يُعرف التوجيه المهني بأنه عملية مساعدة الطالب على اختيار المجال العلمي والعملي الذي يتناسب مع طاقاته واستعداداته وقدراته وموازنتها بطموحاته ورغباته لتحقيق أهداف سليمة وواقعية.
واختيار الطلبة للتخصص العلمي يعني اختياره لوظيفته وراتبه وشكل حياته المهنية ، ولذلك تعتبر عملية ومرحلة اختيار الطلبة للمسار التعليمي من أهم المراحل التى يهتم بها الطلبة ، وهذه المرحلة تخضع لعدة عوامل أهمها رغبة الأباء بتحديد مستقبل الأبناء ، أضف الى ذلك العوامل التى تتعلق بالقواعد والتنظيمات التى تفرضها المؤسسات التعليمية .
ومما لاشك فيه أن رغبة الأباء بتحديد مسار التعليم للأبناء يكون بمثابة عائق لضمان نجاح الطلبة وتفوقهم لأنه لم يأخذ في الإعتبار ميول الأبناء ورغباتهم وقدراتهم ،فلكل إنسان قدراته الخاصة به،وبالتالي تعتبر حرية اختيار الأبناء المسار التعليمي الذي يرغب به يكون بمثابة الخطوة الأولى نحو التفوق والإبداع .
ونحن لا نطالب بمبدأ حرية الإختيار وترك الطلبة دون أي توجيه وإعداد ،ولذلك أصبحت الحاجة ماسة الى ضرورة وجود توجيه مهني للطلبة يتضمن مساعدة الطلبة على تقييم أنفسهم ومعرفة قدراتهم ،ومحاولة إيجاد المسار المناسب لقدراتهم وتوجهاتهم الشخصية ،ولن يتأتى ذلك إلا إذا قام أخصائي التوجيه المهني في كل مدرسة بالدور المنوط إليه .
وبالتالي نكون قد أعددنا إنسانا ناجحا قادرا على تحقيق ذاته في الميادين الدراسية والمهنية وغيرها من المجالات الحياتية ،وأن يتفوق بالدراسة بدرجة تحقق له الشعور بالرضا والسعادة والاكتفاء الذاتي.