أظهر تقرير لدائرة الإحصاء المركزية الاسرائيلية، أمس، أن الهجرة "اليهودية" الى اسرائيل في تراجع مستمر، على الرغم من إعلان سابق للوكالة اليهودية - الصهيونية، أواخر العام الماضي أن عدد المهاجرين وصل الى أكثر من 19.5 ألف، بينما قال الإحصاء إن العدد الحقيقي هو 16.5 ألف.
وطوال السنوات السبع الماضية شهدت هجرة اليهود الى اسرائيل تراجعا حادا مقارنة مع معدلات العقدين الأخيرين، حيث شهدت تسعينيات القرن الماضي معدل هجرة يقترب من مائة ألف مهاجر سنويا.
ولم تعلن الدائرة عن أعداد الهجرة العكسية، التي تصدر في تقارير منفصلة، وحسب التقديرات، فإنه سنويا يغادر اسرائيل لفترات طويلة حوالي 22 ألف شخص، ويعود في خلال العام نحو 11 ألفا الى 12 ألف شخص بعد غياب سنوات، ما يعني أن سنويا يهاجر من اسرائيل حوالي 11 ألف شخص، ولكنهم يبقون مسجلين في سجل السكان. وبيّن سجل أصحاف حق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية التي جرت في شهر كانون الثاني (يناير) من هذا العام، أن نحو 620 ألف شخص، أي حوالي 11 % من ذوي حق أصحاب حق الاقتراع، هو في تعداد المهاجرين، وهذه النسبة كانت في العام 2009 حوالي 10 % ما يعني أن الهجرة العكسية بتراجع مستمر.
ويتبين من قراءة التقرير، تراجعا حادا في الهجرة الى أساس أيديولوجي، وهذا يظهر من توجه المهاجرين الى مناطق السكن، إذ إن غالبيتهم الساحقة جدا تتجه الى مدن ذات مستوى معيشي جيد وعال، ونسبة ضئيلة تتجه الى القدس المحتلة والمستوطنات، وخاصة المهاجرين من الولايات المتحدة الأميركية.
ويقول التقرير، إن 44 % من المهاجرين في العام الماضي، أي 7285 مهاجرا، قدموا من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة، وأكثر من 25 % من الولايات المتحدة الأميركية، بينما وصل 18.5 % من أثيوبيا. ويظهر أيضا، أن 78 % من المهاجرين هم فوق عمر 18 عاما، ومعدل أعمار المهاجرين أكثر من 29 عاما. وتقول تقارير اسرائيلية وتلك الصادرة عن معاهد صهيونية، إن اسرائيل تواجه "مشكلة" تراجع الهجرة الى اسرائيل لكون 90 % من أبناء الديانة اليهودية يعيشون في أوطانهم التي فيها مستوى المعيشة أعلى من اسرائيل، وتوقع خبير اسرائيل كبيرة قبل أيام، أن تحتد مستقبلا الهجرة العكسية بعد زوال الأزمات الاقتصادية في العالم، مقابل تراجع اكبر للهجرة الى اسرائيل.