بعض أساليب تربية الأبناء
إن التربية عملية طويلة تحتاج إلى جهد متواصل لأن بناء النفوس من أشق وأعسر عمليات البناء ، فالتعامل مع المادة الجامدة أسهل من التعامل مع كائن حر مريد. لأن المادة الجامدة تطوعها كما تشاء , أما النفس البشرية فلن يتيسر لك ذلك معها ، لأنها تملك الحرية والإرادة فلابد أن نتعامل معها ابتداءً من هذا المنطلق.
إن ابناءنا لا تنقصهم القدرات ولا يعوزهم الذكاء كما يتوهم البعض ولكنهم يحتاجون إلى تربية متوازنة تلبي حاجات الروح إلى جانب حاجات الجسد ، فالإنسان روح وجسد.
يجب أن يحتل الاهتمام بالتربية المتوازنة قمة سلم الضروريات ، حيث إن نتائج ذلك تصل إلى المجتمع كله سلبًا أو إيجابًا ، ولن يكون في صالح أحد أن تلبى الحاجات المادية وتهمل الجوانب الأهم.
إن من يتوهم أن واجبه كأب ينحصر في تأمين حاجات أسرته المادية يكون قد غفل عن جوانب أهم بكثير من الغذاء واللباس.
فما هي الأسس التي علينا أن نراعيها لنحقق لأبنائنا التربية المتوازنة؟
1ـ الحنان:
فاقد الحنان يجب أن يعوض بشيء مما فقد ، إذا فقد الطفل حنان أمه أو حنان أبيه أو حنانيهما ، فعلى المجتمع أن يعوضه ببعض ما فَقَدَ حتى لا يصبح فريسة لأهواء لا ضابط لها ، وقد يتوهم أن في ذلك تحقيقًا لذاته.
ومن هنا ندرك أهمية التوجيه النبوي الكريم أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما. رواه البخاري.
2ـ الثناء والعقاب:
علينا أن نحسن استخدام الثناء والعقاب ، ولعل آثار المبالغة في الثناء وكيل المديح لا تقل سلبية عن آثار الإهمال التام ، والحقيقة أننا عندما نشجع الآخرين إنما نشجع أنفسنا ، وذلك لأن أعمالهم جاءت مطابقة لما أردناه أو لما يمكن أن نفعله نحن لو كنا مكانهم ، فمن الخير لنا الاعتدال في ذلك ، وعلينا ألا نعاقب الطفل حتى يقر بخطئه ويتهيأ لذلك.
الأمر إذا ألقي يجب أن ينفذ ، لذا فإن من الأفضل لنا أن نتريث قبل أن نصدر أوامرنا فننظر هل يمكن تنفيذها ، فإذا تحقق الطفل بتجربته أن أوامرنا درست بدقة وأنها تستهدف مصلحته حُق لنا أن نتوقع منه الاستجابة لكل ما نطلب.
3ـ الوفاء بالوعود:
علينا أن نحرص وفي كل الظروف على الوفاء بالوعود ، فإذا وعدت فعليك أن تفي ، فإن استحال عليك الوفاء فعليك أن توضح سبب ذلك ، وإلا فإن الثقة التي من المفروض أن تقوى بيننا وبين أبنائنا تصبح مهددة.