بعد ما يقرب من عشرة أعوام من جريمة إعدام الشهيد شاكر حسونة في أزقة شارع الشلالة بالبلدة القديمة من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، ليكون الشاب إبراهيم الحيح هذه المرة، بطلا لذات المشهد الذي تكرر مع حسونة.

وحسب شقيق الحيح الذي يوضح لـ"فلسطين" أن شقيقه بعد أدائه صلاة الجمعة في مسجد "علي البكاء" القريب من مسكنهم في البلدة القديمة في الخليل، ومشاركته في مسيرة سلمية مطالبة بفتح شارع الشهداء الذي يغلقه الاحتلال منذ ما يزيد عن أحد عشر عاما.

ويلفت إلى أنه تفاجأ بقيام مجموعة من جنود الاحتلال بالتصدي لشقيقه وبقية المشاركين بالرصاص المطاطي، ليتم استهداف المعتقل برصاصتين مطاطيتين بشكل مباشر في الرأس والوجه، ليسقط أرضا.

ولم يكن كافيا لجنود الاحتلال إصابة الشاب الحيح بالرصاص، ليتابع شقيقه قائلا: جنود الاحتلال عالجوه وأمسكوا به وقاموا بسحبه على الأرض، مبينا بأن شقيقه لم يتمكن من القدرة على السير أو الحراك، إلا أن الجنود واصلوا اعتقاله وسحله في الشارع، ليقتادوه إلى الاعتقال، دون أدنى رأفة أو شفقة بحالته الصحية أو بمشاركته السلمية في هذه المسيرة.

أما والدة المعتقل، فتبين أن نجلها لم يكن له أي تاريخ اعتقالي في سجون الاحتلال، مشيرة إلى أنها تلقت عقب الصلاة مباشرة نبأ إصابته من الجيران في مكان قريب من مسكنها، مبينة بأنها في البداية تلقت نبأ استشهاده، ليأتيها الخبر لاحقا بأنه أصيب وجرى اعتقاله.

وتعتبر الوالدة أن ما جرى لنجلها لا يمكن تفسيره إلا باستمرار لجرائم الاحتلال واستهدافه للمواطنين الفلسطينيين وخاصة شريحة الشبان في محيط البلدة القديمة بمدينة الخليل، ومنطقة الحرم الإبراهيمي لتفريغها وتقديمها للمستوطنين.

وتعرب المواطنة الحيح عن صمودها وكافة أفراد أسرتها رغم جرائم الاحتلال واستهدافه الذي لا ينقطع بحق السكان.

كما تطالب المواطنة بضرورة كشف سلطات الاحتلال لمصير نجلها المعتقل، وتمكينها أو أي فرد من العائلة من زيارته، للاطلاع عن قرب على حالته الصحية، مناشدة كافة الهيئات المحلية والدولية العمل الجاد لزيارة نجلها والسعي الحثيث والعاجل من أجل الإفراج عنه وتحريره من قبضة السجون الصهيونية.

من جانبه، يشير الحقوقي فريد الأطرش إلى أن هذه الجريمة دليل جديد على نهج الاحتلال الإجرامي، واستهدافه الذي لا ينقطع للفلسطينيين، مبينا بأن هذه الجريمة تبين همجية الاحتلال واستخدامه للعنف والقوة المفرطة واللاإنسانية في التعامل مع الفلسطينيين.

ويتابع قائلا: الاحتلال أمسى لا يبالي ولا يكترث لأي ميثاق حقوقي أو دولي أو إنساني في التعامل مع الفلسطينيين، مدللا على أن عملية الاستهداف الإسرائيلية للفلسطينيين قد تأخذ منحى أشد في ظل هذه الإشارات وعلامات التصعيد التي تشهدها الساحة الفلسطينية.

ويدعو الأطرش كافة الجهات الحقوقية والدولية والإنسانية التدخل لرفع يد الاحتلال عن الفلسطينيين، والسماح لهم بحرية الرأي والتعبير والعيش بكرامة على أراضيهم.