التوجيه والإرشاد المهني ودوره في ضوء تطوير المرحلة الاساسية العليا
المقدمة:
لاشك أن التوجيه والإرشاد المهني من الممارسات القديمة منذ أقدم العصور ,حيث كان الآباء والمعلمون يسعون إلى مساعدة أبنائهم وطلابهم من أجل رقيهم ونضجهم ودعم إمكانياتهم حيث إن هذا المنهج كان يتخذ شكل التوجيه فقط دون الدخول في علاقات تفاعلية بين الموجه والفرد , مما استوجب استحداث التوجيه والإرشاد المهني كأسلوب علمي في المجال المدرسي من أجل زيادة التفاعل بين الطالب والمرشد بهدف التعرف على إمكانيات الفرد وكيفية التفاعل مع البيئة الخارجية . لقد بدأ التوجيه والإرشاد المهني بشكله العلمي التربوي منذ العام 1981 م عندما قررت وزارة التربية والتعليم إدخال النشاط الإرشادي التوعوي في مدارس مملكة البحرين حيث قامت الوزارة باستقدام خبير فنلندي تابع لمنظمة العمل الدولية لوضع أسس التوجيه والإرشاد المهني .
وقد بدأ هذا البرنامج من خلال تأهيل مجموعة من المرشدين الاجتماعيين كي يقوموا بعملية التوعية المهنية والأكاديمية لطلبة الشهادة الاساسية العليا الذين يلتحقون بالتعليم الثانوي مما يستوجب عليهم اختيار الفروع التعليمية التي تتناسب مع قدراتهم وميولهم وانجازهم الأكاديمي . وفي عام 1988م تم استحداث وحدة التوجيه والإرشاد المهني كوحدة مستقلة تقع على عاتقها مسئولية إعداد وتنفيذ برامج التوجيه والإرشاد المهني لجميع المستويات التعليمية مع التركيز على المرحلة الاساسية العليا التي تشكل نهاية التعليم الأساسي وحلقة الوصل مع التعليم الثانوي ومحور انطلاق الطالب نحو التخصصات التعليمية والتي تمثل القاعدة الأساسية للتوجه الأكاديمي والمهني للطالب بعد حصوله على الشهادة الثانوية . ومنذ ذلك الحين سعت وحدة التوجيه والإرشاد المهني لترسيخ مفاهيم التوجيه المهني المدرسي من خلال تنفيذ البرامج المتنوعة والمتعددة الأغراض ونتيجة للتطور الذي طرأ على المناهج وأساليب التعلم وتنويع التعليم واستحداث الأنظمة التربوية والتعليمية وكذلك الشروع في تطوير المرحلة الاساسية العليا بجميع أبعادها ومحتوياتها حيث أصبح التوجيه والإرشاد المهني مرتكزاً أساسيا لنمو الطالب تربويا ونفسيا ومهنيا .إن تعزيز مفهوم التوجيه والإرشاد المهني يشكل العامل الأول من اجل ترسيخ أسس التوجيه المهني من خلال وضع الاستراتيجيات الأولية لبناء منظومة متكاملة من الأطر والأساليب النظرية والعملية لغرس هذا المفهوم لدى قطاع الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور والمجتمع الخارجي والمؤسسات الاجتماعية والمهنية التي لها علاقة مباشرة بالمدرسة .ومنذ عام 2002م والتعليم يشهد التعليم تطورا متسارعا في مجال تنويع التعليم وأساليب التعلم من خلال مدارس المستقبل ونظام توحيد المسارات والتعليم الفني والمهني وتطوير التعليم الصناعي مما حتم تطوير أساليب التوجيه والإرشاد الأكاديمي والمهني لمواكبة هذه التطورات في بنية التعليم بحيث أصبح التوجيه والإرشاد من العوامل الضرورية لنمو الطالب وتكيفه الدراسي والتربوي ومن خلال هذه الورقة سوف يتم التطرق إلى مفهوم التوجيه المهني في الإطارين النظري والعملي في المجال المدرسي وكذلك سوف يتم التطرق إلى دور التوجيه المهني في في ضوء تطوير المرحلة الاساسية العليا بالإضافة إلى التعريف بالدور الذي تقوم به المدرسة تجاه المجتمع وانعكاس ذلك على التنمية الاجتماعية والاقتصادية والمهنية .
** أولاً: مفهوم التوجيه والإرشاد المهني:
لقد برز الاهتمام بالتوجيه المهني المدرسي منذ أواخر القرن العشرين خصوصا في البلدان الصناعية التي تطورت فيها الحركة الصناعية وأصبحت الصناعة سمة هذه البلدان بحيث أصبحت هناك حاجة ضرورية للتوجيه المهني , وقد كان العالم الأمريكي بارسونز من المؤسسين الحقيقيين للتوجيه المهني والذي أسس مكتبا لخدمات التوجيه المهني في عام 1908م بمدينة بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية . ومما لاشك فيه فإن التوجيه والارشاد المهني قد تأثر بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في العالم خصوصا في مجال إدارة الموارد البشرية وإعداد القوى العاملة ونتيجة لسرعة حركة التصنيع ونمو المهن وبروز التخصصات الدقيقة ومشكلة الاختيار المهني فقد ساهم ذلك في بلورة مفهوم التوجيه المهني في البلدان الصناعية وفي بلدان العالم الثالث .فقد تبنت معظم مدارس التوجيه المهني في الولايات المتحدة الأمريكية عملية التوجيه المهني التي تشمل كل مراحل الحياة دون الاقتصار على مرحلة معينة , أما أوروبا فقد شمل التوجيه المهني المراحل الدراسية الإلزامية وفترات التدريب قبل العمل .ومع التطور العلمي والتقني اخذ التوجيه المهني أبعادا أخرى تختلف بين الدول وفقا لفلسفة التعليم والإرشاد في كل دولة. فاليابان تأخذ منهج التوجيه المهني الذي يرتكز على الاختبارات والمسابقات والتثقيف الإعلامي والتعريف با المسارات التعليمية . وفي بريطانيا فان مصطلح المرشد المهني قد استخدم منذ العام 1965م حيث إن وظيفة هذا المرشد هي التأهيل المهني الجمعي والإرشاد الفردي خصوصا في مجال اختيار المهن. أما ألمانيا فلها أسلوب متميز في مجال التوجيه المهني من خلال هيئة مستقلة منفصلة عن التوجيه المهني المدرسي بسبب تشابك وتعقد الاختيارات المهنية بسبب ظاهرة التصنيع المتعدد والواسع الانتشار مما يحتم على الطلبة والشباب الحاجة إلى المرشد المهني القادر على مساعدة الشباب والناشئة في اختيار ما يناسب كل فرد منهم من مهنة , طبقا لطبيعة الفرد واستعداداته وميوله وقدراته , وقد ساهم مركز الخدمة النفسية المدرسية في تلبية حاجات الطلبة والناشئة والشباب لمختلف الاستشارات المهنية . ويرتكز التوجيه المهني في السويد على ثلاث هيئات رئيسة هي التوجيه المهني التابع لوزارة التربية السويدية والهيئة القومية للتعليم وهي هيئة مختلطة بين المؤسسات الخاصة والحكومية وكذلك هيئة التعليم لسوق العمل التي تختص بالقطاع الإنتاجي الخاص ويتميز التوجيه المهني في السويد أنه يقوم على عملية تقويم وقياس اتجاهات الأفراد من خلال الاختبارات والمقاييس المهنية . أما نشاط التوجيه المهني في كندا فيتمثل من خلال إعداد المعلومات حول المهن وتحليل متطلباتها وتوصيفاتها ووضع الاختبارات المتعلقة بمتطلبات كل مهنة مع التركيز على المراحل العليا في التعليم لتطبيق الاختبارات المهنية . أما في الوطن العربي فان الدول العربية تولي التوجيه والإرشاد المهني أهمية كبيرة كجزء من التنمية والتحديث خصوصا في الجوانب التعليمية والاقتصادية والتكنولوجية وهي تتباين حسب سياسة كل دولة في المجال التربوي حيث إن جميع هذه الدول تؤمن بأن عملية التوجيه والإرشاد المهني جزء مهم من العملية التربوية حيث يهدف إلى مساعدة الفرد في التكيف مع المدرسة ومناهجها والتغلب على الصعوبات التعليمية وكذلك تأهيل الفرد على كيفية اختيار خياراته المهنية من خلال القدرات والميول التي يتميز بها كل فرد .ومن خلال الدراسات والبحوث التربوية يتبين ان هناك تنوعا بارزا في مفاهيم وتطبيقات التوجيه والإرشاد المهني وفق التصور الخاص لكل دولة فبعض الدول تأخذ بمفهوم الإرشاد التربوي والذي يرتبط بمساعدة الطلبة على معرفة قدراتهم واستعداداتهم وكذلك مجموعة الميول تجاه اختيار البرامج الدراسية التي تلاقي رغباتهم وطموحاتهم .وهناك دول أخرى تعطي الإرشاد الشخصي والاجتماعي أهمية قصوى في مجال مساعدة الطلبة في حل المشكلات النفسية التي تؤهلهم للاختيارات التي تنم عن وعي وكفاءة في مجال الصحة النفسية والثقة بالنفس .وفي مجال أخر تتجه دول عربية أخرى إلى تأسيس المراكز المهنية التي تعنى بالاختيار المهني من خلال إعداد البرامج الجمعية والفردية لتوجيه وإرشاد الطلبة نحو المجالين الأكاديمي والمهني . إن مفهوم التوجيه والإرشاد المهني لا يمكن حصره في تعريف واحد وإنما هناك تعريفات متعددة ومتنوعة ويمكن استعراض مجموعة المفاهيم على النحو التالي :
** التوجيه والإرشاد المهني عبارة عن خدمة تربوية تقدم للطلبة لتساعدهم على فهم قدراتهم واستعداداتهم وإمكاناتهم وبيئتهم وتوجيههم توجيها صحيحا بهدف مساعدتهم في اتخاذ القرار الذي يقودهم إلى اختيار مهنة المستقبل .
** التوجيه والإرشاد المهني يهدف إلى مساعدة الطالب على فهم نفسه ومجتمعه وبيئته.
** التوجيه والإرشاد المهني هو إحدى العمليات التعليمية التربوية المخططة والممنهجة التي تعين الطلبة على رسم الملامح الكبرى لمستقبلهم الدراسي والمهني وتحديد آفاقهم بما يساعدهم على التكيف مع أنفسهم وبيئتهم المهنية ومجتمعهم الكبير بما يحقق لهم السعادة والطمأنينة في حياتهم .
** التوجيه والإرشاد المهني عملية فنية إنسانية ترمي إلى تنمية شخصية الفرد وحياته المهنية عن طريق توفير المعلومات والبيانات ومساعدته في اتخاذ القرار الذي يتعلق بخياراته التعليمية أو التدريبية والعملية بحرية ومسؤولية شخصية بما يلاءم استعداداته وقدراته ورغباته من جهة , ومتطلبات المهن والفرص المتاحة من جهة ثانية .
** التوجيه والإرشاد المهني عبارة عن مساعدة الفرد في اختيار مهنتـه حيث يؤهل لها ( إرشاد في المدارس ) ويدخلها ( إرشاد الباحثين عن المهن ) ويتدرج ويرقى فيها (إرشاد مهني في مواقع العمل ) بحيث يكون الفرد محور هذه العملية وتقدم له المساعدة ليتخذ قراره بنفسه ويحدد مسار حياته المهنية باختيار موفق يحقق تكيفه المهني .
** التوجيه والإرشاد المهني عبارة عن العمل العلاجي القائم على المعلومات في الخصائص العامة مثل القابلية الفكرية والتقدم الفكري والتعليمي .
** التوجيه والإرشاد المهني هو مساعدة الفرد كي يكون قادرا على اتخاذ القرارات السليمة بعلم واطلاع .
** التوجيه والإرشاد المهني بمثابة عملية مركبة تتألف من سلسلة من العمليات المتصلة والمتفاعلة فيما بينها بما يشكل حالة من التكامل حيث تشمل هذه العمليات مايلي :
- اختيار المهنة المناسبة على أساس ما يتمتع به الفرد من ميول وقدرات .
- الإعداد والتدريب على المهنة المختارة .
- الالتحاق بالمهنة حيث يقتضي ذلك الإحاطة بمجالات العمل المختلفة للمهنة وبوسائل إعانة الفرد للالتحاق بها .
- التقدم والتطور في المهنة من خلال تبصير الفرد بما يطرأ على مهنته من تقدم وتطور وتجديد وتعريفه بالطرق التي تساعده على الترقي في مهنته .
ونتيجة لتعدد وتنوع التعريفات للتوجيه والإرشاد المهني فقد تم تبني التعريف التالي كإطار نظري وعملي لتطبيق مفهوم التوجيه والإرشاد المهني في المحيط المدرسي بشكل عام وفي المرحلة الاساسية العليا بشكل خاص حيث يشير التعريف إلى أن التوجيه والإرشاد المهني هو إحدى العمليات التعليمية التربوية المخططة والممنهجة التي تعين الطلبة على رسم الملامح الكبرى لمستقبلهم الدراسي والمهني , وتحديد أفاقهم بما يساعدهم على التكيف مع أنفسهم وبيئتهم المهنية ومجتمعهم الكبير بما يحقق لهم السعادة والطمأنينة في حياتهم .
.
وبناء على هذا المفهوم فان من أهم خصائص ومميزات عملية التوجيه والإرشاد المهني أنها عملية مدروسة ومخططة تتضمن المعرفة الشاملة والبعد المهني والتدريبي حيث تهدف هذه العملية إلى بناء الإنسان كما ونوعا , وانه لكي تكون عملية التوجيه والإرشاد المهني ناجحة لابد للمرشد المهني من أن يكون على دراية وعلم وتأهيل من أجل أنجاح هذه العملية , كذلك لابد أن تتضمن عملية التوجيه والإرشاد المهني القدرة على التمييز بين الأفراد والفروق الفردية من أجل تلبية الاحتياجات والقدرات والاستعدادات لكل فرد بمفرده وكذلك من أجل ديمومة التوجيه والإرشاد المهني حيث أنها عملية مستمرة مدى الحياة ولا تنتهي في مرحلة من المراحل أي أن لها صفة الاستمرارية . وبناء على التعريف السابق فقد تم اعتماد مجموعة من الإجراءات العامة للتوجيه والإرشاد المهني في المرحلة الاساسية العليا والتي تشمل مايلي :
*إعداد خطة متكاملة لطلبة الشهادة الاساسية العليا من أجل تمكينهم من اختيار المسارات التعليمية للمرحلة الثانوية.
* تزويد طلبة المرحلة الاساسية العليا بأحدث المعلومات حول التخصصات الأكاديمية والتقنية والمهنية والفنية وكذلك تزويدهم بالمعلومات عن المهن .
*تطبيق اختبارات الميول المهنية والاختبارات الشخصية والسير الذاتية من أجل تعريف الطلبة باستعداداتهم وقدراتهم من خلال الاستعانة بالخبراء والمتخصصين في هذا المجال.
* توعية أولياء أمور الطلبة في المرحلة الاساسية العليا بأهمية الإعداد الأكاديمي والمهني من خلال المدرسة ومتابعة الأسرة من اجل تمكين الطلبة من حسن اختيار تخصصاتهم ومساراتهم التعليمية وبالتالي تمكينهم من اختيار المهنة المستقبلية وفقا للميول والكفاءة الأكاديمية والمهنية .
* المساهمة في الإرشاد الفردي والجماعي للطلبة في مجال التوعية الأكاديمية والمهنية .
*الزيارات المستمرة للمراكز التعليمية والمهنية وتزويد الطلبة بالمعلومات المستجدة في هذا المجال
*الاهتمام بالإحصاءات والتقارير وإعداد المعلومات للباحثين والمهتمين بالشئون الطلابية .
* تفعيل التربية المهنية الوطنية التي تعزز بناء الوطن والمواطن من خلال الاهتمام بالمهن التي تحقق للوطن التنمية والرقي الحضاري .
* السعي من اجل توفير المرشد المهني المتخصص والمتفرغ للعملية الإرشادية المهنية في المرحلة الاساسية العليا .
* بث الوعي المهني عند الطلبة من خلال المعارض المهنية واليوم المهني المدرسي والزيارات الميدانية وجماعات التوجيه المهني الطلابي .
* تعريف الطلبة بالدراسة في المرحلة الثانوية على مختلف التخصصات الأكاديمية والتقنية والفنية والمهنية من خلال التعاون مع المدارس الثانوية .
* جمع المعلومات عن المهن وما تتطلبه من تخصصات مختلفة وعرضها على الطلبة بما يحقق لهم النمو والوعي المهني.
*** ا
توزيع طلبة الشهادة الاساسية العليا على المسارات التعليمية ضمن خطة الوزارة مع الاهتمام برغبة الطالب وقدراته العلمية واستعداداته واتجاهاته .
وبناءً على الأهداف العامة فان المهام الحالية التي يتم تنفيذها ضمن برنامج التوجيه والإرشاد المهني تشمل مايلي :
*** إعداد خطة العمل لبرنامج التوجيه والإرشاد المهني للمرحلة الاساسية العليا من قبل المرشد القائم بمهمة التوجيه المهني من خلال الإشراف المباشر لاختصاصي التوجيه والإرشاد المهني بوحدة الإرشاد المهني في إدارة الخدمات الطلابية حيث تتضمن الخطة البرنامج المفصل لعمل المرشد خلال الفصلين الدراسيين .
*** التركيز على التوجيه الجمعي لتعريف الطلبة بالحقول التعليمية وأساليب التعليم فيها ومستقبلها الوظيفي .
*** الاهتمام بالتوجيه الفردي للطلبة الذين هم بحاجة إلى البحث والتشخيص .
*** مساعدة الطلبة على تطوير وتنمية الميول الايجابية تجاه التخصصات الأكاديمية والتقنية والمهنية .
*** مساعدة الطلبة على استكشاف رغباتهم والتركيز على بناء عادات مهنية جديدة ومعرفة كيفية العمل مع الجماعات الأخرى.
*** تعريف الطلبة بالمرحلة الثانوية من حيث أسلوب الدراسة , طبيعة المناهج وشروط الالتحاق بكل مسار تعليمي ومتطلباته .
*** تعريف الطلبة بنظام توحيد المسارات وأساليب الدراسة فيه .
*** تنمية روح التقبل عند الطلبة لجميع احتياجات المجتمع من المهن المتنوعة وإبراز أهمية كل مهنة كعنصر بارز في رقي المجتمع وتقدمه.
*** مساعدة الطلبة في التعبير عن رغباتهم واهتماماتهم في مختلف الحقول المهنية من اجل تأهيلهم للاختيار الموافق لتلك الرغبات والتي تساعد في تطوير المجتمع ونموه الاقتصادي والاجتماعي.
***استعراض وتعريف متطلبات المهن المنبثقة عن المسارات التعليمية للمرحلة الثانوية.
*** التركيز على التعليم التكنولوجي والتقني كمؤشر نحو التنمية الاقتصادية وتشجيع الطلبة في الانخراط بهذا النمط من التعليم من خلال الأساليب التي تجذب الطلبة وتحفزهم.
*** تنظيم الزيارات العلمية للمراكز التعليمية والمهنية وتزويد الطلبة بالمعلومات الخاصة بذلك .
*** مساعدة الطلبة في إعداد الجماعات المهنية والأكاديمية التي تهتم بجمع المعلومات عن المرحلة الثانوية والجامعية من اجل تنوير عقول الطلبة تجاه المستقبل التعليمي والمهني.
*** جمع المعلومات عن سوق العمل , والتعاون مع القطاعين العام والخاص من أجل تعريف الطلبة بواقع سوق العمل وعلاقة التخصصات بالوظائف.
*** السعي لتطبيق اختبارات الميول المهنية واختبارات الشخصية والسيرة الذاتية من أجل تعريف الطلبة بقدراتهم واستعداداتهم و ذلك من خلال الاستعانة بالخبراء المتخصصين في هذا المجال.
*** توعية أولياء أمور الطلبة لأهمية المرحلة الاساسية العليا وأهمية الإعداد المهني والأكاديمي لأبنائهم
*** تطبيق الاستبيانات المتعددة الأغراض لدراسة توجهات الطلبة نحو المسارات التعليمية والتخصصات المهنية للاستفادة من نتاجها لأغراض التخطيط ورسم الملامح التربوية
***أعداد البحوث والتقارير ورصد الظواهر ومتابعة المستجدات التعليمية .
** ثانياً : دور التوجيه والإرشاد المهني في ضوء تطوير المرحلة الاساسية العليا :
بما أن المرحلة الاساسية العليا تشكل الحلقة الأخيرة من مرحلة التعليم الأساسي للنشء فهي تستحق العناية والتطوير من أجل تمكين الطلبة من تحقيق المستويات المتقدمة من المعرفة والقدرة على التعلم عن بعد, وفي نفس الوقت القدرة على التحليل والمبادرة مما يتطلب تطورا نوعيا وكميا في المجالين التربوي والتعليمي سواء ما يرتبط بأساليب المعلمين وطرق التدريس ومعالجة الحالات الفردية والتشخيص الفردي , وأساليب عرض المعلومات والمادة التعليمية وكذلك في الجانب التعليمي المرتبط بالمناهج الدراسية التي تحاكي الواقع البيئي والتكنولوجي والعولمة وسوق العمل , وأساليب البحث وجمع المعلومات , والثقافة العامة والجدع المشترك لجميع التخصصات , مما يستدعي في الخط الموازي للتعليم والتعلم تطوير أنماط أساليب التوجيه والإرشاد الطلابي بشكل عام والتوجيه والإرشاد المهني بشكل خاص
إن دور التوجيه والإرشاد المهني في ظل تطوير المرحلة الاساسية العليا يأخذ شكل الاستراتيجيات التي يبنى عليها برنامج التوجيه والإرشاد المهني المدرسي لصفوف المرحلة الاساسية العليا والتي يمكن حصرها في الخطوات التالية التي تشكل نواة التوجيه والإرشاد المهني في نطاق التعليم الإعدادي المطور في مجالي التربية والتعلم والتي تشكل مادة مشتركة للمرشدين القائمين على عملية التوجيه والإرشاد المهني والإدارة والمعلمين والفنيين العاملين في المدرسة وأولياء أمور الطلبة .
*** ألآليات :
أولا: بناء قاعدة معلوماتية في المدرسة : حيث تشمل جميع المعلومات والبيانات حول أساليب التوجيه والإرشاد الجمعي والفردي ,الاهتمام بالمقابلات , المحاضرات ,الزيارات الميدانية , المعارض المدرسية , و تشكيل جماعات التوجيه والإرشاد المهني التي تقوم بالأدوار والأغراض الإرشادية المتعددة والمتنوعة , تبادل الخبرات بين العاملين في حقل التوجيه والإرشاد المهني والتي تطور العمل الإرشادي وتضيف له مزيدأ من الديناميكية والمرونة بالإضافة إلى توعية أولياء الأمور عن طريق البرامج المتنوعة خلال العام الدراسي , و توثيق أساليب التوجيه والإرشاد المهني الجمعي والفردي عن طريق
- الملف
- السجل
- الحاسوب
- الصور
- المطبوعات
بالإضافة إلى تصميم الاستمارات والإحصاءات للأغراض التالية :
• السير الذاتية للطلبة
• التعرف على احتياجات الطلبة الأكاديمية والمهنية والتقنية
• استكشاف ميول الطلبة ورغباتهم تجاه التخصصات والمهن المستقبلية .
ثانياً : تنمية روح التقبل عند الطلبة لجميع احتياجات المجتمع من المهن :
حيث يتم تعريف الطلبة بالمهن من حيث متطلباتها وخصائصها وآفاقها المستقبلية , عرض صور عن المهن , التعريف العملي بالمهن ووظائفها ومتطلباتها من خلال المعارض المهنية المدرسية والمعارض الوطنية والإقليمية والدولية التي تقام على ارض المملكة .
ثالثاً: التوجيه والإرشاد التعليمي المهني:
ويتم من خلاله :
• التعرف على مستوى التحصيل العلمي عند الطلبة
• تثبيت العلاقة الطردية بين الانجاز العلمي والتوجه الأكاديمي والمهني للطالب .
• الاهتمام بمضمون التعليم التكنولوجي والتقني كمؤشر نحو التنمية الاقتصادية وتشجيع الطلبة على الاهتمام بهذا النمط من التعلم .
رابعاً: رصد الظواهر والبحوث
وذلك من خلال الاهتمام بجمع المعلومات حول التوجيه والإرشاد المهني بشقيه المهني والتعليمي بالأدوات التالية :
• المطبوعات
• الإنترنت
• الصحف والمجلات
• المؤتمرات
• رصد الظواهر
• البحوث
خامساً: متابعة المستجدات التعليمية والمهنية: إن متابعة المستجدات في الميدان الإرشادي والتعليمي تتطلب ثلاثة عناصر رئيسة يحتاجها المرشد المهني والمعلم وهي :
- تطبيق الأساليب العلمية في التعامل مع الطلبة وفي تنفيذ البرامج وعملية التعلم فالآن وفي ظل العولمة , وتحول العالم إلى قرية واحدة أصبح المجال واسعا وخصبا لمختلف الأساليب والتقنيات العلمية التي تمكن كل من المرشد والمعلم والطالب من بناء ذاته وبالتالي النهوض بمختلف المسؤوليات والأدوار .
- الكفايات المهنية : تعتبر الكفايات المهنية من الوسائل المهمة التي تجعل المرشد والمعلم على قدر كبير من الكفاءة والاقتدار في التعامل مع النشء , وهذا العنصر أصبح في الوقت الحاضر من العوامل المهمة والضرورية لقياس الكفاءة والجودة في العمل الإرشادي والتحصيل العلمي .
- الشمولية للمتلقين : إن طبيعة العمل الإرشادي والتعليمي لايقتصر على فئات محددة أو منتقاة وإنما يجب أن يشمل كل فئات الطلبة حتى يحوز على الكفاءة والجودة وهذا يتطلب من المرشد والمعلم تفعيل عنصري الأساليب العلمية والكفاية المهنية على جميع الفئات المستهدفة بنفس الكفاءة وتطبيق الأساليب العلمية دون التفريق في ذلك من أجل ضمان الجودة وفي نفس الوقت ضمان كفاءة وقدرة المتخصص في بلوغ الهدف .
سادساً : تطوير الايجابيات وتقويتها في العمل وتصحيح السلبيات :
إن السعي للحصول على الكفاءة المهنية والتعامل مع التطوير بتطلب من العاملين في الحقلين الإرشادي والتعليمي مجموعة من العناصر تشمل :
- التدوين والتوثيق المتسلسل ( متابعة الخطوات التي تنجز وتدوين المعلومات بشكل مستمر ومتتابع )
- الاطلاع على المعلومات المتعلقة بالموارد البشرية من خلال المعلومات النظرية والعملية .
- الاهتمام بالنقد والتقويم .
- الاهتمام بالتقويم المستمر والمتابعة .
- تقبل التغذية الراجعة التي تعزز الايجابيات وتصحح السلبيات وتنمي كل من المرسل والمستقبل وتسهم في تطوير الموارد البشرية التي هي مقياس النجاح والكفاءة .
- السعي للمحافظة على الجودة والتميز خصوصا لدى الأفراد الطموحين .
** ثالثاً : انفتاح المدرسة على المجتمع :
تشكل كل من المدرسة والأسرة وجهان للعملة الواحدة في ميدان التربية والتعلم مما يستوجب ترسيخ هذه العلاقة حتى تتمكن المدرسة من أداء دورها الريادي كمركز للإشعاع العلمي والثقافي والتربوي , إن انفتاح المدرسة على المجتمع يأتي من خلال الانفتاح على الأسرة التي هي البوابة الأولى للعبور إلى المجتمع بمختلف أطيافه ومؤسساته . إن التعاون بين المدرسة والأسرة يشكل اللبنة الأولى لترسيخ العمل التربوي والتعليمي من خلال أشراك الأسرة في التعرف على أوجه الأنشطة والخدمات الإرشادية والتعليمية التي تقدم للطلبة وكذلك تشجيع الأسر ة على المساهمة في تطوير هذه الأنشطة وبالتالي النهوض بالموارد البشرية الناشئة والتي تشكل لب العملية التربوية والتعليمية التعلمية . وفي ظل تطوير المرحلة الاساسية العليا لابد من إشراك الأسرة في هذا التطوير من خلال مايلي :
- تعزيز التعاون الثنائي بين المدرسة والأسرة من خلال التواصل وبناء العلاقة الايجابية والتعاون المثمر .
- اطلاع الآسرة على الأنشطة والمناهج وأساليب التعلم التي تستحدثها المدرسة في ظل تطوير التعليم الإعدادي .
- تشجيع الأسرة على المساهمة في النوادي الاجتماعية والمهنية والرياضية والثقافية التي تستحدثها المدرسة في ظل التطوير النوعي والكمي للمرحلة الاساسية العليا.
- إشراك الأسرة في التخطيط لخدمة المجتمع والتي تشكل الوسيلة المهمة لبناء المواطن الذي يساهم في تنمية وتطوير الوطن في البناء والتعاون والمواطنة الصالحة.
- تشجيع أولياء الأمور في المساهمة في مجلس الآباء والذي تتنوع فيه الخبرات العلمية والثقافية والتربوية بما يساهم في النهوض بالعملية التعليمية والإرشادية.
- تشجيع أولياء الأمور في إثراء المدرسة بخبراتهم المهنية والتخصصية من خلال الاشتراك في الندوات والمحاضرات وورش العمل مما يعزز الشراكة بين الأسرة كدعامة اجتماعية مهمة والمدرسة التي هي الحاضنة الأساسية لنمو الطالب تربويا ومهنيا .
أما في ما يتعلق بانفتاح المدرسة على المجتمع فهو الطريق الأخر الذي تسلكه المدرسة في سبيل تعزيز دورها الريادي من خلال الاستفادة من خبرات المجتمع بمختلف مؤسساته وخدماته حيث أن التكامل العضوي بين المدرسة والآسرة والمجتمع يساهم بشكل أساسي في تطور الوطن ونمو أبنائه مما ينعكس بشكل ايجابي وملموس على مكانة الوطن بين الأمم ومدى فاعلية مؤسساته سواء داخل الوطن أو خارجه بفضل هذا التعاون الذي يشكل العمود الفقري للتنمية البشرية والتي هي أساس التطور والتقدم الحضاري . وفي ظل تطوير المرحلة الاساسية العليا يمكن للمدرسة الاستفادة من المجتمع ومؤسساته المختلفة في ميدان التوجيه والإرشاد المهني في ما يلي :
- الاستفادة من الخبرات التي تحتويها الجامعات ومراكز الأبحاث والمؤسسات المهنية الأخرى .
- إشراك القطاع الخاص في تزويد المدرسة بالمهن التي يحتاجها سوق العمل وطرق التأهل لها.
- التعاون مع الأهالي والصناديق الخيرية في مجال تعزيز العمل التطوعي والاحتفالات الوطنية .
- الاستفادة من مصادر التدريب التي تزخر بها المؤسسات الأكاديمية والمهنية من اجل تعريف الطلبة بها وإشراكهم في بعض الدورات التدريبية.
- تسهيل مهمة الاستفادة من المرافق المدرسية للأنشطة المهنية والتعليمية التي قد تطلبها المؤسسات الاجتماعية تحت إشراف إدارة المدرسة.
- تطوير التعاون بما يخدم العملية الإرشادية والتعليمية سواء في مجال الندوات وورش العمل والاستبانات والإحصاءات والاختبارات ذات الأغراض المتعددة والتي تسهم في نمو الطلبة أكاديميا وتعليميا ومهنيا.
الخاتمة :
التوجيه والإرشاد المهني أصبح من الضرورة بمكان في ميدان التربية والتعليم وفي ظل تطوير المرحلة الاساسية العليا ولابد أن يكون هذا المجال مواكبا للتطور النوعي والكمي في التطوير سواء من خلال المفاهيم والأهداف والخصائص أو في مجال الآليات التي تشكل القاعدة الأساسية في بناء أسس التوجيه والإرشاد المهني المدرسي في المرحلة الاساسية العليا المطورة , بحيث تكون هذه الاستراتيجيات تحقق الأهداف التطويرية في البنية الأساسية للمرحلة اساسية العليا لكي تتكامل العمليتين الأساسيتين التعليمية والإرشادية من اجل نمو الطلبة علميا وأكاديميا ومهنيا , وكذلك انفتاح المدرسة على الأسرة بشكل خاص ( لما لها من خصوصية مع المدرسة والمجتمع بشكل عام , حيث ان التطوير لابد أن يلامس التأثير المتبادل بين المدرسة ) والمجتمع في مجال العلاقات التعليمية والأكاديمية والمهنية والتي تتحول من خلالها المدرسة من مؤسسة منغلقة على نفسها وكوادرها التعليمية والطلابية الى مؤسسة منفتحة على المجتمع بجميع مؤسساته وصروحه مما يعزز نمو المدرسة ويطور المخرجات التعليمية والإرشادية في مجال الموارد البشرية القادرة على البناء والعمل من اجل النهوض بالوطن وتطوره النوعي والكمي .
إعداد: جعفر علي الشيخ
القائم بأعمال الاختصاصي الأول للتوجيه والإرشاد المهني
بقسم الخدمات الطلابية
المصادر والمراجع:
** الاحمد , عدنان (1999م) اتجاهات عالمية في التوجيه المدرسي والمهني .
** الهاشمي , عبد الحميد محمد ( 1996) التوجيه والإرشاد النفسي – جامعة الملك عبد العزيز – جدة ز
** مملكة البحرين , وزارة التربية والتعليم , إدارة الخدمات الطلابية , المهام الوظيفية لوحدة التوجيه المهني 2006م .
** الصراف ,قاسم ( 2001م ) واقع التوجيه والإرشاد المهني بالمدارس الاساسية العليا والثانوية بمملكة البحرين .
** مملكة البحرين ( 2006م ) إدارة الخدمات الطلابية استراتيجيات التوجيه المهني المدرسي- إعداد جعفر الشيخ .
** مملكة البحرين, وزارة التربية والتعليم , خدمة المعلومات في المحيط المدرسي – ترجمة من كتاب أسس التوجيه المهني ( Fundamental Of Guidance) الولايات المتحدة الأمريكية 1999 م ترجمة جعفر الشيخ .
** غالي , احمد , أسس التوجيه المهني 1989م – الطبعة الخامسة – عمان – المملكة الأردنية الهاشمية .
** مكتب التربية العربي – ندوة تبادل الخبرات الميدانية في مجال الإرشاد الطلابي والمهني - المنامة – مملكة البحرين – 200م .
** مملكة البحرين , وزارة التربية والتعليم , إدارة الخدمات الطلابية , وحدة التوجيه والإرشاد المهني , الخطة السنوية للتوجيه المهني – يوليو 2006 م .
** دليلك نحو مستقبلك التعليمي والمهني , الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد , وزارة المعارف , 200م , المملكة العربية السعودية .