أتى حديث قيادات حركة حماس عن تشكيل قيادة مشتركة تجمعها والجهاد الإسلامي للتنسيق بينهما على جميع المستويات السياسية والنقابية، ليؤشر إلى ملامح مناورة حمساوية عبر بوابة «الجهاد» لاستعادة الحليف الإيراني.
وسارعت حركة الجهاد الإسلامي إلى نفي تلك التقارير، مشيرة إلى أن «الاجتماع الذي عقد بين قيادة الحركتين في قطاع غزة هو اجتماع روتيني». ويرى محللون أن «التناقض في التصريحات والمواقف بين قيادات حماس يعكس الخلافات الحادة ويعبر عن الأزمة الحقيقية التي تعيشها». فبعد سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر، خسرت «حماس» معظم حلفائها ووقعت في أزمة حادة، في حين أخذت الخلافات تتصاعد وتشتعل داخل الحركة. وبادر القيادي في الحركة محمود الزهار إلى تحميل القيادة المتمثلة بخالد بمشعل وجناحه المسؤولية عن ما وصلت إليه «حماس» نتيجة وضع جميع بيضها في سلة جماعة الإخوان في مصر.
طلبات استضافة
ويشير المحلل السياسي محمد جمال إلى «محاولة حماس تدارك الأمور والبحث عن حلول سريعة للخروج من هذه الأزمة بالطلب من مشعل البحث عن مكان آخر تأوي إليه الحركة، التي ترى ضرورة مغادرة الساحة القطرية لمحو الآثار السلبية التي التصقت بالحركة خلال تواجدها في قطر». ويضيف جمال: «ولكن هذا الطرح اصطدم بعقبات لم تكن في الحسبان، حيث لم ترحب أي دولة من الدول المطروحة بالطلب الذي تقدمت به حماس لاستقبالها على أراضيها، وبقي الموضوع معلقا بانتظار الإجابة من دول أخرى». وطرحت «حماس» مجموعة من الخيارات الأخرى التي اعتقدت انه يمكن أن تساعدها في تجاوز هذه الأزمة إلا أن تحقيق هذا الخيارات بقي بدون تنفيذ بانتظار المجهول.
رجل إيران
وفي ذات السياق، يوضح المحلل السياسي سمير عباهرة أن الزهار «أصبح رجل حماس الأقوى في هذه المرحلة وصار من أهل الحل والعقد على اعتبار انه رجل إيران الأول في الحركة ومن المناصرين للعودة إلى أحضانها». ويضيف: «ما أعلن من تنسيق لتشكيل قيادة مشتركة تجمع حماس والجهاد هو صياغة أعدها الزهار للتقرب من إيران من جديد واستعادة دعمها من خلال إشراك الجهاد الإسلامي في حكم القطاع ومنحهم امتيازات مختلفة ومتعددة كفاتورة تدفعها حماس في ظل انسداد الأفق السياسي أمامها وغياب الفرصة إلا بالعودة إلى المحور الإيراني». واستطرد: «قد تكون هذه العودة من بوابة الجهاد الإسلامي الحليف الرئيسي لإيران في الساحة الفلسطينية».