إن دوام الصراع وتصاعد التوتر بين الزوجين يجعل جو المنزل مشحونا بالغضب
والقلق فكيف هو حال الأولاد الموجودين في هذا الوضع غير الأمن وأي شخصيات
ستنمو فيه ؟ وكيف سينشأ الأولاد وما هو مفهومهم للزواج وكيف سيكونون في
المستقبل أسرا جديدة ؟ في هذه النشرة نعرض أثر الخلافات بين الأزواج على
أبنائهم :
أولا : عندما يشيع جوالتوتر والصراع الخفي بين الزوجين فإن الطفل يعيش في جو ملغوم من التهديد
لطمأنينته وتتراكم في نفسه حالة القلق والضيق والإحباطات النفسية ومشاعر
الغيظ تجاه الوالدين .
ثانيا : كلما استقر الوضع الأسري وساد جو الأمان أرتفعت درجة التفوق في التحصيل الدراسي
لدى الطلاب والعكس صحيح فإن الخلافات الزوجية التي تجعل الطالب في قلق دائم
تنعكس سلبا على أدائه وتحصيله العلمي .
ثالثا : يتخذ تأثير الخلافات الزوجية في المنزل أشكالا أخرى على الأطفال في قيام
الأحلاف والمعسكرات داخل الأسرة بين كل الوالدين وعدد من الأطفال وتدور
الحرب بين الزوجين من خلال الأولاد أي بالواسطة كل طرف يضطهد وينبذ الأطفال
حلفاء الطرف الأخر وبالطبع يدفع الأطفال في كل الحالات الثمن الأكثر.
رابعا : إن التعرض المستمر للجو المشحون والعنف المنزلي يؤدي إلى ردود فعل دفاعية
ضد القلق تتخذ طابع العنف والخشونة فهو يتخذ له من عنف الأب أو الأم نموذجا
يحتذيه في سلوكه ويتخذ لسلوكه قناع من الخشونة والقسوة والفظاظة .
خامسا : يتعلم الأولاد في ظل هذه الظروف مفاهيم خاطئة عن الحياة الزوجية بشكل خاص
وكيفية التعامل بين الزوجين ومفاهيم خطيرة عن الحياة بشكل عام .
سادسا : قد يلجأ الوالدان أو أحدهما في كثير من الأحيان إلى استخدام الوسائل
العقابية والعنف تجاه الأولاد كتعبير عن عدم الرضا والغضب من الزوج الأخر
ويصبح الأولاد في هذه الحالة كبش فدى أو وسيلة لتنفيس الغضب ولمكايدة الطرف
الأخر وهذا كله يشعر الطفل بأنه مرفوض وأنه سبب النزاع بين والديه ويعيش
في حالة صراع داخلي فيتولد لديه التمرد والعصيان على كل مايرمز للسلطة
ويتخذ السلوك العدواني وسيلة للانتقام من الوالدين ومكايدتهم لما يعانيه من
الضغط النفسي بسببهم .
لذلك فلنحاول حل خلافاتنا بالتفاهم والهدوء لتجنب هذه الأثار والمخاطر على فلذة قلوبنا وأحبابنا
وشكرا لتعاونكم
ملاحظة : هذا الموضوع ينفع نشرة إرشادية لأولياء أمور الطلبة ..