دعا الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الاثنين السعودية إلى مراجعة موقفها من الوضع في سورية والتخلي عن "الرهان على الخيارات العسكرية والتدخلات الأجنبية" والذهاب ‘لى الحل السياسي لانقاذ سورية والمنطقة من وضع "خطير جدا".
وقال نصرالله في كلمة القاها عبر شاشة تلفزيون "المنار" التابع لحزبه مساء الاثنين "اريد ان اوجه دعوة مخلصة وصادقة على ضوء الوقائع الميدانية والسياسية في سورية والمنطقة والعالم والتجربة الاخيرة التي عاشتها المنطقة والرهانات وما خاب منها، الى المملكة السعودية والدول الخليجية وتركيا وبقية الدول العربية والاسلامية (...). ادعوكم الى مراجعة موقفكم. المرحلة بدأت تاخذ ابعادا خطيرة جدا في سورية والعراق وباكستان وكينيا والصومال والبحرين ومصر".
واضاف "الرهان على الحسم العسكري رهان فاشل (...). هناك حقائق في السياسة والميدان تقول ان نجاة الجميع في سوريا ونجاة شعوب المنطقة وقطع الطريق على الفتن والحروب التي يؤسس لها... انما هو بالحل السياسي والحوار السياسي".
وتابع ان "الرهان على الخيارات العسكرية والتدخلات الاجنبية لن يؤدي الى تحقيق الاهداف التي تتطلعون اليها. ادعو الى الى القبول بالحوار السياسي والحلول السياسية وتاييد ودعم المبادرات والحلول السياسية التي ما زال بعضكم يعطلها ويقطع الطريق عليها ويراهن على الحلول العسكرية المدمرة في سورية وغيرها...".
ومن الواضح ان نصرالله قصد بالرهانات الخائبة مسالة الضربة العسكرية التي كانت تهدد بها واشنطن النظام السوري والتي صارت بعيدة مع التوصل الى اتفاق روسي اميركي حول تسليم دمشق اسلحتها الكيميائية.
وقال نصرالله "نداؤنا وتمنينا، خصوصا ان الكل يمد الايدي وان سورية تعلن استعدادها للذهاب الى جنيف 2 بلا شروط، وايران تتحدث عن الصداقة والاخوة والاستعداد للحوار (...)، الحل هو بالذهاب الى الحوار والمعالجات السياسية"، محملا كل "من يرفض الحل السياسي" مسؤولية "كل قطرة دم تسفك على مدى الايام والاسابيع والشهور الاتية".
ورفض نصرالله اتهامات السعودية لحزب الله وايران ب"احتلال سورية".
وقال ان "الحرس الثوري الايراني الموجود في كل سوريا لا يتجاوز عشرات الافراد وهم موجودون منذ العام 1982، وهو اقل عدد موجود" منذ ذلك العام.
وبالنسبة الى حزب الله، قال "هل يصدق عاقل ان حزب الله يملك القدرة على احتلال سورية؟ هذا امر غريب".
واعتبر ان الاتهامات السعودية هي "هروب من الفشل" كون الرياض راهنت على سقوط النظام السوري خلال اشهر، الامر الذي لم يحصل.
وانتقد سكوت السعوديين عن "عشرات الوف المقاتلين الاجانب الذين جيء بهم من جميع انحاء العالم"، متسائلا ان كان هؤلاء "لا يحتلون سوريا؟"، ومتهما السعودية بشكل غير مباشر بدعمهم.
وقال "من يتحدث عن احتلال في سوريا لا يرسل جيوشا لتحتل سوريا وتسيطر على سورية".