إصابة بين البشر في هونج كونج في عام 1997.
ويلتقط الإنسان العدوى عن طريق الاحتكاك المباشر بالطيور المصابة بالمرض . ويخرج الفيروس من جسم الطيور مع فضلاتها التي تتحول إلى مسحوق ينقله الهواء أو الغبار.
يفضل فيروس أفيان الكمون في دماء الطيور ولعابها وأمعائها وفي أنوفها، ويخرج مع( ذراقها (برازها وهنا مكمن الخطورة حيث يجف هذا الذراق ويتحول إلى ذرات للغبار يستنشقها الدجاج السليم وكذلك يستنشقها الإنسان. وأكثر طرق انتقال العدوى تتمثل في الرذاذ المتطاير من أنوف الدجاج ، لكن الطريقة الأكثر انتشاراً للفيروس هي طريق البراز.
هل ينتقل المرض بتناول اللحوم المجمدة أو أكل الدجاج المصاب ؟
حذر الخبراء من لحوم الدواجن المجمدة والمبردة بقولهم أن الفيروس الفتاك المسبب لمرض أنفلونزا الطيور يمكنه أن يعيش سنوات عدة في درجات حرارة منخفضة حتى 70 درجة مئوية تحت الصفر لكنهم قالوا مجدداً أنه يمكن قتل الفيروس إذا طهيت اللحوم بطريقة صحيحة. إلى الآن لم تثبت بالدليل العلمي القاطع إمكانية إصابة الإنسان بالفيروس عن طريق أكل لحم الطيور المصابة وإن كانت دول الاتحاد الأوروبي وأخذاً بالتحوطات منعت استيراد الدجاج من البلدان التي ثبت انتشار الفيروس فيها بصورة كبيرة مثل (تايلاند وإندونيسيا وتايوان وكمبوديا وباكستان...) .
هل هناك إمكانية لانتقال العدوى بالفيروس من مريض إلى شخص آخر سليم ؟
لم تسجل حتى الآن وقائع تثبت حدوث ذلك . ولتجنب الإصابة بالمرض يجب الابتعاد عن الأماكن التي توجد بها الدواجن الحية حيث يمكن أن يتفشى الفيروس بشدة.
ما هي أعراض وعلامات الإصابة بهذا المرض ؟
فور إصابة الإنسان بالفيروس تظهر عليه أعراض مشابهة لأعراض إصابته بفيروس الأنفلونزا العادية مثل ارتفاع درجة الحرارة والشعور بالتعب والسعال ووجع في العضلات، ثم تتطور هذه الأعراض إلى تورمات في جفون العينين والتهابات رئوية قد تنتهي بأزمة في التنفس ثم بالوفاة.
ما هي أهم طرق الوقاية من هذا المرض ؟
أولا: يجب اتخاذ إجراءات سريعة اثر اكتشاف حالات الإصابة به بين الدواجن بذبحها وإعدامها جميعاً لمنع تشكيلها مصدر عدوى للبشر.
ثانيا : تجنب الاختلاط قدر الإمكان مع الدواجن المصابة بمرض أنفلونزا الطيور لتقليل إمكانية انتقال هذا المرض إلى البشر , وبالنسبة إلى الذين يتوجب اختلاطهم مع الدواجن المصابة بهذا المرض مثل الذين يقومون بأعمال التعقيم وذبح الدواجن، فيجب عليهم أن يتناولوا أدوية مضادة لفيروس أنفلونزا الطيور، والاهتمام بشروط الوقاية والأمان أثناء أعمالهم مثل لبس الكمامات والقفازات والملابس الوقائية، وتعقيمها بعد الأعمال.
ثالثا : طبخ لحوم الدواجن ومنتجاتها الأخرى كالبيض مثلا في درجات حرارة لا تقل عن سبعين درجة مئوية أو أكثر لأن الفيروس لا يعيش في مثل درجات الحرارة هذه ولا يبقى احتمال إصابة بهذا الفيروس إذا تناول الناس أطعمة دواجن مطبوخة جيدا.
رابعا : اتخاذ الإجراءات الوقائية لحظر واستيراد منتجات ولحوم الدواجن من الدول الموبوءة لمنع وصول أي طيور مصابة .
خامسا : يجب أن تتم عمليات تنقية البيئة في مناطق النفايات باستخدام الإجراءات الوقائية
الصارمة .
هل يوجد مصل مضاد لهذا المرض؟
يعكف الباحثون في الوقت الراهن على تطوير مصل مضاد للمرض ويحتاج لستة اشهر على الأقل لإنتاجه
ما هي فرص العلاج ؟
يمكن الشفا من هذا الفيروس باستخدام مضادات معينة للفيروسات التي تستخدم أيضا للوقاية منه للبالغين والأطفال ولكنها مضادات غالية الثمن فضلا عن إنتاجها المحدود